كان الإعلان عن تعيين الهولندي مارتن يول مديرا فنيا للأهلي بمثابة المفاجأة للكثيرين.. في أوروبا استغربوا ذهابه للتدريب في مصر بعد سجل تدريبي حافل مع أندية كبيرة في هولندا وانجلترا وألمانيا، ورصيد هائل من المباريات سواء لاعبا أو مدربا يصل إلي 800 مباراة تقريبا.. وفي مصر كانت المفاجأة تتمثل في المقابل المالي الضخم الذي يحصل عليه يول ومايك مدرب الأحمال والذي جعل منه أغلي مدرب في تاريخ الكرة المصرية. يمتلك مارتن يول فلسفة محددة في العمل وهي ضرورة أن يعرف كل فرد في الفريق مهمته بالتحديد وكيفية أدائها علي الوجه الأكمل، ويؤمن بأن مهمته هي الفوز ببطولة الدوري أولا قبل أن يحقق أهدافه الأخري بجانب بناء فريق قوي قادر علي الفوز بجميع البطولات في المستقبل.. صاحب شخصية قوية ودودة في نفس الوقت جاء للقلعة الحمراء حاملا معه طموحات جديدة.. «الأخبار» التقت المدير الفني الهولندي لأكثر من 90 دقيقة مساء أمس الأول في حوار شامل فتح فيه قلبه وعقله وأكد أن مصر مظلومة كثيرا من الإعلام الخارجي فيما ينقله عنها من صور مغالطة لحقيقة الأوضاع فيها وأنه لأجل تصحيح جزء من هذه الصورة اهتم بالتصوير في حضن الأهرامات وبعث بصورة لكل اوروبا. مارتن يول الذي بدا محترما لمصر كثيرا وسعيدا بوجوده في الأهلي نصح المنتخب وأبناء مصر المحترفين في الخارج وتحدث في كل الاتجاهات : طموحاتي وسمعة القلعة الحمراء أهم أسباب قبولي المهمة هذا ما يحتاجه رمضان للاحتراف.. واعترفت لغالي بأنني غلطت في حقه فخور بوجودي وانتمائي للأهلي.. وبناء فريق جديد يليق بالكبار لست مهتما بدراسة عروض جديدة.. ومستمر هنا بشروط إيفونا يحتاج إلي «ضبط الإيقاع» والاستفادة من سرعته الفائقة بذكاء البعض في الخارج تعجب من قبولك تدريب الأهلي بعد سيرة ذاتية كبيرة.. بماذا ترد علي هذا الكلام؟ ولم لا.. قد يبدو الأمر غير مألوف عندما تدرب في الدوري الإنجليزي أو الألماني وتنتقل لتدريب ناد في مصر، ولكني كنت قد تلقيت عدة اتصالات بشأن عرض الأهلي سواء عن طريق وكيل أعمالي محمد حبشي أو حسام غالي الذي كنت أعرفه منذ لعب معي في توتنهام أو من أحمد حسام ميدو في صفوف توتنهام أيضا وبعد الاطمئنان علي الأوضاع الآمنة في مصر تذكرت المواجهة الودية في صيف 2010 التي جمعت بين أياكس الذي كان يدربه مع الأهلي خلال معسكر تدريبي بالنمسا وشاهدت حسام غالي يلعب معه، وبدأت في التعمق في جمع المعلومات عن الأهلي وعرفت أنه الأكثر تتويجا عالميا بجانب الأسلوب الذي تعامل به رئيس النادي المهندس محمود طاهر بالاتصال بي ثلاث مرات لمعرفة رأيي. وماذا كانت طموحاتك التي دفعتك للموافقة علي تدريب الأهلي؟ في الفترة التي عرض عليّ تدريب الأهلي كنت في فترة راحة بعد 800 مباراة لاعبا ومدربا في الدوريات الأوروبية، وليس علي سبيل الفخر فإنه رقم كبير فعلا، ولذلك فقد جاء عرض الأهلي ليقدم لي طموحا جديدا في مكان جديد، وبعد قرابة الشهر والنصف تقريبا أستطيع أن أقول إنني أؤمن الآن بشكل أكبر أن هذه المهمة طموح جديد بالنسبة لي، وهذا الطموح قد يفوق ما كنت أشعر به في إنجلترا أو ألمانيا. كيف تقيم مستوي الأهلي ؟ أعلم تماما أن الأهلي ناد معروف عالميا ولكن يحتاج لبعض البناء الداخلي في فريق الكرة حتي يرتقي لمكانة الأندية العالمية الكبيرة وأريد أن أساعد في هذا البناء علي قدر استطاعتي لأني متأكد من رغبة المهندس محمود طاهر رئيس الأهلي في الوصول لهذه المرحلة، وهو أيضا ما دفعني إلي الاكتفاء بمدرب الأحمال مايك لأنني متأكد من أنه سيفيد المكان والاعتماد علي أبناء النادي في الجهاز الفني لتقديم هذه الخبرات، وفي حالة رحيلي سيكون كل فرد في الجهاز قد عرف وفهم النظام.. ننقل خبراتنا بصفة مستمرة لكل من أسامة عرابي ومحمد عبد العظيم كمدربين ومحمد أبو العلا في التأهيل والأحمال. وما الذي يحتاجه الأهلي لتحقيق ذلك ؟ الأهلي تعاقد خلال عامين مع 18 لاعبا وهذا كثير وما أفكر فيه حاليا هو كيفية الوصول بلاعبي الأهلي الأساسيين في المنتخب من ثلاثة لاعبين إلي سبعة أو أكثر وهو ما يصل إلي سقف طموحات جيل محمد بركات ومحمد أبو تريكة ووائل جمعة وباقي زملائهم وهو أمر صعب لذلك فإننا نحتاج للمزيد من العمل مع عمرو جمال ورامي ربيعة وعبد الله السعيد ورمضان صبحي ومازلت أبحث عن لاعب مؤثر يكون بديلا لأبو تريكة في الفريق. نجحت في تطوير أداء الأهلي في الفترة التي توليت فيها المسئولية.. هل تري أن عقلية اللاعبين المصريين قادرة علي التأقلم مع أي طريقة لعب؟ أنا دائما لا أميل لإلقاء اللوم علي اللاعبين، وأحب الاستقرار في التشكيل وهو ما يطمح له الأهلي كناد كبير، وقد تكون مصادفة أن يكون الثلاثي المصري الذي سبق لي تدريبهم محمد زيدان وحسام غالي وأحمد حسام ميدو كان يمكنهم التأقلم مع أي طريقة ولكن لا أنكر أنني أشعر بسعادة كبيرة بتدريب هذه المجموعة من الشباب لأننا جميعا نرغب في تحسين الأداء كل يوم ومع كل تدريب، وأعرف أن الطبيعي في مصر اختلاف مستوي أداء كل لاعب من مباراة لأخري ولكن ليس مع لاعبي الأهلي، ولدينا هدف هو أن يتصاعد الأداء من مباراة لأخري وهذه هي العقلية التي أريدها، واللاعب الحقيقي هو من يتعامل مع الكرة باحتراف باعتبارها مهنته وعلينا أن نلعب بكامل طاقتنا كل الوقت، ، لأن أسلوب الأهلي في اللعب يتطلب طاقة كبيرة، أبحث عن أبو تريكة جديد وسط لاعبي الأهلي والمؤكد أنني أسعي لتطوير أداء مجموعة اللاعبين الشباب في الفريق أمثال رمضان صبحي وعمرو جمال ومحمد هاني وأحمد حمدي ومحمد حمدي وأريد أن أصنع للأهلي فريقا يضاهي الأجيال الذهبية حيث كنت تجد لاعبين أو ثلاثة في كل مركز، لذلك فإن منهجي في العمل يركز علي تطوير أداء جميع اللاعبين. وما هي طبيعة علاقتك الحالية بحسام غالي؟ علاقتي بحسام غالي طبيعية وكنا علي اتصال دائم وزودني بمعلومات كثيرة عن الأهلي وكان أحد أسباب قبولي المهمة وفي الأسبوع الماضي تحدثت معه وصارحته بأنني كنت مخطئا في بعض الأحيان عندما كنت أستبدله في المباريات التي لعب فيها معي في توتنهام.. حسام غالي لاعب قائد يمتلك شخصية مميزة وقادر علي تنفيذ توجيهاتك. ما حقيقة تفاوض أندية إنجليزية معك في الفترة الأخيرة ؟ حقيقة لم أتلق عرضا جديا، وأنا ملتزم بتعاقدي مع الأهلي وسأبقي معه طالما نحقق البطولات ويتقبلني الجميع داخله، لأنني عندما تلقيت العرض الذي قدمه رئيس النادي من خلال وكيل أعمالي مينو رايولا واقتناعي في رغبة الإدارة في الفوز بالألقاب والبطولات دفعني للإيمان بهذه المهمة. ما هو تقييمك لأداء إيفونا وهل توافق علي رحيله بنهاية الموسم؟ لا أحد يعرف ماذا سيحدث في نهاية الموسم قد تتبدل الأمور وطموحات كل لاعب من وقت لآخر.. إيفونا لاعب يمكنه أن يصبح مؤثرا جدا مع أي فريق فهو لاعب مميز جدا بسرعته العالية ولكنه يحتاج فقط لضبط إيقاع هذه السرعة واللعب بسهولة والتركيز في إحراز الأهداف، وعندما سيستطيع تنفيذ التوجيهات الفنية والتخلص من بعض العصبية فسيصبح لاعبا كبيرا جدا، وأشار إلي أن إيفونا تأخر أداؤه بسبب اختلاف العقليات التدريبية وانضمامه للعب مع منتخب الجابون وتأثر مستواه بشكل ملحوظ فبدأت الاعتماد علي عمرو جمال. وتقييمك لأداء عمرو جمال في الفترة الأخيرة ؟ تطور كثيرا ويحتاج للاستفادة من التوجيهات لرفع مستواه بشكل أكبر وأن يكون متواضعا ودائما ما تجد الجانب الإنساني بارزا عند اللاعبين الكبار. وماذا عن أحمد الشيخ؟ يمكنه أن يكون لاعبا جيدا جدا لو استمع جيدا للنصائح ونفذها. وهل تنصح باحتراف رمضان صبحي؟ عندما تحدثت من قبل نقل عني البعض بالخطأ انطباعاتي عن فرص احتراف رمضان صبحي وكتبوا أنني قلت إنه لا يصلح للاحتراف ولكنني كنت أقصد أنه يحتاج لبعض الوقت قبل خوض هذه التجربة لأنه لم يصل إلي مرحلة النضج التي تكفل له النجاح، وخلال مشواري التدريبي قابلت المئات من هؤلاء اللاعبين الذين ضلوا طريقهم بسبب سوء التوقيت. وهل تتابع اللاعبين الشباب في النادي؟ أكيد.. لأن النادي لديه لاعبون شباب كثيرون علي مستوي عال من بينهم أحمد حمدي ومحمد حمدي كما اننا نتابع اللاعبين المعارين مثل كريم نيدفيد الذي يحتاج لضبط تسديداته علي المرمي ليصبح لاعبا فعالا بشكل أكبر. دائما تشكل عملية الإحلال والتبديل وقائمة الموسم الجديد في الأهلي هاجسا عند الجمهور وشغفا عند الإعلام.. كيف تري هذا الأمر؟ عملية التغيير أمر طبيعي في فرق كرة القدم ولكن مع الأهلي يجب أن يكون بحساب لأن الفريق شهد انضمام 18 لاعبا جديدا خلال عامين وهو عدد كبير والتغيير بشكل موسع قد يضر الفريق ولذلك فإن هذا الموضوع يبقي محل دراسة ويأتي في وقته. وما هي انطباعاتك بعد خمسة أسابيع قضيتها داخل أسوار الأهلي؟ تدريب أندية كبيرة مثل توتنهام وهامبورج يمثل نجاحا كبيرا لأي مدرب ولكني فخور أيضا بوجودي وانتمائي للأهلي الآن، أعمل بكل إخلاص من أجل الفريق وأسعي لكتابة تاريخ جديد معه.