أوباما ورومنى اثناء المناظرة الرئاسية جاء فوز ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة بالولاياتالمتحدة علي منافسه الرئيس باراك أوباما في أول مناظرة جرت بينهما مفاجأة اعادت الي الاذهان مفاجأة فوز المرشح الجمهوري رونالد ريجان في عام 0891 علي منافسه الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر.. والجدير بالذكر ان الظروف التي احاطت بفشل الرئيس السابق جيمي كارتر في الفوز بفترة رئاسة ثانية وسط انشغاله بقضية الرهائن المحتجزين في ايران في ذلك الوقت تشبه الي حد كبير الظروف التي تعرضت لها ادارة الرئيس اوباما في اعقاب تداعيات الفيلم المسيء للدين الاسلامي وما صحب ذلك من مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفن في ليبيا.. وإذا كانت ادارة الرئيس أوباما قد سعت ومازالت تسعي لاحتواء مظاهر العداء التي تفجرت في الدول الاسلامية تجاه الولاياتالمتحدة فإنه مما لا شك فيه ان الحزب الجمهوري ومرشحه ميت رومني مازال يعتبرها الذخيرة التي يمكن ان تنسف ادارة اوباما. واذا كان عدم تناول هذه القضية أثناء المناظرة الاولي التي جرت بين رومني واوباما فذلك يرجع الي ان هذه المناظرة خصصت للشئون الداخلية من اقتصاد وبطالة وتأمين صحي وخلافه. ومن المؤكد ان تلك القضية ستكون الابرز عند مناقشة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المناظرة الثانية أو ربما تدخر كسلاح في المناظرة الأخيرة.. وكانت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة قد تعرضت منذ عدة أيام لهجوم عنيف من جانب النائب الجمهوري بيتر كينج رئيس لجنة الأمن الداخلي بالكونجرس حيث طالبها بالاستقالة لقيامها بالتصريح بعد يومين من مقتل السفير الأمريكي في ليبيا بأن عملية الاغتيال ليست عملية ارهابية بل عمل عفوي من جانب مجموعة من المتظاهرين ثم ما لبثت الادارة الأمريكية ان أعلنت ان الاغتيال عملية ارهابية.. وقد بادر الرئيس اوباما شخصيا بالدفاع عن السفيرة سوزان رايس مشيدا بما تقدمه من خدمات لبلادها. ومن الجدير بالذكر ان رايس كانت المرشحة الأولي لتولي منصب وزيرة الخارجية في حالة فوز الرئيس اوباما بفترة رئاسة ثانية وذلك بعد ان أعلنت هيلاري كلينتون انها ستعتزل بعد انتهاء الفترة الأولي لرئاسة اوباما.. وقد اضفت تصريحات رايس ضبابية حول امكانية توليها لمنصب وزيرة الخارجية علي الرغم مما تتمتع به من ذكاء وفاعلية في تأدية دورها. واشارت تقارير عديدة الي ان التحقيقات الاولية التي جرت بشأن حدث بنغازي من جانب بعض اللجان الفرعية في الكونجرس الي ان الادارة الأمريكية كانت قد اخطرت بأن السفارة الأمريكية قد تعرضت لأكثر من 41 تهديدا خلال الاشهر الماضية.. ومن المتوقع ان تشهد جلسات الاستماع التي ستعقد ابتداء من الاربعاء القادم بالكونجرس الامريكي الكشف عن حقائق وربما اهمال في حماية السفارة الامريكية في ليبيا وقد يصل الأمر الي توجيه اتهام بالمسئولية غير المباشرة. وقد أوضحت نتائج الاستطلاعات تفوق رومني علي الرئيس اوباما بعد المناظرة الاولي بفارق 2 إلي 1 حيث اكد استطلاع اجرته شبكة التليفزيون الامريكية سي ان ان حصول رومني علي 86٪ من الأصوات مقابل حصول اوباما علي 62٪ فقط وبدأت التساؤلات حول ما اذا كان السبب هو ان حملة اوباما الانتخابية لم تحسن تقدير امكانيات المنافس رومني؟ وهل يمكن ان يكون انشغال اوباما بما يجري في منطقة الشرق الاوسط هو السبب في عدم اهتمامه بالاستعداد الكافي لهذه المناظرة؟ واذا كانت جميع التقارير قد اشارت في الاسبوع الماضي الي تقدم اوباما فإن هناك حاليا مراجعة شاملة لهذه التقارير بعد المناظرة التي فاز فيها رومني بالنقاط وليس بالضربة القاضية.. وفي الوقت الذي ابدي فيه اوباما اهتمامه بأوضاع الطبقة المتوسطة قال رومني ان هذه الطبقة تعاني حيث انخفض دخلها منذ تولي اوباما الادارة في الوقت الذي ارتفعت فيه الاسعار واشار الي ان ذلك يمكن ان يوضع في خانة فرض ضريبة اقتصادية علي هذا القطاع الهام من السكان. وقد اطلق رومني مجموعة من الارقام ليؤكد ان حكومة اوباما قد استنفدت وقتها وان هناك ضرورة لاسلوب جديد وقال ان هناك 32 مليون عاطل في الولاياتالمتحدة وان واحدا من بين كل ستة أشخاص يعاني من الفقر وان عدد من يعيشون علي ما تقدمه الحكومة من كوبونات لشراء الطعام قد ارتفع من 23 مليون شخص الي 74 مليون شخص وان 05٪ من الخريجين الجدد لا يجدون وظائف.