قبل موقعة الحسم التي يتوجه الجميع لمتابعتها غدا بين كبار اوروبا وأصحاب التاريخ الطويل « ألمانياوإيطاليا « الفريقين اللذين مازالت مواجهتهما حديث العالم وخارج التوقعات حتي وان كان احدهما متفوقا علي الآخر بمراحل فليس دليلا علي قدرته في الفوز علي الآخر بسهولة.. وبالرغم من أن الكرة لا تعترف إلا بمن يجتهد ويلعب لآخر نفس إلا أن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران في ألمانيا منذ فوز الطليان علي الإسبان والتأكد من أن أوروبا ستكون علي موعد مع كلاسيكو جديد ،فبالرغم أن ألمانيا تعد حاليا اقوي منتخبات العالم وتصول وتجول في جميع ملاعب اوروبا وتمتلك كتيبة متميزة من اللاعبين الا أن مواجهة الطليان تعد بمثابة الكابوس بالنسبة للماكينات الألمانية.. فحكاية لقاء هذا العام قد تختلف عن أي لقاء آخر فالألمان متشبثون هذا العام علي فك عقدتهم التاريخية وتحقيق الانتصار الرسمي الأول علي الآزوري.. جذور العقدة وقد أعد موقع « يورو سبورت « تقريرا مطولا عن العقدة الإيطالية للألمان ومدي جاهزية الماكينات لفك هذه العقدة وحكاية الثقة الكبيرة التي تضخ في قلوب نجوم المانشافت ؟ فتاريخ المواجهات الرسمية بين رجال ألمانياوإيطاليا يقتصر علي 5 مواجهات فقط، الأولي كانت بكأس العالم 1970 ويومها لم يحسم الطليان المواجهة إلا بسيناريو درامي بالوقت الإضافي علماً أن نجم المانشافت التاريخي فرانز بكنباور تعرض يومها لخلع بالكتف واضطر لإكمال المباراة بسبب استنفاد المدرب لتغييراته. المواجهة الثانية كانت بنصف نهائي كأس العالم 1982 ويومها فازت إيطاليا بثلاثة أهداف لهدف وسجل الهدف الأول المهاجم باولو روسي الذي غادر السجن بأمر رئاسي قبل كأس العالم رغم أن فترة عقوبته لم تكن منتهية، أما اللقاء الثالث فكان بالدور الأول لكأس العالم 1996 ورغم انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي إلا أن هذه النتيجة كانت كافية لدفع الإيطاليين لمغادرة البطولة، ورغم لعب الألمان لمعظم فترات الشوط الثاني بعشرة لاعبين إلا أن الحارس الرائع والمدرب الحالي لحراس المانشافت آندرياس كوبكه نجح بالتصدي لركلة جزاء وأوقف العديد من الفرص المميزة لتخرج ألمانيا بتعادل بطعم الانتصار. بالألفية الجديدة التقي الفريقين رسمياً مرتين الأولي كانت بنصف نهائي كأس العالم 2006 ويومها كانت ألمانيا تعيش أسوأ أيامها دفاعياً علي مر تاريخها مع وجود ميتسيلدر وميرتساكر كقلبي دفاع لكن رغم ذلك لم يسجل الطليان هدف التقدم إلا بالدقيقة 120 بكرة طائشة من جروسو مرة بشكل غير متوقع بين ازدحام المدافعين والمهاجمين، أما في 2012 فلم يقف الحظ بجانب المانشافت وبعد أن كان بالوتيلي يسابق ذاته علي إهدار الفرص السهلة طوال البطولة نجح باستثمار فرصتين ليسجل هدفي الآزوري بتلك المواجهة وما بين سطور هذا التاريخ نجد أن التفوق الإيطالي علي ألمانيا لا يعدو كونه أكثر من تفوق نسبي فلكل مواجهة حكايتها وقد يكون لمواجهة 2016 طعم خاص وجديد. حتي مع الصغار بوجود نوير وهوميلس وبواتينج وهوفيديس وكروس وأوزيل دخلت ألمانيا نصف نهائي أمم أوروبا تحت 21 عاما سنة 2009 وهي غير مرشحة للفوز لأن الخصم كان المنتخب الإيطالي لكن آندرياس بيك تكفل يومها بتسجيل هدف الفوز ليذوق جيل الشباب الجديد بألمانيا طعم الانتصار علي الآزوري ويتعهد نوير بأن هذا الانتصار سيصل عاجلاً أو آجلاً للمنتخب الأول، واليوم باتت هذه المجموعة من الأسماء هي عماد المنتخب الأول بخبرتها وتألقها بالدوريات الكبري وبالتالي حان وقت تنفيذ عهد نوير وزملائه. تاريخياً حققت ألمانيا 8 انتصارات ودية علي إيطاليا لكن