وكأنه ومضة نور برقت ثم اختفت وتركتنا في ظلمات وقهر أيامنا.. انقض رمضان وستختفي معه ما عشنا فيه من بركات ورحمات ومغفرة وعتق من النار إن شاء الله. مرقت أيامه مسرعة ليتركنا ننتظره بلهفة وشوق لنعيش أيامه ولياليه مجدداً إذا أمد الله في أعمارنا ومن علينا ومنحنا هذه المنحة الغالية. ولأن المتبقي منه ساعات قليلة فلنجعلها لحظات مخلصة وصافية لله ولنرفع أكف الضراعة له ونسأله أن يحفظ لنا بلادنا ممن يتربصون بها ويريدونها ضرابا ودمارا وأن يحفظها ممن لايخافون الله ويستبحون كل شئ وأن يحفظها ممن يريدون الاستيلاء علي ثرواتها وإذلال أهلها وتكدير معيشتهم، وان يرحمها ممن يتكلمون كثيراً ولا يعملون بما يقولون وأن يحفظها ممن يخدرون الناس المتلهفة بوعود يعلمون مسبقاً أن تحقيقها مستحيل في ظل الظروف التي نعيشها. ولنستغل هذه اللحظات الغالية التي يعلم الله وحده هل سنعيشها ثانية أم انه سيحرمنا حلاوتها، في التضرع إليه أن يكفينا شر أنفسنا وأن يزرع في روع كل من تسول له نفسه قتل أو سرقة ما ليس من حقه أو ترويع الآمنين. إن الدوام لله وسيلقي جزاءه في الدنيا والآخرة وليس ما يحدث لمن ظلمونا ببعيد!! ولنطلب من الله أن يساند من يتولون رعاية هذا الشعب في كل المواقع ويعينهم علي تأدية ما كلفوا به دون تباطؤ ولا تراخ وأن يفوا بما أقسموا عليه بمراعاة الله في أعمالهم وأقوالهم ومراعاة حق العباد بعيداً عن المصالح وبهجة الجلوس علي الكراسي والمواكب والاحتفالات والاستقبالات. ولنعزز طلبنا إلي الله بألا تغيب الشمس حتي يغير المسئولون بالكهرباء محطاتهم أو يفتتحوا محطات جديدة وأن يوفقهم في تصدير مزيد من الكهرباء لإنارة بيوت الجيران وإظلام حياتنا وتدمير أجهزتنا ومنازلنا وسمعتنا الدولية!!. ولندعو الله من قلوبنا ان يساعد ويساند من يتولون آمننا وأماننا علي تأدية مهمتهم المستحيلة في تأميننا، فقد بلغت القلوب الحناجر من البلطجة والفوضي والفزع والخوف وعدم الاستقرار والأمان والهمجية. وحسبي الله ونعم الوكيل وكل عام وأنتم بخير.