تفادت إسرائيل الصدام مع القاهرة، حينما قدمت الأخيرة بوصفها عضوا غير دائم في مجلس الأمن مشروع قرار، ينزع عملية السطو التي حاول نتانياهو فرضها علي هضبة الجولان المحتلة، ويعلنها جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل، وبعد تجاوب مجلس الأمن مع مشروع القرار المصري، وإعلانه عدم قانونية المحاولات الإسرائيلية، غضت الخارجية الإسرائيلية الطرف عن وقوف القاهرة وراء تمرير القرار، ودون التطرق لمصر من قريب أو بعيد، دافعت إسرائيل عن خطواتها التوسعية بأسلوب ملتف، يعكس ضعف أدواتها الدبلوماسية، إذ نقلت صحيفة معاريڤ العبرية بياناً صادراً عن خارجية تل أبيب، جاء فيه: «إذا كان مجلس الأمن يرغب في خلق قنوات للتفاوض بين إسرائيل وسوريا حول الجولان، فمع من تتفاوض إسرائيل؟ مع التنظيمات الإرهابية وفي طليعتها داعش والقاعدة؟ أم مع حزب الله؟ أم مع الإيرانيين، الذين يتسببون في سفك دماء المدنيين كل يوم؟!». عملية التفاف تل أبيب علي جريمة نتانياهو، التي حاول تمريرها في الجولان السوري المحتل، دعمها بيان الخارجية الإسرائيلية، حينما قال: «إن انسحاب إسرائيل من الجولان غير مقبول بعد مرور 50 عاماً، رسخت فيها إسرائيل الاستقرار بالهضبة». الموقف ذاته جاء علي لسان سفير تل أبيب لدي الأممالمتحدة، المدعو داني دانون، الذي تصنع الغضب، وقال: «إن التداول في مجلس الأمن علي مشروع القرار الخاص بالجولان، يعتبر تجاهلاً لواقع الشرق الأوسط، ففي الوقت الذي يُذبح فيه آلاف السوريين، ويتحول الملايين منهم إلي لاجئين، يركز مجلس الأمن جل اهتمامه علي إسرائيل». من جانبها لفتت صحيفة معاريڤ إلي أن موقف مجلس الأمن الأخير من إسرائيل يضاهي مواقف سابقة، تعمدت فيها المنظمة الأممية اتخاذ قرارات ضد إسرائيل، واعتبرت الصحيفة العبرية أن القرار الذي اتخذته اللجنة التنفيذية في اليونسكو ضد ممارسات إسرائيل في الضفة الغربية، والقدس الشرقية، والمسجد الأقصي علي وجه التحديد، يترجم عداءً للسامية، ووصفه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ب«القرار السخيف». وألمحت معاريڤ إلي أن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اتخذت قراراً في مارس الماضي، أكدت فيه أنها بصدد بلورة «قائمة سوداء»، تضم الشركات التي تبرم صفقات تجارية مع إسرائيل في المشروعات الاسرائيلية القائمة في الضفة الغربية والقدس الشرقية والضفة الغربية، وستشمل القائمة شركات إسرائيلية وفلسطينية ودولية، وكانت السلطة الفلسطينية قد طرحت مشروع القرار، وساعدتها في ذلك مصر وباكستان ودول إسلامية وعربية أخري، وعارضت إسرائيل والإدارة الأمريكية بقوة تمرير مثل هذا القرار، وحاولتا إحباطه.