أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس أنه لن يترشح لولاية جديدة خلال المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي دعا إلي عقده في 22 مايو. وبعد اجتماع للقيادة التنفيذية للحزب الحاكم قال أوغلو في كلمة أمام الصحفيين اتخذت طابعا وداعيا: «لا أعتقد أنني سأتقدم بترشيح نفسي» وبذلك يفقد أوغلو تلقائيا منصبه كرئيس للوزراء لأن النظام الداخلي للحزب ينص علي أن يتولي رئيس الحزب رئاسة الحكومة. وأضاف أوغلو «قررت ذلك حفاظا علي وحدة الحزب الحاكم» وأكد أنه لن يستقيل من الحزب و»سيواصل النضال كنائب في البرلمان». ونفي أوغلو (57 عاما) وجود خلافات بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان مؤكدا أنه «لن يسمح ابدا بأن تسري تكهنات» وقال أوغلو «لم أتفوه أبدا بأي كلمة سلبية بحق رئيسنا ولن يحدث هذا الأمر أبدا». وحرص رئيس الحكومة علي تأكيد أن قراره «ليس نتيجة خيار شخصي وإنما ضرورة» في انتقاد واضح لمسئولي حزب العدالة والتنمية الموالين للرئيس الذين قرروا في الآونة الأخيرة تقليص صلاحياته في الحزب. جاءت تصريحات أوغلو غداة تقارير إعلامية حول وجود قطيعة بينه وبين أردوغان وتوقعت تنحي رئيس الوزراء مثلما جاء في عنوان صحيفة «حرييت» الواسعة الانتشار علي صفحتها الأولي أمس «داود أوغلو يتنحي» متحدثة عن «انتقال ديموقراطي» هاديء تم الاتفاق عليه بين الرجلين خلال لقاء حاسم عقد مساء أمس الأول بهدف تجنب أزمة في أعلي هرم السلطة. وحول المرشح لخلافة أوغلو تداولت وسائل الإعلام اسمي وزير النقل بينالي يلديريم ووزير الطاقة الشاب بيرات البيرق (38 عاما) المتزوج من إسراء الابنة الكبري للرئيس. ويمهد رحيل داود أوغلو عن السلطة الطريق أمام ترسيخ سلطات رئيس الدولة الذي يسعي لتغيير الدستور وتحويل نظام الحكم إلي النظام الرئاسي. ويضاف ذلك إلي التوترات التي تشهدها تركيا الشريك الرئيسي لأوروبا في إدارة أزمة الهجرة والتي تواجه عدة تحديات أبرزها تهديد المتطرفين واستئناف النزاع الكردي وامتداد الحرب في سوريا المجاورة إلي حدودها الجنوبية. من جانبه قال مستشار الرئاسة التركية جميل إرتم إنه من غير المتوقع أن تجري أنقرة انتخابات مبكرة بعد أن ينتخب حزب العدالة والتنمية زعيما جديدا خلفا لأوغلو وأكد أن الأمور ستسير «بأمان إلي أن تنتهي ولاية الحكومة الحالية في 2019».