المستقبل مذهل ... والعالم سيتغير والشاطر من يستعد للواقع القادم «1»

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا مقالا مثيرا للاهتمام يدور حول شكل الحياة المتوقعة في المستقبل القريب في ظل التقدم والتطور الهائل والمستمر في كافة المجالات والذي سيغير اسلوب الحياة بأكمله ويؤدي إلي خلق واقع جديد. هذا المقال باختصار هو نظرة متفحصة للمستقبل ستكتشف بعد قراءته ان الوقت قد حان لإعادة تقييم خططك المستقبلية ومسارك المهني ومجال اعمالك وأهدافك الشرائية الكبري. في واقع الامر التوقعات الواردة ليست كلها سلبية ولكنها تشير إلي مستقبل يجب الاستعداد له من الان فقد يبدو المستقبل للبعض بعيدا ولكنه في الحقيقة قد يصبح واقعا في وقت أقرب كثيرا مما نعتقد! قد يختلف الكثيرون حول مدي مصداقية التوقعات الواردة في هذا المقال ولكن بالتأكيد الكثير منها سوف يتحقق وانقل لكم هنا باختصار علي مدي مقالتين اهم ما ورد من توقعات:
لنبدأ بنموذج كودك ففي عام 1998 كان يعمل بشركة كوداك مائة وسبعون الف موظف وكانت كوداك تبيع 85٪ من جميع ورق الصور الفوتوغرافية في العالم كله ثم في غضون بضع سنوات أفلست! ان ما حدث لكوداك من المتوقع ان يحدث للكثير من الصناعات في العشر سنوات القادمة ولكن لازال معظم الناس لا يرون ذلك قادما. هل تخيلت مثلا في عام 1998 انك بعد 3 سنوات لن تستطيع ان تلتقط الصور علي فيلم ورقي مرة أخري؟ فقد اخترعت الكاميرات الرقمية في عام 1975 وكانت حينها من 10 آلاف بيكسل فقط قبل ان تصبح في خلال سنوات قليلة اكثر تطورا وتفوقا وانتشارا في كل يد في العالم كله. ما حدث لكوداك سوف يحدث في مجالات الذكاء الصناعي. والصحة. والسيارات الكهربائية ذاتية التحكم. والتعليم. والطباعة ثلاثية الابعاد والزراعة. والوظائف وغيرها ومرحبا بكم في عالم الثورة الصناعية الرابعة ومرحبا بكم في عصر السرعة المتضاعفة.
كبداية. علينا ان نواجه الحقيقة.. فالتطوير المستمر للبرمجيات سوف يتسبب في اختفاء معظم الصناعات التقليدية في غضون فترة من الخمس إلي العشر سنوات القادمة.ان شركة اوبر علي سبيل المثال هي في الواقع مجرد أداة برمجيات. فهي لا تملك أي سيارة ورغم ذلك فهي الآن أكبر شركة للسيارات الأجرة في العالم. وبالمثل شركة « ايرناب « فقد اصبحت الآن أكبر شركة ضيافة في العالم علي الرغم من أنها لا تمتلك أية عقارات ولكنها تتيح للأشخاص الذين يسافرون بشكل مستمر الاستغناء عن الفنادق الباهظة واستئجار البيوت من مالكها مباشرة..
اما بالنسبة للذكاء الاصطناعي: فإن التوقعات تشير إلي ان في عام 2030. ستصبح أجهزة الكمبيوتر أكثر ذكاء من البشر. ففي هذا العام وقبل المتوقع له بعشر سنين.. فاز جهاز كمبيوتر بلقب أفضل لاعب ( جو ) في العالم وهي لعبة مهارة تشبه أربع مباريات شطرنج تدور علي نفس اللوحة في وقت واحد. وفي الولايات المتحدة علي سبيل المثال. لا يجد المحامون الشباب وظائف بسبب برنامج واطسون من اي بي ام الذي يمكن من خلاله الحصول علي المشورة القانونية في غضون ثوان. مع نسبة دقة 90٪ بالمقارنة ب 70 ٪ من الدقة عند الحصول علي الاستشارة من خلال محام. لذلك إذا كنت تدرس القانون فعليك بالتوقف فورا فسيكون هناك 90٪ اقل من المحامين في المستقبل. ولن يتبقي الا المتخصصون. ويستطيع تطبيق واتسون كذلك تشخيص مرض السرطان اربع مرات اكثر دقة من الممرضين في المعامل.
بحلول عام 2020. سوف تتضرر كل الصناعات التقليدية ففي عام 2018 سوف يتم طرح اول سيارة ذاتية القيادة للجمهور ولن ترغب بعدها في امتلاك سيارة لأنك سوف تستدعي سيارة من هاتفك الخاص وسوف تظهر حيثما تكون وتأخذك إلي وجهتك ولن تحتاج إلي ركنها وستدفع فقط ثمن المسافة التي قطعتها السيارة. لن يحتاج أولادنا إلي رخصة قيادة فلن يملكوا سيارة. سيؤدي ذلك إلي تغيير شكل المدن. لأننا سوف نحتاج 90-95٪ أقل من السيارات وسوف تتحول أماكن وقوف السيارات السابقة إلي حدائق عامة كما سيقل عدد الحوادث من حادثة واحدة لكل 100الف كم حاليا إلي حادث واحد خلال 10 ملايين كم في حال السيارات ذاتية القيادة هو ما يوفر مليون نفس كل عام حيث يموت حاليا 1.2 مليون شخص سنويا في حوادث السيارات في كل أنحاء العالم.
أستكمل معكم في مقالي القادم باقي التغيرات الفارقة المتوقعة في المستقبل القريب وأدعوكم للتأمل فيما ورد في هذا المقال فالعالم المتقدم في حراك مستمر استعدادا لاقتناص المستقبل.