اشتهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي، تخرج في كلية الطب ، ثم حصل علي الدكتوراه ، لكن عشقه للأدب جعله يتجه للكتابة الأدبية ، و قدم سلاسل ما وراء الطبيعة وفانتازيا وسافاري، وروايات عالمية للجيب، ويوتوبيا والسنجة وإيكاروس، والعديد من الكتب ومجموعات قصص قصيرة، من أشهرها « الآن نفتح الصندوق » و«أكواريل»، يفضل كتب أحبها مثل « علموني لسلامة موسي، وعاشوا في حياتي لأنيس منصور»، أهم الشخصيات التي آثرت في حياته، « نجيب محفوظ، وصلاح جاهين، ويوسف إدريس، وإدجار آلان بو، وستيفن كنج» ، الأديب والطبيب أحمد خالد توفيق يدلي بشهادته من واحد إلي عشرة: أنطون تشيكوف.. أثر لا يمحي اكتشفت هذا الأديب الروسي العظيم في سن مبكرة جدًا. سحرتني قصصه القصيرة، ودقة الجراح والطبيب التي يشرّح بها حياتنا، وعرفت فيما بعد أنه مدرسة قصة قصيرة أساسية مع مدرسة جي دي موباسان، لكن قصص تشيكوف نسيج رقيق من الحياة لا يتمتع بالحبكة المبهرة المميزة لقصص موباسان، قال النقاد إنه كان يقول في كل أدبه «أنتم تعيشون حياة سيئة يا سادة»، وكانت قصصه ذات السخرية الراقية البسيطة تتكلم عن الشخص العادي الذي يفرح عندما يري اسمه مذكورًا في حادث سير فيشتري كل نسخ الجريدة، لقد ترك هذا الأديب أثرًا لا يمحي في روحي وأدبي. محمد حسنين هيكل.. فن الصحافة كان بيتي ذا ميول ناصرية وكان أبي يعشق كتابات هيكل، احتجت لوقت طويل حتي أفهم أول كتاب وقع في يدي من كتبه، « إيران فوق بركان» ، اكتشفت وقتها كيف تتحول الصحافة إلي فن، وكم الجهد المبذول في استكمال كل جوانب القضية، ثم وجدت كتابه الممتع «خريف الغضب» ، وبدأت ألاحق كتبه في كل مكان، وقد أذهلني هذا العقل الجبار بقدرته علي التحليل واسترجاع الوثائق والبحث في الصحافة العالمية، أعتقد أنني أحفظ معظم كتبه، لا أعرف ما إذا كان مسئولاً عن كل ما اتهموه به، فالدعاية المضادة ضده قوية جدًا وبرحيله فقدت مصر رمزًا ثقافيًا بالغ الأهمية. محمد عفيفي.. ابتسم من فضلك في المدرسة الابتدائية قابلت كتابه «ابتسم من فضلك» وضحكت كثيرًا بطبيعة الحال، لكني مع تقدم السنين فطنت إلي أن هذا الرجل الوديع الخجول صديق نجيب محفوظ في شلة الحرافيش، هو أقرب لفيلسوف فنان ساخر يذكرنا بأوسكار وايلد أو برنارد شو. كان عزوفًا عن الأضواء ويمكنك بصعوبة ان تجد صورة أو اثنتين له علي النت كلها، وقد ترك رواية بديعة هي التفاحة والجمجمة وترك حشدًا من قصص قصيرة شديدة البراعة، كما ترك حشدًا من المقالات الساخرة الراقية. ثم أنهي المعزوفة بكتابه المذهل «ترانيم في ظل تمارا» الذي ودع به العالم. سامي السلاموني.. غرام السينما عرفته من مجلة الإذاعة والتليفزيون منذ كان شابًا ثائرًا مناديًا بسينما مختلفة، ثم صار كهلاً ناضجًا أكثر قبولاً للواقع، أسلوب أدبي راق وممتع يمتزج بثقافة عالية وروح سامية، ثم حاسة سخرية مذهلة، مع سامي السلاموني وقعت في غرام السينما وكنت اشاهد الفيلم ثم أقرأ ما كتبه عنه لأري مدي توفيقي، أعتقد ان لدي أكبر مجموعة من مقالاته التي نشرها بين مجلة الاذاعة والتلفزيون والفنون والهلال والكواكب، كانت بيني وبينه عدة مراسلات ونصحني بأن أحترف الأدب ، وعندما توفي شعرت بأنني فقدت أبًا. أمل دنقل.. هذا الرجل كنت أكتب الشعر لفترة طويلة أيام الكلية، وكنت أشعر انني علي الطريق الصحيح، لكن القلم ظل يخذلني فهو لا يريد أن يكتب سوي