سمىر عبدالقادر هذه الكلمات اوجهها الي الشباب راجيا منهم ان يقرأوها ويستوعبوها، فانا اكتبها وكلي امل ان تبلغ مصرنا العزيزة بعد ثورتنا المجيدة ما نطمح ان تبلغه من عزة ومجد فالجيل القديم قد ذهب وقد يكون بعض رجاله يعيشون معنا ويسيطرون علي بعض نواحي الحياة ولكن الامل الجديد يتعلق بالجيل الجديد ونحن نرجو ان نبني بهم حياة قوامها الشفافية والفضيلة الشاملة والشخصية الممتلئة بالحماس والاخلاص والوطنية. ب وقد افسد كل هذه المعاني ابناء الجيل القديم بعد ان بلغوا الثروة التي تمنوها والمناصب التي استماتوا سعيا وراءها بكل الوسائل وبعد ان استهوتهم المظاهر اندفعوا نحوها اندفاعا، ولست اخشي من هذا الجيل انما ارثي لحاله ولكن ما اخشاه هو ان تفسد المثل السيئة التي اشاعوها في حياتنا الجيل الجديد! ب ان السباق من اجل الثروة والمناصب والنفوذ والاطماع هو الهوي الذي كان يسيطر علي الجيل القديم حتي ترهلوا ليس في اجسامهم فحسب ولكن في اخلاقهم وذممهم وضمائرهم ايضا ونصيحتي للشباب ألا يبهرهم ما بلغه هؤلاء من نفوذ او ثروة او مناصب وليحذروا الظن بان وسيلتهم التي سلكوها يمكن ان تكون الوسيلة التي ينبغي ان يسلكها الشرفاء! ب اما هؤلاء الذين يقتاتون بحلم الشرفاء فلن يكون لهم مكان في هذا الجيل ولا في غيره من الاجيال وقد يحسبون ان الفوضي الاقتصادية التي عاشوا فيها واتاحت لهم ان يملكوا ثروات طائلة لم يتعبوا في جمعها ستظل كما عهدوها ان كان هذا حسابهم فما اقصر ما سيعيشون في الاحلام! ب ان هذه الفئة من الوصوليين والمنافقين نجدهم حتي الآن في كل ناحية من نواحي الحياة في السياسة والاقتصاد والادب والثقافة والدين نعرفهم من سماتهم فالناس جميعا لهم معبود واحد هو الله خالق الكائنات اما هم فلهم اكثر من معبود علي الارض يتغير طبقا للظروف والحاجات والمصالح ولكنهم في جميع الحالات الضعفاء الأذلاء! ب اخلاقهم اخلاق العبيد فاذا اصطدموا بالقوي والسلطان انحنت جباههم وانمحت شخصياتهم واذا تعاملوا مع الضعاف استأسدوا وتجبروا وبدوا كالعمالقة في ارض الاقزام! ب ان ما نرجوه من الشباب الا يقلدوا هذه الفئة الضالة والا ينساقوا وراءها والا يملأوا افواههم مثلهم بكلمات الوطنية الجوفاء او كلمات النفاق والرياء فانها بضاعة لم تعد تساوي شيئا انما الوطنية التي نرجو ان تكون عدة جيل الشباب فهي الوطنية المتسمة باكتمال الشخصية والسعي لزيادة العلم والمعرفة والادراك الصحيح اننا نريد من الاجنبي ان يحترمنا وينصت لاصواتنا ولن يفعل ذلك الا اذا استكملنا عناصر القوة الذاتية بحيث تختلط صيحات مطالبنا بنضج افكارنا ومداركنا وصرامة التصميم علي ان نحيا حياة الكرامة والشرف والطهارة فلا يكون منا المتهالكون علي المال والمناصب والملاذ والشهوات البائعون ضمائرهم الساعون الي اغراضهم عن طريق الحطة والهوان والغش والفساد. ب