الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية خلال افتتاح المؤتمر العاشر للحركة أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي خلال افتتاح المؤتمر العاشر للحركة أمس الأول أن الحركة ستفصل نشاطها السياسي عن النشاط الديني في خطوة تسعي من خلالها فيما يبدو إلي النأي بنفسها عن الإسلام السياسي. ووسط الآلاف من الحضور بصالة الرياضة في مدينة رادس قال الغنوشي «حريصون علي النأي بالدين عن المعارك السياسية وندعو إلي التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي لتكون مجمعة لا مفرقة». وأضاف «تطورت الحركة من السبعينات إلي اليوم من حركة عقدية تخوض معركة من أجل الهوية إلي حركة احتجاجية شاملة في مواجهة نظام شمولي دكتاتوري إلي حزب ديمقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تنهل من قيم الإسلام». وقال محللون إن التغييرات التي أعلنتها الحركة تمثل فيما يبدو محاولة لتمييز نفسها في منطقة مني فيها الإسلام السياسي بانتكاسات كما تهدف أيضا للاستعداد للانتخابات المحلية المقررة في العام القادم والانتخابات الرئاسية المقررة في 2019. من جهته، رحب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بخطط النهضة للتخصص السياسي والفصل بين الجانب الديني والسياسي. وقال السبسي في كلمة أمام مؤتمر النهضة «لا يفوتني أن أنوه بالتطور الذي عرفته حركة النهضة بقيادة الغنوشي الذي تجلي في ضرورة القطع بين الدعوي والسياسي وكذلك القطع مع احتكار الدين». واعتبر السبسي أن «النهضة لم تعد حزبا يمثل خطرا علي الديمقراطية». وحركة «النهضة» أول حركة إسلامية تصل للحكم بعد انتفاضات الربيع العربي في 2011 وكونت ائتلافا حكوميا عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وينظر إلي تونس علي أنها نموذج للانتقال الديمقراطي في المنطقة المضطربة بعد صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة وتوافق سياسي بين الإسلاميين والعلمانيين جنب البلاد الانزلاق إلي الفوضي التي اجتاحت بعض بلدان المنطقة.