في مشهد غير معتاد علي الحدود بين سيناءوغزة ظهر مؤخراً العديد من مقاتلي حماس وهم يقومون بدوريات حدودية وينصبون المزيد من نقاط التفتيش. هذا النشاط هو ثمار الاتفاقات التي تم التوصل اليها في مارس الماضي مع وفد حركة حماس برئاسة محمود الزهار مع المخابرات المصرية في محاولة لتهدئة الغضب المصري علي الحركة.. هذا المشهد رصدته الصحف العبرية وعلق عليه مراسل هاآرتس تسڤي برئيل بقوله «إن القاهرة قررت كما يبدو منح حركة حماس فرصة ثانية بعد أن وجهت لها اللوم في 2015 علي اغتيال النائب العام هشام بركات. وهو الحادث الذي تسبب في توتر العلاقات وكاد أن يودي بقدرة الحركة علي مواصلة إدارة قطاع غزة. حماس وإسرائيل في رأي المراسل فإن هذه الاتفاقات تمنح مصر والرئيس السيسي القدرة علي التأثير في قواعد اللعبة بين حماس وإسرائيل، لا سيما في مجال تجنب شن الدولة العبرية حملة جديدة علي قطاع غزة بعد اكتشاف انفاق جديدة تابعة لحماس ويمضي المراسل: إن مصرحددت مطلباً رئيسياً يأتي علي قمة أولوياتها ضمن التفاصيل التي تجري مناقشتها في الاتفاق بين الجانبين هو أن تفك حركة حماس ارتباطها بتنظيم الإخوان المصري وأن تقوم بمراقبة الحدود بنفسها إثباتاً لتعاونها مع القاهرة في مكافحة الإرهاب. وأن القاهرة لاتزال في انتظار افعال ملموسة تؤكد التزام حماس مثل الحصول علي معلومات استخباراتية حول التعاون بين الوحدات العسكرية لحماس مع الجماعات الجهادية التي تعمل في سيناء، وذلك كي تستجيب لطلب الحركة بفتح معبر رفح كي يكون منفذاً بديلاً للأنفاق التي يجري هدمها تباعاً لمنع التهريب حماس تبرأت بالفعل من اثنين من كبار عناصرها السابقين من أعضاء كتائب عز الدين القسام، وأبلغت القاهرة بانضمامهما إلي تنظيم داعش الإرهابي في سيناء. وبينما يعد هذا قراراً استراتيجياً مهماً يشير إلي ابتعاد حماس عن النفوذ الإيراني وانضمامها إلي الدائرة العربية السنية، فإن موقف الجناح العسكري للحركة ممثلاً في كتائب عز الدين القسام لايزال غامضاً الوضع بالنسبة لتنظيم داعش مختلف. فعلي عكس حركة حماس التي مازالت تستطيع عقد الاتفاقات مع الحكومة المصرية، أصبحت الضربات المتتالية التي وجهتها القوات المصرية براً وجواً للتنظيم الإرهابي في سيناء منذ مارس الماضي ملموسة الأثر فقد أصابت شبكات الاتصالات الخاصة بالتنظيم، مما دفعها للجوء إلي شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، لكن في ظل وعورة التضاريس في سيناء، حتي ذلك البديل يبدو صعباً. وبينما يحاول التنظيم الإرهابي توسيع عضويته للتعويض عن الخسائر البشرية التي ألحقتها القوات المصرية به؛ فقد حاول استيعاب الموالين لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخري لخلق جبهة موحدة، أنكرت حماس وجود أي نشاطات لداعش في قطاع غزة، لكن الأجهزة المصرية قدمت لها الدليل علي تلقي عناصر داعش تدريباتهم في القطاع. الداعمين لداعش وفي محاولة من الكاتب تبدو وكأنها مساهمة في الإبلاغ عن العناصر الخطرة يلقي الضوء علي واحد من أهم الداعمين لداعش وهو «تنظيم جيش الإسلام» بقيادة ممتاز دغمش الذي يمتلك تاريخاً في العمليات العسكرية ويتنقل ما بين التنظيمات، وكان عضواً في الفصائل المسلحة بمنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن ينضم لحماس، وبالرغم من عدم عضويته في كتائب عز الدين القسام إلا أن لديه علاقات معها.وحسب مصادر فلسطينية فإن جماعته توصف بأنها «جماعة خلفية» تعمل لصالح داعش والقسام بحيث تسمح لحماس إنكار الصلة بعملياتها.هذا فضلاً عن الجماعات الجهادية السلفية التي ترتبط بقبائل سيناء وتحتمي بها، في الوقت الذي تحاول الدولة المصرية تنفيذ المشروعات التنموية في شبه الجزيرة تحقيقاً لوعدها لأبناء سيناء مستعينة بالاستثمارات السعودية التي تم الاتفاق مؤخراً علي تدفقها