منذ عام 1995 توقفت ألمانيا عن تحقيق الانتصارات سواء ودياً أو رسمياً ولسبعة لقاءات متتالية لم يفُز المانشافت علي الآزوري علي الإطلاق وهو ما دفع الاتحاد الألماني لأخذ خطوة إيجابية تمثلت بتنظيم أكبر عدد ممكن من الوديات لمواجهة الطليان وبات يلتقي المنتخبان ودياً كل عامين تقريباً إلي أن نجح أخيراً رجال ألمانيا بتحقيق أول انتصار علي الآزوري منذ 21 عاما في مارس الماضي وفازوا بأربعة أهداف لهدف ليكون هذا الانتصار هو الأكبر للمانشافت علي إيطاليا منذ الفوز بخمسة أهداف لهدفين عام 1939 علماً أنه لم يسبق تاريخياً لألمانيا أن فازت علي إيطاليا بفارق أكثر من 3 أهداف وهذا الانتصار يكفي لوحده كي يفك أكبر عقدة وبالتالي لن يكون من الغريب أو المفاجئ أن يفوز الألمان يوم السبت معلنين عن نهاية عقدة تاريخية. مع اليوفي خسر كونتي أمام بايرن ذهاباً بهدفين وإياباً بذات النتيجة ومع المنتخب سقط كونتي بأربعة أهداف لهدف وهذا الأمر لا يقتصر علي كونتي فقط فلا يخفي علي أحد أن الكرة الألمانية تعيش أفضل أيامها ربما من مرحلة السبعينيات أو علي الأقل منذ مطلع التسعينيات أما إيطاليا فتعيش تراجعاً تاريخياً وبشكل خاص من خلال ثنائي العراقة ميلان وإنتر. في فبراير الماضي نجح بايرن للمرة الأولي في قلب تعادله في إيطاليا إلي تأهل بدور إقصائي بتاريخ كل مشاركاته الأوروبية وهو تكليل جديد لتطور الكرة الألمانية علي حساب الغريم التاريخي قبل أشهر قليلة تحدث بيرهوف عن الكرة الألمانية وقال إن كل شئ بالتسعينيات ومطلع الألفية كان يسير بشكل سيئ ودعونا نتذكر بشكل مختصر أبرز مقطع من ذلك التصريح «في التسعينيات كنت ألعب بالدوري الإيطالي وأري كيف تسير الأمور هناك، كان كل شئ منظما بشكل رائع والتخطيط وصل لأفضل مراحله، وبكل مرة كنت آتي فيها للمانشافت كنت أشعر أن الأمر مختلف تماماً ففي ألمانيا كانت الأمور تسير للخلف دائماً وفوزنا بيورو 1996 لم يكن ليعني أن الأمور كانت تتحسن بل علي العكس استمر التراجع حتي أتت صدمة الخروج من الدور الأول بيورو 2000 وتبعتها خيبة يورو 2004 ليتم اتخاذ قرار تاريخي بالبدء من الصفر واليوم بتنا نعيش بعهد مختلف، ببساطة وصلنا لقمة النجاح من جديد». بعد عهد من الهزائم أمام البرازيل بحث الألمان عن طريقة لفك العقدة وزادوا من عدد المواجهات الودية التي جمعت المنتخبين إلي أن استعرض شفاينشتايجر وزملاؤه قدراتهم وفازوا بودية عام 2011 بليلة استمتعت فيها الجماهير الألمانية بجيل الشباب الجديد ليلعب شورله وجوتزة دورا حاسما بتلك الليلة التاريخية. تلك المواجهة مثلت نقطة التحول لحل الأزمة النفسية وهو ما حدث بنصف نهائي كأس العالم 2014 ليكون الانتصار الألماني الأول علي البرازيل رسمياً هو الأكبر بتاريخ الدور نصف النهائي من كأس العالم والأكبر بتاريخ مواجهات الفريقين وبعد ذلك اليوم حاول الاتحاد البرازيلي تنظيم مباراة ودية مع المانشافت لكن الجواب كان ذاته بكل مرة «نعتذر جدولنا ممتلئ» والحقيقة كانت أن ألمانيا لم تعُد بحاجة لمواجهة البرازيل والتفكير بات موجهاً لمواجهة إيطاليا وإسبانيا وما بين نهاية عام 2014 والربع الأول من 2016 نجح المانشافت بالفوز علي كلا الغريمين ودياً علي طريق فك العقدة بذات الطريقة التي تم فيها فك عقدة البرازيل تماماً. وبين كل ما ذكرناه سابقاً نتوصل لقناعة تؤكد أن ألمانيا أمام فرصة ذهبية تماماً لفك العقدة حتي لو كان كونتي قد نجح حتي الآن بتقديم بطولة كبيرة والكرة الإيطالية كما كتب التاريخ لها ستبقي بهبوط وصعود وما بعد الهبوط الحالي إلا صعود آخر بوقت ما لذا لابد من استغلال الفرصة الحالية.