أعلن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان أمس تقديم استقالته إلي رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد تفجير الكرادة الدامي. وقال الغبان في مؤتمر صحفي، «قدمت استقالتي بسبب تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزه الأمنية». في الوقت نفسه، تواصلت أمس عمليات انتشال المزيد من جثث الضحايا والبحث عن 37 مفقودا إثر التفجير الانتحاري الذي نفذه تنظيم «داعش» في حي الكرادة بالعاصمة العراقيةبغداد يوم الأحد الماضي وأسفر عن سقوط 213 قتيلا علي الأقل. جاء ذلك في الوقت الذي احتشد فيه المئات من أهالي القتلي والسكان للمشاركة في تشييع جثامين الضحايا. من جانب آخر، قالت منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة إن أكثر من 40 شخصا اصيبوا في قصف استهدف معسكرا للجماعة قرب مطار بغداد الدولي مساء أمس الأول. وصرح مسؤول عراقي أن مدنيين عراقيين جرحوا نتيجة سقوط عدد من هذه الصواريخ خارج المخيم الذي يضم اعضاء في منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة في المنفي للنظام الإيراني منذ الثورة الإسلامية في 1979. من جهة أخري، ينشر اليوم تقرير لجنة التحقيق حول الدور البريطاني المثير للجدل خلال غزو العراق عام 2003 ومن المتوقع أن يوجه التقرير انتقادات قاسية إلي رئيس الوزراء الاسبق توني بلير. وهذا التقرير الذي بدأ عام 2009 شكل في حد ذاته موضع جدل علي مر السنين، ودفع ارجاؤه عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق إلي توجيه انذار للسلطات بالملاحقات القضائية. وكان من المقرر في بادئ الامر أن تقدم «لجنة شيلكوت» التي سميت علي اسم رئيسها جون شيلكوت، استنتاجاتها خلال مهلة عام واحد. لكن العمل علي هذا التقرير استمر اكثر من الحرب نفسها. وبلغت كلفته 10 ملايين جنيه استرليني. والتقرير المؤلف من 2، 6 مليون كلمة، يفترض ان يركز علي الظروف المثيرة للجدل التي احاطت بمشاركة بريطانيا في غزو العراق بقرار من توني بلير عام 2003. وبلير الذي ترأس الحكومة بين عامي 1997 و2007 متهم بتضليل الشعب البريطاني من خلال حديثه عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق، وهو ما لم يتم التثبت منه ابدا.