لازالت سانت كاترين تستقبل القادمين اليها لتسلق الجبل وصعود نحو 2600 متر من أجل الفوز بتلك اللحظة الرائعة وهي مولد الشمس واختراق أشعتها طبقات السحاب المتراكم لتعلن عن شروق يوم جديد ومختلف لهؤلاء المغامرين الذين تحملوا كل المشاق من أجل الفوز بهذه الجائزة.. ويعشق معظم زوار منطقة سانت كاترين من المصريين أو الأجانب صعود أعلي الجبل لمشاهدة لحظة الشروق في هذه المحمية المذهلة في كل شيء سواء جوها أو طبيعتها أو أحاسيس الطمأنينة التي تغمرك وأنت فيها، وهي لحظة لا يمكن وصفها وكما يؤكدون تستحق هذه المغامرة الصعبة، والتي تحتاج إلي اتباع تعليمات السلامة والأمان بدقة، وكما يقول سليمان الجبالي أحد أبناء قبيلة الجبالية، فقبل الصعود لابد أن تكون مجهزاً بملابس ثقيلة لا تمنع مرونة حركتك.. جاكت عازل للحرارة.. كوفية عريضة.. جوانتي.. وآيس كاب، وكذلك حذاء له نعل قوي ومرن.. وبطانية.. وإذا لم تكن معك تستطيع تأجيرها من علي قمة الجبل بمبلغ 15 جنيهاً.. ويحرص الجبالي علي تلقين كل من يصعد التعليمات الأساسية للسلامة.. لا تبعد عينيك عن المرشد الذي يصحبك.. واجعل أذنك مع أي كلمة يقولها.. ولا تستمع لكلام أي شخص سبق له الصعود لأن ذلك «هيوديك في داهية»، لأن جبل سانت كاترين متغير الأحوال، وعندما تشعر بأي تعب أبلغ المرشد البدوي الذي يصحبك لأنه في العادة يكون هناك مرشد بديل للنزول مع هذه الحالات وتوصيلها لأقرب مركز إسعاف.. ويقول لنا المهندس أشرف شتا ان تسلق الجبل يستغرق عادة 3٫5 ساعة ويبدأ بصعود مدق جبلي وعر، ثم السير في منطقة مستوية بها العديد من الكافتيريات وأماكن الاستراحة، ثم يتم بعدها الصعود علي سلم شبه عمودي من 170 درجة، ويصف هذه المرحلة بأنها الأخطر لاحتمال التعرض للدوار من منظر السفح. ولم تكن مهنة مرشد تسلق الجبل في سانت كاترين سهلة، وكما يقول الشيخ فرج محمود فرج، فقد تفتحت عيناه علي هذه المهنة وعمره 7 سنوات، ولم يصبح خبيراً فيها إلا بعد 35 عاماً، وحدث نفس الشيء للشيخ موسي أبوهيم، والذي يوضح لنا أن هذه المغامرة لها استعدادات خاصة ليس فقط في الملابس، ولكن في التجهيزات. ورغم كل هذه المخاطر لازال الكثيرون يقبلون علي هذه المغامرة، وكما تقول لنا هالة الحديدي من رشيد، فقد استمتعت بها وحرصت علي أن تحصل علي تذكار قبل رحيلها وهو قطعة من كسر الجبل، والنقوش في داخله رسم أقرب لشكل الشجرة وهو نقش موجود في كل الصخور.