أيام قليلة ويقبل علينا أكرم شهر علي الله سبحانه وتعالي شهر رمضان المبارك شهر النفحات والخيرات وهو شهر دخول الجنة إن شاء الله لمن يحسن صيامه وقيامه ومن يرضي الله عنه ويصادف ليلة القدر وينال ثوابها. ولكن هل استعد كل منا لاستقبال شهر رمضان قبل وصوله بتنقية النفس والروح من كل السلبيات التي لازمته طوال العام سواء من قطيعة رحم أو إنهاء خصومات دامت طويلا أو رد الحقوق إلي أصحابها وغير ذلك مما يتيح الفرصة أمام الإنسان ليبدل الذنوب بدفتر حسابه خلال شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران إلي حسنات وستكون مضاعفة ببركة رمضان ولكن يبقي الجهاد الأكبر خلال شهر رمضان وهو جهاد النفس أمام الحرب الشرسة التي تشنها المحطات التليفزيونيه وتتصارع فيها لإفساد الصوم علي الناس بتقديم كل أنواع المفسدات من المسلسلات والأفلام التي تحتوي علي مشاهد العري والخلاعة والألفاظ الخارجة علي مدار الليل والنهار وفي رمضان تحبس الشياطين ولكن شياطين الإنس يزداد نشاطهم ويصعب عليهم أن يتركوا العباد لاغتنام خيرات هذا الشهر تحت مسمي الفن والإبداع ولكنه بهذا الأسلوب هو الإفساد بعينه ويا روعة الثواب والرضا من المولي لمن ينجح في هذا الاختبار ويقاطع كل هذه السموم ونسأل الله أن يعين الجميع علي ذلك وأيضا من حسن استقبال رمضان ألا نظلمه ونتهمه بالباطل بأنه شهر الكسل والتقاعس عن أداء الأعمال وقضاء حاجة الناس بل رمضان هو شهر الانتصارات والأمجاد التي حققها المسلمون منذ فتح مكة وحتي العاشر من رمضان وياليت كل المصالح والأفراد يوجهون تكاليف مآدب الإفطار ومعظمها للمنظرة والمجاملات إلي الفقراء وما أكثرهم في بلادنا هذه الأيام وأدعو الله أن يبلغنا رمضان وأن يسلمه لنا ويسلمه منا وهو راض عنا وبحق هذه الأيام الفضيلة أن يشفي مرضانا وأن يرحم موتانا وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يحفظنا من شياطين الفن لنكون ممن نالوا رحمة الله وغفرانه وأن نكون من عتقاء رمضان من النار.. آمين يا رب العالمين.