تسجل الحرائق في مصر رقما قياسيا يصل إلي 20 ألف حريق سنويا طبقا لدراسة حديثة من مركز الأمان النووي وذلك بسبب الزحام الشديد وتكدس المنازل والمتاجر والمخازن. ويعد الاهمال وتراخي العنصر البشري في اتخاذ الاجراءات الوقائية وراء 50٪ من الحرائق. كما رصدت احصائيات المنظمة العربية للتنمية الصناعية 400 مليون جنيه حجم الخسائر السنوية للحرائق بينما يبلغ عد ضحاياها 600 شخص كل عام. هذه الارقام المفزعة لابد أن تحفز المسئولين علي استيراد تكنولوجيا متطورة لاخماد الحريق.. ففي تايلاند ابتكر المخترع »واردك كايمارت« كرة اطفاء الحريق التلقائية وهي أداة بسيطة لاطفاء الحريق عند بدايته.. يشتعل فتيلها مثل »حرب ايطاليا« خلال 5 ثوان عندما تصل درجة حرارته إلي 85 درجة، فتخرج المادة منه لتطفئ النيران في مساحة 9 أمتار مكعبة دون اي تأثير سلبي علي الانسان أو البيئة. ويقل وزن الكرة عن 1.5 كيلو جرام مما يتيح حملها بسهولة والقاءها من مسافة 15 مترا. كما يمكن وضعها علي أي رف في المنزل أو تعليقها في السقف في المخازن أو المولات الكبري لتقوم بمهمة اطفاء الحريق تلقائيا حتي دون وجود العنصر البشري. هذا المنتج مسجل عالميا في 132 دولة منها الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا وتركيا والهند وكندا وحاصل علي 17 جائزة دولية ويستخدم حاليا في العديد من الدول. هذه التكنولوجيا، لو توافرت وقت حريق المجمع العلمي مثلا لخففت كثيرا من آثار الحريق الذي لم تستطع سيارات الاطفاء الوصول لمكانه.. ولكن المفارقة العجيبة ان ترفض ادارة الدفاع المدني التصريح باستخدام هذه الكرة في مصر رغم موافقة الامن العام. فقد حاول المحاسب محمد نعيم عدة مرات جلب هذه التكنولوجيا لمصر قبل الثورة وبعدها دون جدوي.. واذا كان اصحاب المصالح في عهد النظام السابق قد ضغطوا لعدم دخول تكنولوجيا منافسة، فما المبرر الآن لعدم الاهتمام بالابتكارات التي يمكن ان تحل مشاكلنا .. فلماذا لا تختبر هذه الكرة من قبل معامل متخصصة ولجان من وزارة البحث العلمي للفصل في هذا الأمر؟..