دخلت القوات السورية أمس مدينة تدمر الأثرية التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ مايو الماضي، في إطار عملية عسكرية أطلقتها قبل عدة أيام بدعم جوي روسي. وقال التلفزيون السوري الرسمي: إن الجيش أصبح في «قلب» المدينة، وبث صوراً ومشاهد من داخلها، مشيراً إلي أن القتال مع عناصر داعش يتركز في محيط المنطقة الأثرية جنوب غربي المدينة. ومع استمرار تقدم القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها، دعا تنظيم داعش المتشدد عبر مكبرات الصوت نحو 15 ألف مدني يقيمون في تدمر إلي مغادرتها. وقال التلفزيون السوري: إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تقضي علي آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش في فندق ديديمان تدمر ودوار الزراعة علي المدخل الجنوبي الغربي للمدينة». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الاشتباكات في تدمر تركزت في بساتين حي الغرف بالجزء الجنوبي الغربي للمدينة, وبالقرب من حي المتقاعدين بالجزء الغربي بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية الروسية والسورية ضربات مكثفة. وكان القوات الحكومية قد سيطرت علي جبال الهيال علي مشارف المدينة، التي بقي فيها 15 ألف مدني من أصل 70 ألف نسمة قبل سيطرة داعش. وتعد معركة تدمر حاسمة للجيش السوري، لأنها ستفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية من التنظيم، وصولا للحدود السورية العراقية شرقا»، أي مساحة تصل إلي 30 ألف كيلومتر مربع. ويسيطر داعش علي مدينة تدمر المدرجة علي لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ مايو الماضي، وعمد منذ ذلك الوقت إلي تدمير العديد من معالمها الأثرية، ومن بينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل. من جهة أخري، بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في موسكو أمس محادثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لتقريب مواقف البلدين بشأن تسوية النزاع السوري ومستقبل الرئيس بشار الأسد. وقال كيري عند بدء اللقاء إن اتفاق وقف الأعمال القتالية، رغم هشاشته، أسهم بشكل كبير في تراجع أعمال العنف. وأضاف: إن الأطراف الدولية ترغب في رؤية مزيد من التراجع في مستويات العنف وتدفق أكبر للمساعدات الإنسانية.