لا احد ينكر المجهودات التي يبذلها انس الفقي وزير الاعلام في مجال الانتاج الدرامي ودعمه ومساندته للاعمال الجادة التي تقوم بإنتاجها القطاعات الكبري التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون مثل قطاع الانتاج و»صوت القاهرة« ولا يمكن إغفال نظام الشراكة في الانتاج مع كبري شركات القطاع الخاص في مصر والعالم العربي حتي نجح الاعلام المصري في إسقاط شعار العرض الحصري واصبح العمل الدرامي المتميز يتم عرضه بالكامل علي شاشة قنواتنا الارضية والفضائية بصورة لم يسبق لها مثيلا ومكنتنا من استرداد ريادتنا في مجال الانتاج والعرض معا بحيث لم يعد هناك اية انواع من الحرمان تفرض علي المشاهد المصري داخل أو خارج مصر. واستمرارا لهذا الاسلوب في مجال انتاج الفيديو الذي يقوده الان بكل ثقة واقتدار المهندس اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون ومعه المهندسة الكبيرة راوية بياض رئيس قطاع الانتاج تم اقتحام مجال اخر هو الانتاج السينمائي الذي كان لقطاع الانتاج صولات وجولات كثيرة ادت لازدهاره وتميزه بل وفي اثراء شاشة التليفزيون بأعمال توافرت لها كل عناصر الابداع ثم لاسباب لا اريد الخوض فيها الان توقف هذا الانتاج ولم يعد هناك احد يفكر أو يخطط أو يحلم لاعادة الامور إلي ما كانت عليه حتي اعطي انس الفقي وزير الاعلام تعليماته الواضحة بفتح هذا الملف مرة اخري علي اسس تحقق للسينما المتعة والفن والفكر وتخدم قضايا امتنا العربية ونحن جزء رئيسي في نسيجها. وبالفعل نجحت المهندسة راوية بياض في العثور علي فكرة فيلم سينمائي شديد التميز اسمه »مملكة النمل« من تأليف الروائي السوري خالد الطريفي ويخرجه التونسي شوقي الماجري ويشارك في انتاجه مع قطاع الانتاج ثلاث جهات انتاجية اخري هي »ايبلا« السورية و»ART« و»شركة الضفاف« التونسية حيث يجسد سيناريو الفيلم قضية مهمة تتطلب تكلفة انتاجية كبيرة ليظهر في اطار وثيقة سينمائية سياسية مبهرة حدد معالمها المهندس اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذي طالب ايضا بضرورة ان يأتي العمل معبرا عن التلاحم العربي من حيث الشكل والمضمون واكد علي اسناد الادوار الرئيسية في تلك الحدوتة لنجوم من مصر والمنطقة العربية تحقيقا للمصداقية في عرض مثير وشيق للقضية الفلسطينية التي تعطيها القيادة السياسية في مصر عظيم الاهتمام والدعم والمساندة علي جميع المسارات السياسية وتقدم لها كل ما تحتاج اليه من امكانات مادية وامكانيات فنية توفر لها سبل الحياة وسط الظروف اللاإنسانية الصعبة تحت نيران الاحتلال الاسرائيلي الغاشم. ولاشك ان هذا الفيلم يأتي في مرحلة دقيقة وحاسمة حيث تمر القضية الفلسطينية هذه الايام بمرحلة البحث عن الحل النهائي وتضافر كل الجهود المصرية والعربية والدولية لإنهاء كل مظاهر الصراع العربي الاسرائيلي منذ عام 8491 وحتي يومنا هذا حيث لم تنكسر ارادة الصمود الفلسطيني فأهالينا داخل الاراضي المحتلة يمتلكون ارادة حديدية تجعلهم لا يموتون ابدا ولا يلقون بسلاح المقاومة المشروعة. ولعل اهم ما يميز هذا العمل استخدامه للرمز بين اظهار صلابة وتحد وارادة الشعب الفلسطيني وتمسكهم بترابهم الوطني وما يقوم به »النمل« الذي يبني لنفسه اوطانا تعد بمثابة المملكة الخاصة لآماله وطموحاته وحقه المشروع في الحياة مهما كانت هناك آلام قاسية تعصف بالاخضر واليابس فهناك حقيقة علمية ثابتة توضح كيف يقوم هذا النمل من تنظيم صفوفه واستجماع قواه للانطلاق في صحوة كبري تؤكد له حق البقاء في دائرة الضوء وليس داخل جحور الظلام الدامس. إنني احيي البعد السياسي المهم الذي دفع وزارة الاعلام وقياداتها المسئولة عن تنفيذ سياستها في مجال الانتاج الدرامي لتقديم مثل هذا العمل السينمائي الذي يعد صورة من صور الدعم والمساندة بالكلمة والصورة ولغة الحوار الراقي من خلال شخصيات حقيقية من لحم ودم تعبر عن ضمير امة اغتصبت حقوقها منذ عشرات السنين وهي لاتزال تقاتل بيد وتحمل في اليد الاخري اغصان الزيتون. والفيلم الذي اوشك المخرج شوقي الماجري علي الانتهاء من تصويره يشارك فيه قطاع الانتاج بنسبة 52٪ ويقوم ببطولته مجموعة من النجوم العرب اذكر من بينهم صابا مبارك وعابد فهد وخالد تاجا ومنذر ريحانة وجولييت عواد ومعهم من مصر النجم ياسر فرج ومدته 501 دقائق ويصور بين سوريا وتونس وخصص له ميزانية ضخمة ليخرج علي مستوي فني عال. انني اهنيء قطاع الانتاج برئاسة المهندسة راوية بياض علي العودة إلي تقديم الاعمال السينمائية المهمة التي كان قطاع الانتاج متميزا بها في بداية ظهوره ككيان درامي ضخم في مصر والمنطقة العربية ثم توقف الانتاج السينمائي ولكن الان وبعد ان عادت الروح لقطاع الانتاج وشهد هذا النجاح المبهر في الانتاج الدرامي المباشر أو المشترك مع القطاع الخاص اتصور ان هناك المزيد من النجاحات قادمة إلينا خلال الفترة المقبلة بفضل الادارة الناجحة والوعي والفهم والشفافية التي تتمتع بها راوية بياض والتي شهد بها كل المهتمين بالانتاج الدرامي خلال رمضان الماضي وما قبله من سنوات سابقة وهذا شيء يحسب لوزير الاعلام انس الفقي الذي يختار اصحاب الكفاءات الناجحة العالية لتولي المناصب المهمة والرفيعة في منظومة الاعلام المصري بكل قطاعاته المرئية والمسموعة والذي انعكست اثاره علي رجل الشارع البسيط الذي لم يعد مبهورا بشاشات عرض اخري أو محطات ارضية وفضائية تزغلل العينين بالاثارة فقط فنحن قد اصبحنا الان نقدم للمشاهدين داخل وخارج مصر الانتاج الدرامي الذي يتمتع بصفات متفرده لاتتشابه معها اية مفردات فنية اخري في منطقتنا العربية وهو الامر الذي زاد من الاعباء المالية علي خزينة اتحاد الاذاعة والتليفزيون وهذا هو قدر الكيان الاعلامي الكبير بين اشقائه في ان يظل دائما متقدما ومتميزا ومحافظا علي ريادته مهما كانت تضحياته غالية وفادحة.