الشعر العاطفي بينما أرغب أنا في آفاق أكبر، قرأت صلاح عبد الصبور وأثر في كثيرًا، لكن قرأت مقالاً ليوسف إدريس يطالب فيه الدولة بعلاج شاعر عظيم اسمه أمل دنقل، قرأت قصائد هذا الشاعر ذي الاسم الغريب فذهلت، هذا الرجل يكتبني. ما أريد قوله ولا أقدر، يقوله هو بسلاسة، ولا شك ان قصيدته لا تصالح قد تركت علامة لا تمحي في جيل كامل، لحقت به بينما هو يفارق الغرفة البيضاء إلي عالم آخر، لكنه ترك أوراقه كلها. يوسف شاهين.. يخاطب الغرب ما زلت أعتبر فيلم الأرض أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفي فترة تكوين الوعي صار هذا المخرج العبقري العصبي أيقونة للشباب المثقف، أذكر كم المناقشات بيننا حول فيلم عودة الابن الضال أو انتظارنا لفيلم حدوتة مصرية، كان مختلفًا دائمًا ويقدم سينما محكمة، غير انني مع الوقت بدأت أدرك أنه يكون في أفضل حالاته عندما لا يكتب القصة ولا السيناريو، طبيعته العصبية كانت تحيل القصة شيئًا غير مفهوم يحتاج لعدة مشاهدات، كما أنه في مناسبات عدة كنت تشعر بأنه يخاطب الغرب، مثل فيلم المهاجر أو وداعًا بونابرت. دستويفسكي.. الجريمة والعقاب قرأت الكثير لهذا الأديب الروسي المخيف ، لكن يصعب أن أقول إنني قرأته جيدًا. إنه أعمق وأخطر وأكثر جهامة من أي قراءة لأعماله، لقد ترك الروس علامة عميقة في تفكيري وكتاباتي، بالذات كتاب ما قبل الثورة مثل تشيكوف وجوجول وبوشكين وتورجنيف، لكن دستويفسكي بالذات ظل بالنسبة لي مثالاً غير قابل للتقليد، قرأت الجريمة والعقاب والاخوة كرامازوف وعشرات القصص الأخري، وانبهرت لكن فاتني الكثير بالتأكيد، لو كان قد صب شيئًا في نهر كتاباتي فلسوف أشعر بفخر حقيقي. مارك توين.. جبل جليد الساخر الأمريكي العظيم طويل اللسان، قرأت له تحفته توم صوير في وقت مبكر جدًا ، ثم استعرت هاكلبيري فان من مكتبة المدينة، من جديد أعجب بكاتب ساخر أقرب لفيلسوف ، كما أن قدراته علي وصف النفس البشرية بضعفها وغبائها مذهل حقًا، معظم مقالاته نشرت في مجلات مثل كتب للجميع أو المختار من ريدرز دايجست، وفيما بعد تحسنت لغتي الإنجليزية حتي استطعت أن أقرأ الكثير مما لم يترجم له، وقد قدمت له عدة مجموعات مختصرة للشباب، وبدأت مشروعًا لترجمة «حياتي علي المسيسبي» لكنه لم يكتمل قط. أوجست رينوار.. ترك بصمة كان الرسم يفتنني دومًا، وفي الثلث الأول من حياتي كانوا يعرفونني كرسام ولا يعرفون انني اكتب، رأيت الكثير من اساليب الرسم وكنت أصغر بالتأكيد من فهم شاجال وبيكاسو، لكن في الوقت نفسه شعرت أنني بحاجة لشيء أفضل من عدسة الكاميرا كما يقدمها رافاييل وكونستابل وجينزبورو، ثم اكتشفت الفن التأثيري ، طريقة مزج الألوان وامتزاج الضوء، عشقت رينوار بعينه التي تفتش عن ضوء الشمس ولوحاته التي تتوهج من الداخل، هذا الفنان ترك بصمة دائمة في رسمي، ثم كففت عن الرسم، لكن الثقافة نوع من الطاقة يمكن أن يصير في أي صورة أخري. فؤاد عبد المجيد.. دعاني اشتهر فؤاد عبد المجيد المستكاوي بعد ما صار علي المعاش، عرفته في الكلية، مع ذلك الصوت الرخيم الذي كان ينشد الموشحات خلف فرقة رضا، ثم شريطه الأول « دعاني» ، الذي كان ظاهرة بين طلبة الكليات وقتها، سنه المتقدمة ومواويله الساحرة ، كل هذا يعطيه طابعًا خاصًا لا ينسي، واشتريت كل شريط له ، ومنها موشحات عفاف راضي التي لحنها. لكنه انطفأ بسرعة وتوف كأنه لسان برق أضاء الكون ثم تلاشي.