القادة وزعماء الخليج أثناء قمة مجلس التعاون وزير الخارجية البحريني: لم ترفض أي دولة دخول الاتحاد سميرة بنت رجب ل»أخبار اليوم«: القمة استجابت لتطلعات الخليجيين بإقرار القيادة العسكرية الموحدة كانت المفاجأة الأكبر يوم ختام القمة الثالثة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عقدت بالعاصمة البحرينية المنامة يومي 24 و25 ديسمبر الجاري، هوالتأكد من اعتذار سلطنة عمان عن استضافة القمة القادمة كما كان مقررا واعتذار قطر عن استضافة القمة التي تليها، وهو شئ يحدث لأول مرة في القمم الخليجية التي جرت العادة علي أن تعقد كل سنة في إحدي بلدان المجلس بالتناوب، وبترتيب معروف ويتم تكراره ، وهوما دفع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لأن يعلن في كلمته المقتضبة في الجلسة الختامية، أن دولة الكويت تتشرف باستضافة القمة الرابعة والثلاثين ولأن هذا الاعتذار عن التنظيم سبقه اعتذار أمير قطر عن الحضور، وتغيب السلطان قابوس بن سعيد ، فقد تساءل البعض هل هناك خلافات بين دول المجلس حول الاتحاد الخليجي، المقرر أن يتم إعلان تفاصيله في قمة استثنائية في الرياض، وهي العاصمة التي شهدت في العام الماضي إطلاق دعوة خادم الحرمين الشريفين للانطلاق من مرحلة التعاون إلي مرحلة الاتحاد. نفي الخلافات حول الاتحاد الخليجي جاءت في أكثر من موضع لعل أهمها ، ماجاء علي لسان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة خلال المؤتمر الصحفي الختامي، والذي قال فيه "إننا لم نقل ان هناك دولة لا تريد ان تدخل في "الاتحاد" خاصة أننا مازلنا في الطور التمهيدي لهذه المسألة مؤكدا أن مسيرة العمل الخليجي المشترك دائما حذرة كونها تأخذ في الاعتبار كل مواقف البلدان الخليجية وقال إن الفكرة تم تبنيها في قمة الرياض وتحتاج للعمل قدما لإتمامها". لكن النفي الأكبر جاء بصورة عملية وواقعية بعد موافقة القمة علي مباركة إنشاء قيادة عسكرية موحدة، لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ودول مجلس التعاون بشكل خاص، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون هنا دفعة للأمام في طريق تحقيق الوحدة، خاصة وأنها تزامنت مع خطوات أخري أكدت عليها القمة، في بيانها الختامي منها الموافقة علي الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس بعد التعديلات التي أجريت عليها من جانب وزراء الداخلية ، والتأكيد علي المضي قدما للوصول إلي اكتمال مراحل الاتحاد الجمركي في موعده المقرر سلفا، وهو منتصف عام 2014 ليبدأ العمل بالاتحاد الجمركي في يناير2015. وأكد الشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني علي أن الموافقة علي تشكيل قيادة عسكرية موحدة ليس بديلا لقوات درع الجزيرة مشددا علي أنها تعتبر مظلة تجمع جهود"درع الجزيرة والقوات الجوية والبحرية" لدول مجلس التعاون الخليجي من حيث التنسيق والتخطيط والقيادة. وقال د. عبداللطيف الزياني امين مجلس التعاون أنه تم تشكيل هيئة من المدراء العامين لشئون الجمارك بدول مجلس التعاون تحت إشراف لجنة التعاون الاقتصادي للعمل علي تذليل كل المعوقات كي نصل الي الصورة النهائية في منتصف عام 2014 لبدء العمل بالاتحاد الجمركي في يناير 2015. تطلعات شعوب الخليج وفي تصريحات لها ل" أخبار اليوم" أكدت وزيرة الدولة البحرينية لشئون الإعلام سميرة بنت رجب أن القمة الخليجية الثالثة والثلاثين، قد استجابت لأكثر المطالب إلحاحا لأبناء دول مجلس التعاون، من خلال إقرارها للاتفاقية الأمنية ، والموافقة علي إنشاء قوة عسكرية خليجية موحدة. وقالت سميرة بن رجب عقب انتهاء القمة، إن احتياجنا للأمن والاستقرار في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها منطقتنا، هومطلب أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه، ولذلك نجحت القمة في تلبية هذا المطلب من خلال خطوات عملية ملموسة علي أرض الواقع. وأضافت إن إعلان الصخير وقرارات القمة، قد تطرقت لكل القضايا التي تهم دول ومواطني مجلس التعاون، بدءا من العلاقات مع إيران والموقف الثابت من قضية الجزر الإيرانية، والأزمة السورية والعدوان علي غزة ووصولا إلي ملفات الشباب والتعليم، ولكن التركيز كان مطلوبا علي مايحقق الاستقرار والاحساس بالأمن والأمان لمواطني دول المجلس. وقالت: أنا هنا لا أتحدث بصفتي وزيرة أومتحدثة باسم الحكومة البحرينية، بل أتحدث كمواطنة خليجية، اشعر بما يشعر به كل الخليجيين وتتملكني نفس تطلعاتهم. وأثنت وزيرة الدولة البحرينية لشئون الإعلام علي موقف القمة من إدانة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها المنامة، وقالت إن هذا الموقف يأتي في إطار تأكيد القادة علي إدانة كل أشكال العنف والإرهاب أيا كانت أسبابه ودوافعه. وردا علي سؤال حول انعقاد القمة الخليجية القادمة في دولة الكويت قالت بن رجب، إنها ليست المرة الأولي التي يتم تغيير مكان القمة فيها، فقد حدث من قبل أن انتقلت القمة من أبوظبي ، بسبب الظروف الصحية لرئيس الدولة آنذاك، واليوم هوالانتقال الثاني لها، مشيرة إلي أنه كان مقررا عقد القمة المقبلة في سلطنة عمان، التي اعتذرت لظروف خاصة، وكذلك اعتذرت دولة قطر الشقيقة، فجاء الترتيب علي دولة الكويت. لا مواجهة مع الأخوان وقد نفي الشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني وجود اي خطط خليجية لمواجهة جماعة الاخوان المسلمين في بعض الدول العربية مضيفا ان دول الخليج ليس لديها اي خطة لمواجهة الإخوان المسلمين ولا أي فئة أخري وان كل مايهم دول الخليج هوتنمية بلادهم اقتصاديا وسياسيا وامنيا لتحقيق الرفاهية لمواطنيهم . وحول خلو البيان الختامي للقمة الخليجية من أي ذكر لدول الربيع العربي وبصفة خاصة مصر، قال ان العلاقة مع مصر اكبر من كل البيانات وهي علاقة تاريخية وقوية في مختلف المجالات وان هناك التزاما كاملا من دول المجلس ببناء هذه العلاقة وأخذها إلي الأمام من خلال توطيد العلاقات مع مصر الشقيقة ، مشيرا انه تمت الإشارة للجهود المصرية في وقف الاعتداء الاسرائيلي الأخير علي قطاع غزة ، ومتمنيا الا تحصر العلاقة مع مصر بهذا البيان فقط ، منوها إلي أن هناك أشقاء قريبين لم تتم الإشارة إليهم في البيان الختامي للقمة ، وقال: ذلك ليس معناه أنهم غير قريبين منا. رفض التدخلات الإيرانية العلاقات بين دول مجلس التعاون وإيران احتلت مكانة مهمة في البيان الختامي للمجلس الأعلي لقادة دول مجلس التعاون، والذي أعرب عن رفضه واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون ، وطالب إيران بالكف فوراً ونهائياً عن هذه الممارسات ، وعن كل السياسات والإجراءات التي من شأنها زيادة التوتر، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة . وأكد علي ضرورة التزامها التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية ، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أوالتهديد بها. وبالنسبة للبرنامج النووي الإيراني قال البيان إن البرنامج النووي الإيراني الذي لا يهدد أمن المنطقة واستقرارها فحسب ، بل الأمن والاستقرار العالمي، مشدداً علي أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وأكد المجلس مجدداً مواقفه الثابتة بشأن أهمية التزام إيران بجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، منوها في الوقت ذاته بالجهود الدولية، لحل قضية البرنامج النووي الإيراني بالطرق السلمية