لم تدخل رتيبة زغلول (أم مصطفي وعلي أمين) المدرسة ولكنها تخرجت من مدرسة الحياة. مات أبوها وهي في الثالثة من عمرها وماتت أمها بعده بثلاثة أشهر. كفلتها وأخاها الصغير الجدة مريم بركات والدة سعد زغلول حيث حملتهما إلي بيتها في قرية إبيانة بمحافظة كفر الشيخ. وفي الطريق سألت رتيبة نفسها : كيف تعيش هي واخوها بلا أب وبلا أم؟ وقالت لها السيدة مريم دون أن تسمع سؤالها سوف أكون أنا من اليوم أمكما وأباكما. عندما انتقل سعد زغلول إلي القاهرة، اصطحب معه امه وحفيدها. حرص علي أن يعلمهما القراءة والكتابة. واهتمت أمه أن تعلم رتيبة الطهي وخاصة طاجن الارز بالفراخ وهو الصنف الذي يفضله سعد. من فرط تعلقه بأمه وبالحفيدين ، لم يتزوج حتي بلغ الخامسة والثلاثين. وعندما تزوج اشترط علي عروسه صفية ابنة مصطفي باشا فهمي رئيس الوزراء أن تعيش مع أمه وأبناء أخته. وعندما رحلت الجدة كان سعد وصفية خير أب وخير أم للطفلين. رفض سعد كثيرا من الخطاب الذين تقدموا للزواج من رتيبة جاءها شاب في العشرين. لا يملك ثروة ولا جاها. وافق عليه علي الفور. لم يسأله عن حالته المادية ولم يطالبه بشيء. قال له: يكفيني أن والدك الشيخ أمين يوسف، كان زميلي في الثورة.. وكنا نخطب معا ضدالانجليز في الاسكندرية، يوم ضربها الاسطول البريطاني. ذهل الشاب وقال: أنا فقير، لا أملك شيئا. فقال سعد: لا يهم.. متي تريد أن تتزوج؟ أجاب الشاب: بأسرع ما يمكن. وهكذا تزوج جدي أمين يوسف من جدتي رتيبة زغلول! (للقصة بقية).