وسط كلمات أكثر من رائعة لمسئولين وكبار رجال أعمال أمريكان عن مصر ورضاهم التام عما تحقق خلال 3 أيام من اللقاءات التي أجراها أكبر وفد »بيزنس« أمريكي بالقاهرة، انطلق سؤال »مباغت« من مراسلة لوكالة أنباء اسوشيتدبرس: لقد سمعت كلاما طيبا عن انطباعات الوفد الأمريكي، لكني التقيت ببعض أعضائه ليفاجأوني بأنه لم يكن هناك التزام واضح من جانب الحكومة المصرية الجديدة بشأن الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة لدعم مناخ الاستثمار بمصر.. لقد كانت مجرد تعهدات »مبهمة«.. هل هذا صحيح؟! استمع إلي هذا السؤال كل من جمال محرم رئيس الغرفة التجارية الأمريكية بمصر وستيف فارس رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي وهشام فهمي المدير التنفيذي للغرفة الأمريكية وكوش تشوكسي المدير التنفيذي لمجلس الأعمال المشترك وليونيل جونسون نائب رئيس الغرفة التجارية الأمريكيةبواشنطن.. ولكن لكون ستيف فارس رئيس مجلس الأعمال يعشق مصر بدرجة تفوق الوصف فقد سارع بالرد علي مراسلة الاسوشيتدبرس نافيا ما قالته بأسلوب في غاية الدبلوماسية وقال لها: سوف أفترض سماعك هذا الكلام، لكني لم أسمع به علي الإطلاق. لقد سمعت آراء ايجابية عن مصر وفرص الاستثمار بها من أعضاء الوفد الأمريكي الذي يضم 711 من كبار رجال البيزنس يمثلون 05 شركة من كبريات الشركات الأمريكية . ومع كل هذا هكذا يضيف ستيف فارس فإن مصر تواجه تحديات.. وفي اعتقادي فإن الحكومة المصرية سوف تنفذ تعهداتها بكل وضوح وشفافية. وبطبيعة الحال فإنه يمكن اختصار ما توصل إليه الوفد الأمريكي الكبير من رسالة سوف يوجهها إلي الإدارة الأمريكية والكونجرس تقول إنه رغم استمرار المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر وتنطلق منها إلي الديمقراطية فإن مصر مازالت تفتح ذراعيها أمام المشروعات الاستثمارية وصولا إلي تحقيق التنمية والاستقرار سواء السياسي أو الاقتصادي. وباختصار شديد أيضا لخص الوفد الأمريكي مطالبه من المصريين في إعادة الأمن والحفاظ علي دور مصر الايجابي في ضمان الاستقرار بالمنطقة وتعزيز نظم الحوكمة والحفاظ علي الطبيعة العلمانية للدولة والاستثمار في التعليم مع دعم دور القطاع الخاص. وكذا الحفاظ علي سيادة القانون من خلال سلطة قضائية مستقلة سريعة وفعالة مع الحفاظ علي حرية وحقوق الممتلكات والعقود. هذا فيما يتعلق بما يطلبه الأمريكان من مصر، وفي جانب آخر كانت هناك رسالة سوف يوجهها الوفد الأمريكي للإدارة الأمريكية والكونجرس عقب عودته لواشنطن تتمثل في إطلاق حوار مصري أمريكي استراتيجي واقتصادي من خلال تشكيل منتدي للحوار مع الحكومة المصرية يركز علي الخطوات التي يمكن اتخاذها من قبل البلدين لتعزيز التعاون المشترك ودعم التنمية، وكذا إجراء عملية مراجعة شاملة للمساعدات الإنمائية لمصر والتأكد من تحقيق الهدف منها . وهنا يشير جمال محرم رئيس الغرفة التجارية الأمريكية بمصر إلي أن الغرفة ومجلس الأعمال المصري الأمريكي يسعيان منذ سنوات لتوقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين. وقال: نحن إذ نعتقد أن توقيع الاتفاقية أمر شديد الأهمية حاليا فإنها لن تفيد فقط في فتح الأسواق بين البلدين بل ستكون أداة للعمل علي دعم العلاقات الاقتصادية بينهما. وبجانب ذلك ورغم تعهد الحكومة الأمريكية بإلغاء مليار دولار من ديون مصر لأمريكا ورغم تعهدات أخري بتوفير ضمانات ومنح لدعم المشروعات الصغيرة بمصر.. ورغم ورغم فإن الوفد الأمريكي قد لاحظ وبقلق أن حجم المساعدات الدولية التي تم حشدها لمصر لا تحقق احتياجاتها الملحة وبالتالي فإنه سيتم حث الكونجرس علي أهمية توفير المساعدات الإضافية لمصر من خلال تخفيف حجم الدين المصري لأمريكا الذي يبلغ 2.3 مليار دولار. وهنا يشير ليونيل جونسون نائب رئيس الغرفة التجارية الأمريكيةبواشنطن إلي انه سيتم أيضا استغلال نفوذ أمريكا لدي أوروبا وغيرها بهدف إعفاء ديون مصرية لتلك الدول قدرها 7 مليارات دولار ليصل حجم ما يتم إعفاء مصر منه إلي حوالي 01 مليارات دولار.. وقال ليونيل: علي الأمريكيين أن يكونوا أكثر جرأة في هذا الشأن! وفي هذا الصدد أكد ليونيل انه لم يسمع أن مصر تفكر في اللجوء إلي نادي باريس لإعادة جدولة ديونها.. لا نادي باريس أو نادي لندن.. أو أي ناد آخر ولسان حاله يقول »ولا نادي كفر البلاص« رغم عدم معرفته بهذا الاسم! وقال ان إعادة جدولة ديون مصر من خلال الأندية أمر لم يطرح. وهنا يشير جمال محرم إلي أن الديون الخارجية المصرية في حدود الأمان لكونها 33 مليار دولار وعدد سكان مصر وصل إلي نحو 58 مليونا بعكس دولة أخري مثل لبنان الذي يصل سكانها إلي قرابة 5 ملايين وديونها تبلغ 83 مليار دولار! مرة أخري، وباختصار شديد فإن زيارة الوفد الأمريكي الكبير لمصر أوضحت العديد من الحقائق لعل في مقدمتها حرص مصر علي المحافظة علي المستثمر الحالي. وكما قال جمال محرم فإن ذلك أهم من جذب مستثمر جديد. وكما قال أيضا فإن المستثمر الأمريكي وأي مستثمر آخر لا يتخذ قراره الاستثماري بين ليلة وضحاها بل يبحث وينقب ويدرس ثم يقرر. والمهم كما قال مايكل فرومان نائب مساعد الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي ان »يفرج« المصريون عن إمكانياتهم. مشيرا إلي أنه لا يخرج من واشنطن كثيرا إلا انه لم يستطع رفض زيارة مصر مع الوفد.