ومن احدث ما صدر مؤخرا بشأن التعامل مع جماعة الاخوان المسلمين دراسة مهمة صدرت عن مؤسسة راند التي تختص بالدراسات السياسية بعنوان »الاخوان المسلمون وشبابهم وتأثير ذلك علي التعامل الامريكي«. وتقول الدراسة ان جماعة الاخوان المسلمين لم تتول قيادة ثورة يناير التي انتهت بالاطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك إلا ان الجماعة تمكنت من ان تجد لنفسها موقعا يجعلها في مقدمة المستفيدين بهذه الثورة. وتري الدراسة ان وضع الجماعة قد تغير منذ قيام الثورة وهو امر واضح بطبيعة الحال وان الصراع علي تولي السلطة قد ابرز الجماعة ككيان قانوني يعمل في اطار حزب سياسي معترف به هو حزب الحرية والعدالة. واشارت الدراسة الي تولي الرئيس محمد مرسي السلطة ومحاولته ايجاد توازن سياسي بعيدا عن القوات المسلحة وجماعة الاخوان المسلمين قد اتضح. ولكن الجماعة في موقعها الجديد تواجه عدة تحديات منها الفوارق والانقسامات فيما بين اجيال الجماعة. وتري الدراسة ان شباب الاخوان الذي كان في مقدمة الدعوة الي التغيير مازال مهمشا وبعيدا عن عملية الانتقال السياسي وعن المجتمع بصفة عامة وعللت الدراسة ذلك بمعاناة الشباب بسبب البطالة وعدم القدرة علي الزواج لأسباب مادية الي جانب عدم المشاركة في صنع القرار علي الرغم من التوقعات المخالفة لذلك ابان الثورة وتقول الدراسة ان معاناة شباب الاخوان لا تختلف عن معاناة باقي شباب مصر فعلي الرغم من ان هؤلاء الشباب وهم مادون سن 53 عاما يشكلون نسبة كبيرة من الاخوان فإن مشاركتهم تقوم علي اساس »السمع والطاعة« مما جعلهم مجرد تروس في آلة يديرها كبار الاخوان. وهو الامر الذي يعتبر تحديا لتجانس الجماعة. وتناولت الدراسة كيفية انضمام الشباب للجماعة وتشكيلها والتدرج في صفوفها وكيف يقوم مكتب الجماعة الموجود في كل محافظة من محافظات مصر بالتعاون مع ممثل الشباب في اختيار اعضاء جدد وتدريبهم علي المشاركة في المستقبل.. وتتعرض الدراسة كذلك للدور المهم الذي يقوم به شباب الجماعة فيما يتناول التنظيم والدعاية الانتخابية ويصفهم بأنهم القوة الحقيقية او عضلات الجماعة في تنظيم المظاهرات وكذلك في فض المظاهرات التي تطرح آراء الجماعة. وقد تناولت الدراسة الدور المهم الذي قام به شباب الاخوان في بداية الثورة من حماية المتظاهرين والمشاركة في علاج الجرحي. كما تشير الدراسة الي ان دور شباب الاخوان قد ساعد ايضا علي تشكيل تجمعات او علي الاصح احزاب جديدة لها رؤي مختلفة وتري ان تأثير هذه الاحزاب سياسيا في الوضع الحالي غير قوي ولكنها تضع مؤشرات لقضايا يضطر شباب الاخوان لقبولها.. وتقول الدراسة ان المنشقين من شباب الاخوان هم في الواقع الصفوة القادرة علي التعامل مع اي معارضة. ومن جهة اخري لخصت الدراسة الخلاف فيما بين الكبار والشباب في جماعة الاخوان المسلمين في عدة نقاط اهمها: 1- التنسيق فيما بين مهام جماعة الاخوان المسلمين حيث يري الشباب ضرورة الفصل فيما بين الانشطة الدينية والانشطة السياسية ولهم تحفظات بشأن ذلك. 2- موقف الجماعة من القضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة والاقليات حيث إن موقف الشباب اكثر تطورا من موقف الكبار. 3- معارضة الشباب لزخم التغيير الضعيف الذي يطرحه الكبار. 4- الخلاف حول الممارسات الداخلية للجماعة والتي يتحكم فيها الكبار مع تهميش دور الشباب. وبعد هذا الاستعراض المستفيض لدور شباب الاخوان المسلمين قدمت الدراسة عدة نصائح للادارة الامريكية بشأن كيفية التعامل مع هذا القطاع المهم من الاخوان. وأبرزت الدراسة اهمية اعطاء عناية خاصة لهذا القطاع ليس فقط لما يشكله من تحد لتنظيم وتآلف جماعة الاخوان المسلمين بل باعتباره وسيلة لتوسيع مجال التعامل مع الاخوان المسلمين. ولخصت الدراسة هذه النصائح فيما يلي: 1- ضرورة فهم ما يوجد من انقسام داخل الاخوان المسلمين دون التدخل فيما بين هذه الفئات، وان يقوم التعامل مع شباب الاخوان علي اساس مفهوم دراسة الجماعة بما فيها من اتجاهات دون اللعب علي اساس ما يوجد من انقسام او تحديد من يتحدث باسم الجماعة. 2- تحديد وتنظيم التعامل مع شباب الاخوان بحيث يكون روتينيا ودوريا اعضاء الكونجرس والشباب البرلماني من الاخوان وذلك للحد من تسييس عملية التعامل وتري الدراسة ان التعامل سيكون اكثر فاعلية إذا حظي بموافقة كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وبما يتفق مع ما يدور مع الحكومة والاحزاب المصرية.