الكتابة عن الشاعرة والفنانة التشكيلية والروائية (الأماراتية المصرية) ميسون صقر، كتابة شائكة.. مرة لأنها صديقة، تصبغ الكتابة بلون التعاطف والانحياز.. ومرة لأنها «أميرة» أو «شيخة» من ساكنات القصور، وهو أمر يستدعي المسافة والتحفظ والتباعد (وابعد عن الشيخ وغني له)!.... لكنها أيضا وفوق وقبل وبعد ذلك هي (كاتبة) مشروعها الحياتي، حتي من قبل تخرجها في كلية (الاقتصاد والعلوم السياسية) جامعة القاهرة، هو مشروع ثقافي بالأساس، تكتب الشعر (13 ديوانا) وترسم وتقيم المعارض، وتصمم أغلفة الكتب.. وتخوض تجربة الكتابة الروائية بإصرار ودأب.. بعد روايتها الأولي (ريحانة) الصادرة عن (دارالهلال) صدرت قبل أيام روايتها الثانية (في فمي لؤلؤة) عن الدار المصرية اللبنانية... «في فمي لؤلؤة» حكاية الصيد وحكاية الصياد.. حكاية اللؤلؤ وحكاية التجار.. هي تاريخ الوجع والقهر (تاريخ من الغبن واللؤلؤ).. مجتمع العبيد فوق ظهر السفينة، حيث العنف والقهر واستغلال النواخذة (رئيس السفينة) للغواصين.. وأيضا حيث الشعر والأغاني وتراث البيئة وأخلاق البحر والبحارة.. ومن قهر النواخذة للغواص، إلي استغلال التجار، إلي هيمنة الأجنبي المستعمر في زمن التحولات من اللؤلؤ الأبيض إلي اللؤلؤ الأسود(النفط).. تقاطعات مختلفة علي امتداد الرواية، تقاطع أزمنة، وتقاطع أمكنة وشخصيات ومصائر.. تقاطع القديم والحديث، ومن زمن اللؤلؤ الطبيعي، إلي زمن اللؤلؤ الصناعي فوق عنق مارلين مونرو (حيث صممت ميسون غلاف الرواية) إلي زمن الشركات العملاقة، وسرقة الجزر، والصراع علي حقول النفط.. رواية مجهدة (600 صفحة) بقدر تعدد مستوياتها، وتنوع ثقافتها وانتقالاتها الجمالية.. «في فمي لؤلؤة» تحتاج إلي جهد في القراءة، يوازي جهد الكاتبة في إبداع النص.