استعراض هندى راقص فى حفل الافتتاح تسعة ايام في عشق السينما عاشتها مدينة مراكش المغربية والمعروفة باسم المدينة الحمراء والسر في مهرجانها السينمائي الدولي الذي يمثل عيدا سنويا لكل عشاق السينما ولتلك المدينة الساحرة التي تقع وسط جبال المغرب الخلابة حكايات وكواليس عديدة شهدتها ايام المهرجان الذي قاوم بحرارته برد شتاء مراكش وربما كان ابرز هذه الحكايات تكريم السينما الهندية التي حضرت بكامل نجومها يتقدمهم النجم اميتاب باتشان والنجم شاروخان الذي جاء للعام الثاني علي التوالي وخطف الانظار حتي ان جمهور المغربي احتشد بالالاف في ساحة الفنا بقلب مراكش لاستقباله خلال عرض فيلمه عبر شاشة ضخمه في الساحة ،وهو تقليد يتبعه المهرجان منذ انطلاقه حيث يلتف اهالي "المدينة الحمراء" حول الشاشات الضخمه في مختلف الميادين وأهمها ساحة الفنا التي استقبلت نجوم الهند وافلامهم . شاروخان اقام مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن مشواره الفني ولكنه خرج من المهرجان بأزمه مع الصحافه العربيه والمغربيه بسبب اقتصار اللقاءات الخاصة علي وسائل الاعلام الغربيه فقط وهو ما اغضب الصحافة المغربيه التي لم تلتق لابشاروخان ولا بأميتاب باتشان الذي تم تكريمه في قصر المؤتمرات يوم السبت ضمن فاعليات تكريم بعض السينمائيين في المهرجان . الحضور المصري هذا العام اقتصر علي النجم نور الشريف والنجمه يسرا والمخرجة ايناس الدغيدي ووضحت شعبية نور الشريف الكبيره في المغرب . النجمه مونيكا بيلوتشي خطفت الاضواء من الجميع خاصة انه يعرض لها خارج المسابقة الرسمية فيلما ايرانيا تشارك في بطولته هو "موسم وحيد القرن" للمخرج بهمان غوبادي وكان مثيرا ان تشارك مونيكا في فيلم ايراني وهو مادفع لسؤالها هل من الممكن ان تشارك في فيلم عربي ،فقالت لامانع فهاهي تقدم فيلما ايرانيا وإذا وجدت موضوعا مناسبا في السينما العربيه فلا مانع لديها . ظاهرة اختيار اشخاص عاديين ليجسدوا ادوار البطولة في الافلام لم تقتصر علي حالة الفيلم التايواني فقط بل امتدت لجميع ابطال الفيلم المغربي " ياخيل الله" للمخرج نبيل عيوش والذي توقع الكثيرون فوزه بجائزة.. الفيلم مستوحي من حادثة التفجيرات الارهابية التي وقعت في الدار البيضا عام 2003 والمعروفه باحداث 16 مايو حيث قام المخرج باختبار عدد من الاطفال والشباب من حي الصفيح العشوائي "سيدي مؤمن" والواقع علي اطراف الدارالبيضاء والذي ينتمي له منفذو العملية الارهابية الحقيقيون . وتدور قصة الفيلم حول شقيقين ينشآن في هذا الحي ووسط الفقر والجهل يتاجر احدهما في المخدرات ويسجن ولكنه يخرج من السجن شخصا اخر ويتحول الي متطرف بعد انضمامه للجماعات الاسلامية المتطرفه في السجن ويقنع شقيقه واصدقاءه للانضمام اليه ويتحول شقيقه الي عنصر مهم في الخلية ويذهبان هما واصدقاؤهما لتنفيذ العملية لكن الشقيق الاكبر يرفض في اللحظات الاخيرة ولكن بعد فوات الاوان . الفيلم متميز علي مستوي الصورة واختيار مواقع التصوير ويحسب للمخرج انه اختار مجموعة من ابناء الحي ودربهم علي التمثيل والاغرب انه اختار شقيقين في الواقع ليجسدا دور الشقيقين في الفيلم وكانت قدرته علي ادارتهما فنيا رائعة حتي انهما بديا كممثلين محترفين هما وبقية المشاركين في الفيلم الا ان هناك ملاحظتين سلبيتين فقط علي السياق الدرامي للعمل احداهما تتعلق بالزمن خاصة انه يقفز بالزمن خمس سنوات فنري الاطفال وقد اصبحوا رجالا والاب اصبح عجوزا ولكن الام كما هي .. كل هذا في خمس سنوات !! اما الانتقاد الثاني الذي وجه للمخرج فقد تعلق بمشهد يقوم فيه طفل باغتصاب طفل اخر امام مرأي اصدقائه وربما كان مبرر هذا المشهد ان المخرج سعي ليقول للمشاهد ان احد من تحولوا الي متطرفين اسلاميين يبحثون عن الشهاده والجنة - من وجهة نظرهم- ماهو الا طفل مغتصب وهو صغير تحول الي شاب ذوا ميول جنسية شاذه في مرحلة المراهقة قبل ان يلتحي ويصبح مجاهدا ! اما الفيلم اللبناني "هجوم" الفائز بالجائزة الكبري فقد اثار موجه من الجدل خاصة ان الفيلم يدفع للتعاطف مع الجانب الاسرائيلي من خلال قصة طبيب عربي يعمل في تل ابيب ولكنه يفاجأ ان زوجته متهمه بتنفيذ عملية انتحارية مات علي اثرها 18 طفلا اسرائيليا ويحاول ان يكشف الطبيب حقيقة مافعلته زوجته ويرفض ذلك في البداية ولكنه يكتشف انها واحدة من عناصر التنظيم الجهادي وخلال رحلة البحث عن الحقيقة نجد ان الطبيب يجد تعاطفا من اصدقائه الاسرائيليين بينما يقابل رفضا من عائلته الفلسطينية وهو مايثير التساؤلات حول توجهات المخرج اللبناني زياد دورير والذي يحمل في نفس الوقت الجنسية الامريكية . وكان الفيلم اللبناني " هجوم" قد فاز بالجائزة الكبري للمهرجان وتسلم المخرج زياد دويري جائزة النجمه الذهبية من رئيس لجنة التحكيم جون بورمان. وفاز بجائزة افضل ممثل سورن مالينك عن فيلم اختطاف وفازت بجائزة افضل ممثلة ايلينا راينولد عن فيلم جمع الفطر ، وحصل الفيلم الايراني طابور علي جائزة لجنة التحكيم لأفضل مخرج مناصفة مع فيلم اختطاف وتسلم الجائزتين المخرج الايراني وحيد فاكيليفار والمخرج الدنماركي توبياس ليندهولم ، بينما فاز بجائزة افضل فيلم قصير في مسابقة المدارس الفيلم المغربي »حياة افضل« للمخرج طارق الحميدي.