أثار إعلان قس بإحدي كنائس فلوريدا عزمه علي إحراق المصحف الشريف اليوم، في ذكري حادث تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك، موجة من الاستياء الشديد لدي جميع الطوائف الدينية المسيحية واليهودية، وأدانته وزيرة الخارجية الأمريكية ووصفته بأنه عمل مشين ومخز، وقال وزير العدل الأمريكي أنه عمل خطير وأحمق، وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه عمل غير محترم تجاه ديانة عظيمة، وقد اجتمع الزعماء الدينيون المسيحيون واليهود بكل طوائفهم وأصدروا بيانا أكدوا فيه أن هذا العمل يدل علي التعصب الأعمي.. ولكن لزم قراءة تاريخ ما بعد 11 سبتمبر 2001. منذ ذلك التاريخ والمسلمون يعانون دروبا من الإضطهاد، ويلاقون صنوفا من التطرف والتعصب الأعمي، بدءا من نشر الصحف الدنماركية لرسوم مسيئة لرسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.. وعروجا علي اجتياح أفغانستان وقتل شعبها المسلم دون هوادة.. ليمتد الصلف التتاري إلي العراق، الذي أتي بمباركة من الرئيس الأمريكي السابق بوش الأبن، بما أعلنه من حرب صليبية علي الإسلام والمسلمين ليصب غضبه علي العراق وعلي شعبها بدعوي محاربة الإرهاب وإفشاء الديموقراطية، وتنتهي الحرب ليكتشف العالم كذب الدعوي والإفتراء، ونجد العراق وقد أصابها تدمير غاشم لحضارتها، وتشتيت لوحدة شعبها، ونهب لثرواتها!.. وتزداد موجة الكراهية للمسلمين وتستغلها إسرائيل أبشع استغلال وتشن حربها علي لبنان، ولولا وحدة شعبها لما انتصرت علي الغطرسة الإسرائيلية، ولما فكان لها من غلبة.. ويأتي الرئيس الأمريكي الحالي أوباما محاولا أن يصحح مفهوم العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي، حيث أتي إلي قاهرة المعز قلب العالم الإسلامي ليطلق مبادرته نحو المفهوم الجديد، وما لبث أن أطلق دعوته حتي تكاتف اللوبي الصهيوني ليبدد نواياه، وبعدها تشن إسرائيل حربا شعواء علي الفلسطينيين في غزة، حينها هبت شعوب العالم في مظاهرات هي الأولي تشجب وتستنكر ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية وحصار طويل لم يكن له مثيل في تاريخ الإنسانية، وتستمر إسرائيل في عدوانها لا يهمها رفض العالم!.. وتسقط مروة الشربيني ضحية للتطرف الأعمي في ألمانيا.. ويظل الإسلام والمسلمون يعانون، وتظل انتهاكات الإسرائيليين للمسجد الأقصي، وتعلو صرخات واإسلاماه من شتي أرجاء المعمورة، ويظل الحال علي ماهو عليه!. وكل عام وأنت عزيزي القاريء والإسلام والمسلمون بخير.