غدا.. تنتهي المهلة التي حددتها اسرائيل لتجميد بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة بدعوي اتاحة الفرصة امام مسيرة السلام. ومع اعادة اطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في البيت الابيض وبدء الجولة الثانية في مدينة شرم الشيخ برعاية الرئيس مبارك ووزيرة خارجية امريكا هيلاري كلينتون تزداد الحاجة لضرورة تهيئة المناخ لاستمرار المفاوضات بين الجانبين وايجاد الحلول المناسبة للقضايا العالقة وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وتحديد حدود هذه الدولة وتأمينها وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج ومشكلة المياه التي تحتاجها الدولة الجديدة وغيرها من المشاكل .. تهيئة المناخ لإنجاح المفاوضات يتطلب تمديد المهلة التي حددتها اسرائيل لتجميد بناء المستوطنات عدة اشهر اخري حتي يجتمع الفلسطينيون والاسرائيليون لمناقشة هذه القضايا وهو ما يسعي اليه الرئيس حسني مبارك جاهدا من اجل إنجاح المفاوضات وقد اعلن اكثر من مرة ان هذه المستوطنات عقبة رئيسية في طريق السلام لانه لا يمكن للجانب الفلسطيني ان يجتمع مع الاسرائيليين في مفاوضات مباشرة من اجل السلام وفي نفس الوقت تقوم القوات الاسرائيلية بهدم المنازل الفلسطينية ونزع ملكية اراضيها وتجريف المزيد من الاراضي لاقامة المستوطنات عليها وتهجير آلاف اليهود من شتي بقاع العالم لتويطنهم واقامتهم في هذه المستوطنات. ويدرك الجميع ان مثل هذه الاجراءات الاسرائيلية تهدم عملية السلام من اساسها ولا يمكن ان تقوم لها اية قائمة ليستمر العداء سنوات وسنوات وتضيع القضية الفلسطينية إلي الابد وينتشر الارهاب والتطرف ليس في الاراضي المحتلة فقط ولكن في ارجاء المنطقة باسرها تتعرض بطبيعة الحال المصالح الامريكية والاسرائيلية في انحاء العالم لمخاطر الهجمات والاعتداءات الارهابية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي وإجبار اسرائيل علي الجلاء عن الاراضي المحتلة وتتواصل الحلقة المفرغة الجهنمية من العنف والعنف المضاد إلي مالانهاية. وطبيعي ان يكون موضوع تمديد اسرائيل لمهلة تجميد بناء المستوطنات في مقدمة اهتمامات الرئيس مبارك وهو يدرك تماما عواقب انتهاء هذه المهلة دون تجديد.. ومن هنا كانت الزيارة العاجلة التي قام بها الرئيس مبارك الاسبوع الماضي إلي المانيا وايطاليا والتي كانت اشبه بجولة مكوكية خاطفة استغرقت اقل من 42ساعة التقي خلالها بمستشارة المانيا انجيلا ميركل في برلين وبرئيس وزراء ايطاليا سيلفيو بيرلسكوني ونقل اليهما رؤيته لعملية السلام في اطار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وضرورة استمرارها وعدم توقفها مهما كانت الاسباب وفي نفس الوقت ضرورة الضغوط علي اسرائيل لتمديد مهلة تجميد بناء المستوطنات لعدة اشهر اخري قادمة لاتاحة الفرصة امام المفاوضات لعلها تؤتي ثمارها علي طريق السلام.. ولاشك ان هذه الجولة السريعة للرئيس مبارك إلي المانيا وايطاليا جاءت في توقيت مناسب ودقيق وتكتسب اهميتها القصوي من اجل توحيد مواقف الدول الاوروبية لمساندة عملية السلام خاصة بعد الضمانات الامريكية التي قدمها الرئيس الامريكي باراك اوباما للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والتي اتاحت الفرصة لهما للحضور إلي البيت الابيض لاعادة اطلاق المفاوضات برعاية امريكية وبحضور الرئيس مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني تقديرا لدورهما في دعم عملية السلام وخاصة ان مصر والاردن ترتبطان باتفاقيتي سلام مع اسرائيل ويبذلان جهودهما لاقناع اسرائيل باهمية السلام من اجل امنها وامن دول وشعوب المنطقة وفي نفس الوقت يبذل الرئيس مبارك والعاهل الاردني جهودهما من اجل وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس حتي يتوحد الموقف الفلسطيني في مواجهة المفاوض الاسرائيلي.. ومن هنا كانت اهمية الجولة المكوكية الخاطفة للرئيس مبارك إلي برلين وروما ومشاوراته لكسب التأييد الاوروبي لصالح القضية الفلسطينية وممارسة الضغوط علي اسرائيل للمضي قدما في طريق السلام.