«ورد النيل»، اسم لايبدو انه علي مسمي، فالنبات الذي يحتل مساحات كبيرة من المسطح المائي لنهر النيل في العديد من المحافظات تحول إلي مشكلة حقيقية بسبب انتشاره السرطاني الذي يؤدي إلي تبخر المياه وسد مجاري الملاحة والصيد وإعاقة عمليات الري، فضلا عن استهلاك الاوكسجين الذائب في الماء، الأمر الذي يسبب اضرارا للثروة السمكية. ويبدو ان ورد النيل لن يكون مشكلة بعد اليوم، بل إنه من الممكن أن يسترد سمعته ك«ورد» حقيقي لا يقتصر فقط استخدامه للزينة، بل يمكن ان يتحول إلي ثروة حقيقية، بعدما استطاعت سيدات بني سويف ترويض هذا النبات الخطير وتحويله إلي منتجات بيئية جميلة وتدر عائدا مجزيا. التجربة بدأها المجلس القومي للمرأة ببني سويف من خلال تنظيم ورش عمل بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي لتدريب عدد من الفتيات والرائدات الريفيات بلغ عددهن اكثر من22 فتاة وسيدة علي تحويل ورد النيل إلي منتجات بيئية ويدوية مثل حقائب اليد وعلب المناديل وسلال المهملات. وتقول نيرمين محمود مقرر المجلس ببني سويف ان تلك الورش جاءت علي يد احد المدربين الذي تم تدريبه في اندونيسيا في بعثة ارسله إليها الصندوق الاجتماعي نجح من خلالها في تعلم كيفية الاستفادة من ورد النيل عقب تجفيفه وتقطيعه في صناعة بعض المنتجات البيئية واليدوية والمشغولات. وقد لاقت تلك الفكرة استحسان الجميع نظرا لانها تعتبر من الطرق الآمنة الصديقة للبيئة التي ستساعد في القضاء علي مشكلة ورد النيل دون تلويث للبيئة هذا فضلا عن أن المنتجات الناتجة منه تدر عائدا اقتصاديا علي العاملين في ظل توافر المادة الخام بسهولة لكن المشكلة تكمن في صعوبة التسويق لتلك المنتجات.