أعلن المجلس الأوروبي تعيين الدبلوماسي البلجيكي ديدييه سيوس - الذي شغل منصب كبير موظفي رئيس المجلس الأوروبي السابق حتي عام 2014 - علي رأس «قوة المهام الخاصة» المكلفة بتنسيق مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك في مهمة غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد. ومن المقرر أن تتولي المفوضية الأوروبية التي تمثل الذراع التنفيذية للاتحاد برئاسة جان كلود يونكر المفاوضات القانونية المفصلة. لكن دونالد توسك رئيس المجلس الذي يضم زعماء دول الاتحاد الأوروبي سيكون عليه القيام بدور الوسيط في الاتفاقات السياسية المطلوبة لقيادة العملية برمتها نحو اتفاق نهائي. ويتحرك الاتحاد الأوروبي بخطوات حثيثة نحو تفعيل قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد في الوقت الذي تشتعل فيه الأزمات في بريطانيا خاصة داخل حزب العمال المعارض الذي يوشك علي الانفجار، بينما صاغ وزير الخارجية الألماني فرانك فالترا شتاينماير ونظيره الفرنسي جان مارك أيرولت وثيقة من تسع صفحات عنوانها «أوروبا قوية وسط عالم من الشكوك» اقترحا فيها سياسات أوروبية مشتركة علي صعيد الأمن والهجرة فضلا عن تعزيز التقارب الاقتصادي. وبعد يومين من تصويت الناخبين البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قال الوزيران في الوثيقة «كي نمنع التفتت الزاحف الصامت لمشروعنا الأوروبي يجب أن نركز أكثر علي الأساسيات وعلي الوفاء بالتوقعات الملموسة لمواطنينا.» وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في تصريحات لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية إنه يتوقع أن تقدم بريطانيا طلبا رسميا للخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول الغد الذي اعتبره التوقيت المناسب لذلك، لكن وزير الأعمال البريطاني ساجد جاويد قال إنه لا توجد ضرورة فورية للبت في موعد تنفيذ المادة 50 المتعلقة بآلية خروج بريطانيا من الاتحاد. وفي إطار بحث قرار بريطانيا المدوي يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلي بروكسل للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ثم يتوجه إلي لندن للقاء نظيره البريطاني فيليب هاموند. ومازال قرار الناخبين البريطانيين يعصف بحزب العمال المعارض الذي يطالب أعضاؤه باستقالة زعيم الحزب جيريمي كوربن الذي يتمسك ببقائه في منصبه رغم فشله في إقناع ناخبي الحزب بالتصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد. وأقال كوربن أمس وزير الخارجية في حكومة الظل هيلاري بن بعدما قام بحض أعضاء الحزب علي الاستقالة. ثم قدمت وزيرة الصحة في حكومة الظل هيدي ألكسندر استقالتها وطالبت في بيان الاستقالة بتغيير قيادة الحزب وذكرت «بي بي سي» إن أكثر من نصف وزراء الحكومة يستعدون لاعلان استقالاتهم من أجل زيادة الضغوط علي كوربن ودفعه للتنحي.