سمىر عبدالقادر في إحدي المحافظات تزوج مريض بالإيدز من فتاة لا تعرف شيئا عن مرض زوجها.. وبعد شهور قليلة طلقها وهي حامل منه.. وهو الآن يبحث عن ضحية أخري ليتزوجها. أليس هذا السلوك يتنافي مع أبسط قواعد المباديء والأخلاق.. ويتعارض مع تعاليم جميع الأديان والكتب السماوية. ما ذنب الزوجة المسكينة التي انتقل إليها المرض القاتل؟.. ما ذنب هذا الطفل الذي مازال جنينا في بطن أمه وهو يستقبل حياته التعيسة التي لا أمل فيها ولا رجاء.. ما ذنب الضحية الثانية التي ستقع فريسة لهذا المريض.. وتلقي نفس مصير الضحية الأولي؟. ما ذنب كل فتاة تسوقها الأقدار إلي مثل هذه الظروف المؤلمة.. وما ذنب أي أنسان معرض للعدوي بهذا المرض اللعين عن طريق هؤلاء المرضي.. أو من أشخاص يحملون فيروس المرض وهم لا يعلمون.. ويعيشون بيننا؟. بل ما ذنب مريض الإيدز نفسه الذي أنتقل إليه المرض دون أن يرتكب خطيئة أو إثما.. أو المريض الذي انساق وراء الشيطان في لحظة ضعف ثم عاد إلي ربه تائبا نادما؟. ما ذنب هؤلاء لكي يعيشوا حياتهم محرومين من كل المتع والمباهج.. منبوذين من المجتمع والناس.. منعزلين لا يجدون من يتعاطف معهم أو يؤنس وحدتهم؟!! أليست هذه القضية الإنسانية جديرة باهتمام الدولة والمجتمع.. وأن تكون موضع دراسة جادة من جانب العلماء في مجال الطب والاجتماع وعلم النفس.. أليس المجتمع مسئولا عن هؤلاء المرضي باعتبارهم أعضاء فيه.. ومسئولا أيضا عن المنحرفين والمخطئين والآثمين منهم.. وأن الأسباب التي أدت بهم إلي ما هم فيه من سقوط ما هي إلا نتيجة لخلل في المجتمع لا دخل لهم فيه.. إن المجتمع مازال حتي الآن سلبيا لم يقدم علي أي عمل إيجابي لإنقاذ هؤلاء المرضي.. ولم يحاول القيام بأي مبادرة للتخفيف عنهم وانتشالهم من القسوة والوحدة والعزلة التي يعانون منها.. أو تنظيم حياة خاصة لهم تعينهم علي مواصلة رحلتهم القصيرة نحو الموت.. إن كل ما تفعله لهم الدولة هو عزلهم بطريقة غير انسانية في احد المستشفيات الحكومية التي لا يلقون فيها سوي الاضطهاد والازدراء والاحتقار والشعور بالكراهية.. يعيشون منبوذين مهانين من كل المحيطين بهم. أين ضمير المجتمع من هؤلاء المرضي؟.. أين ضمير الحكومة؟.. أين ضمير أصحاب القلوب الرحيمة؟.. لماذا لا يكون لهذه الفئة التعسة دور ومصحات في كل المحافظات تتوافر فيها جميع وسائل الحياة الكريمة؟.. لماذا لا يكون هناك نظام للزواج بينهم دون إنجاب؟. إن هذه القضية الانسانية يجب أن تحظي بنصيب كبير من اهتمام المجتمع.. فالخير مازال موجودا.. وأصحاب القلوب الرحيمة مازالوا يبذلون العطاء.. فلماذا لا يتولي أحدهم مهمة الدعوة لإنشاء دور أو مصحات تخصص لهؤلاء المرضي.. ويتولي تنظيم حملة خيرية للتبرع من أجل قيام هذا المشروع الإنساني الكبير الذي يخدم مرضي الايدز وضحاياهم؟.