واصلت السلطات البلجيكية أمس تعقب المشتبه بهم في الاعتداءات التي ضربت العاصمة بروكسل، جاء ذلك بينما اشتبكت الشرطة مع متظاهرين يمينيين رفضوا الاذعان لقرار الحكومة إلغاء المظاهرة بسبب مخاوف امنية. وواصل عشرات الاشخاص التوجه في احد الفصح إلي ساحة البورصة، واضاءت مجموعات منهم شموعا واحيت ذكري الضحايا بصمت، بحماية قوات الامن. ورغم إلغاء المسيرة الكبيرة التي كانت مقررة امس بسبب مخاوف امنية، استخدمت شرطة مكافحة الشغب خراطيم المياه لتفريق نحو 300 متظاهر قومي في ساحة البورصة ارتدوا الاسود واطلقوا شعارات مناهضة لتنظيم «داعش» الذي تبني هجمات الثلاثاء. واتهم بعض المتظاهرين «الدولة بالتواطؤ مع داعش» ورشقوا قوات الامن بمقذوفات حارقة. وسرعان ما اتسع نطاق المواجهة من جانب المتظاهرين القوميين مع من يقصدون ساحة البورصة لتكريم الضحايا. وقالت الشرطة انها اعتقلت عشرة متظاهرين قوميين فيما ندد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال «بشدة بهذه التجاوزات». وفي وقت سابق، أجرت الشرطة 13 عملية دهم جديدة في اطار البحث عن متورطين في الهجمات، وتم توقيف اربعة اشخاص. وحاول المحققون التأكد مما إذا كان فيصل شفو، المشتبه الوحيد لصلته المباشرة بالهجمات، هو «الرجل صاحب القبعة» الذي وضع قنبلة في مطار بروكسل ورافق الانتحاريين ابراهيم البكراوي ونجم العشرواي، وهما بالاضافة إلي انتحاري المترو خالد البكراوي، علي ارتباط وثيق بالمجموعة التي شنت هجمات باريس في نوفمبر 2015. وسلطت عملية اعتقال احد الاشخاص في ايطاليا، واتهام اخر في بلجيكا، الضوء مجددا علي تقاطع المجموعات الجهادية الفرنسية والبلجيكية، اثر هجمات راح ضحيتها 130 قتيلا يوم 13 نوفمبر في باريس، و28 قتيلا الثلاثاء الماضي في بروكسل وفق حصيلة معدلة. واعتقلت السلطات الإيطالية امس الاول المواطن الجزائري جمال الدين عوالي البالغ 40 عاما في منطقة ساليرنو في جنوب البلاد بناء علي طلب القضاء البلجيكي. وافادت وسائل اعلام ايطالية ان عوالي يشتبه بانه شارك في تزوير وثائق استخدمها الانتحاريون في باريسوبروكسل. وفي نفس الوقت وجهت السلطات البلجيكية التهمة إلي مشتبه به اخر في تحقيق منفصل يتعلق بهجوم محتمل تم احباطه الخميس الماضي في باريس، عرفته باسم «عبد الرحمن أ». ووجهت اليه السلطات البلجيكية اتهامات ب»المشاركة في نشاطات مجموعة ارهابية». يأتي ذلك في إطار التعاون مع السلطات الفرنسية التي اعلنت انها أحبطت خطة اعتداء «في مرحلة متقدمة» بتوقيف الفرنسي «رضا كريكيت» (34 عاما) وقد عثرت في منزله علي أسلحة ومتفجرات في شقته في إحدي ضواحي باريس. وفي هولندا، قال الادعاء العام إن الشرطة اعتقلت امس رجلا (32 عاما) في روتردام يشتبه بأنه كان يعد لهجوم في فرنسا. وأقر وزير الداخلية البلجيكي جان جامبو, بوجود تقصير في اداء الشرطة وبالاختراقات الأمنية للاستخبارات البلجيكية والتي أدت إلي العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات ومئات المصابين. وقال الوزير البلجيكي ان اخطاء قد ارتكبت في المتابعات التي حدثت بعد الهجمات. كان وزير الداخلية ووزير العدل البلجيكيان قد قدما استقالتيهما بعد الأحداث الدامية التي شهدتها بروكسل باعتبارهما يتحملان مسؤولية ما حدث, إلا أن رئيس الوزراء رفض قبول الاستقالتين.