الرئيس خلال اجتماعه أمس مع مثقفى وأدباء مصر «تصوير : أحمد فؤاد» السيسي يدعو المثقفين لتشكيل مجموعات عمل لبحث القضايا الوطنية والتحديات الدول لا تقوم إلا بالعرق والجهد.. وأكافح من أجل استقلال القرار الوطني بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس سلسلة من اللقاءات التي يعتزم إجراءها مع مختلف قوي المجتمع الفكرية والسياسية والاقتصادية، بهدف تحقيق المزيد من التواصل والتعاون، للتصدي للتحديات وصياغة رؤية مستقبلية لمصر تقوم علي أساس الحوار والمشاركة المجتمعية. التقي الرئيس بمقر رئاسة الجمهورية مع 24 من الأدباء والمفكرين بحضور وزير الثقافة. وقد أكد الرئيس خلال اللقاء الذي امتد لنحو 3 ساعات، علي أنه ليس رئيساً لمصر ولكنه ابنها، وقال إنه لا أحد يستطيع البقاء في موقع الرئاسة أكثر من الفترة المقررة له، وقال السيسي إن الدول لا تقوم إلا بالعرق والجهد، مشيراً إلي أنه يكافح من أجل استقرار القرار المصري. وأضاف السيسي : «في رقبتي 90 مليونا» وحريص علي التوازن بين أمنهم واستقرار الدولة، وبين تأمين الحقوق والحريات. وقال الرئيس إن ثورتي المصريين لهما آثار إيجابية وسلبية، ولكن البعض يغفل الآثار السلبية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس استمع إلي رؤي ومقترحات الحضور، التي تناولت التأكيد علي أهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والنقابات المهنية في جهود التنمية الشاملة، بما يدعم البُعد التنموي لدور تلك المؤسسات. كما لفت الحاضرون إلي أهمية دور الإعلام والعمل علي ضبط الأداء الإعلامي وتصويب ما يشوبه من قصور في الآونة الأخيرة، فضلاً عن قيامه بإظهار الصورة الحقيقية والتعريف بالجهود التنموية التي تبذلها الدولة وما حققته من إنجازات في هذا الصدد، مع التركيز علي قضايا الوطن المحورية لتعريف المواطنين بالحقائق من منظورٍ يستهدف تحسين الأداء والمساهمة في دفع عملية التنمية. ونوَّه الحاضرون إلي أهمية تدارك مشكلة الاستقطاب والانقسام اللذين يهددان العديد من دول المنطقة، منوهين إلي أنهما أصبحا يسودان مختلف مناحي الحياة في العديد من دول المنطقة سواء علي الصعيد السياسي أو الثقافي أو الديني، وأكد الحضور علي أهمية التصدي لجميع محاولات تهديد أو تقسيم الدول العربية. وشدد الحاضرون علي أهمية ضمان حرية الرأي والتعبير دون قيود، وتوفير بيئة مواتية لازدهار الفكر والثقافة بما يتناسب مع كون مصر دولة مدنية، منوهين إلي أن مصر كانت لها إسهاماتها الفاعلة في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعدد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة. وذكر السفير علاء ويوسف أن الحضور أكدوا علي الصلة الوثيقة بين المشكلات الاقتصادية وبين تدهور السلوك الاجتماعي وانتشار الفكر المتطرف، منوهين إلي أن جهود الإصلاح الاجتماعي وتجديد الخطاب الديني، يجب أن تتزامن مع التوصل إلي حلول عملية للمشكلات الاقتصادية. كما أكدوا علي أهمية النهوض بقطاعيّ الصناعة والزراعة في مصر ومكافحة البطالة، فضلاً عن تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية وليس للنمو فقط، علاوة علي عدالة توزيع الدخول. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس عَقَّب علي مداخلات المتحدثين بالتأكيد علي أن أعظم إنجازات ثورتيْ المصريين هو القضاء علي احتكار السلطة أو البقاء فيها ضد إرادة الشعب المصري. ونوه إلي أن الأولوية خلال المرحلة الراهنة هي الحفاظ علي الدولة المصرية وصيانة مؤسساتها، مع العمل علي إصلاحها. وأكد الرئيس حرص الدولة علي تحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات وبين الاعتبارات الأمنية الضرورية لاستقرار الدولة ومواصلة مسيرتها ، أخذاً في الاعتبار مسئولية الدولة عن مصير ومستقبل 90 مليون مصري. وأشار الرئيس في هذا الصدد إلي أنه تم الإفراج عن أربع دفعات من المحبوسين بمبادرات من المجلس القومي لحقوق الإنسان، وشباب الإعلاميين. وأكد الرئيس علي ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لتوفير ظروف إنسانية أفضل لمحدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية مثل قاطني العشوائيات، وذلك جنباً إلي جنب مع الحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها. ونوه الرئيس إلي حرص الدولة علي توفير فرص العمل، موضحاً أن المشروعات التنموية التي تنفذها الدولة وفرت ما بين 2-3 ملايين فرصة عمل. وشدد الرئيس علي أن الدول لا تقوم إلا بالعرق والجهد، وأنه حرص علي مصارحة الشعب المصري منذ البداية بصعوبة الواقع الاقتصادي في مصر، الذي يقتضي تكاتف الجهود وتحمُل الظروف الصعبة حتي تحقق البلاد مستقبلا أفضل. وأشار الرئيس إلي أنه علي الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية لمصر إلا أنها حافظت علي استقلال القرار الوطني، وراعت مصالح شعبها قبل أي اعتبار آخر. وشدد الرئيس علي أن حرية الإعلام تستهدف منح هذا القطاع الحيوي الفرصة للتنظيم الذاتي والقيام بدوره الوطني في تلك المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن، مشيراً إلي أن العديد من الحاضرين يعملون في هذا المجال وتُتاح لهم الفرصة للتعبير عن رؤاهم وتوجهاتهم في العديد من المنابر الإعلامية. وفي إطار أهمية دور المثقفين والمفكرين في المشاركة في قضايا الوطن، دعا الرئيس الحاضرين إلي تشكيل مجموعات عمل يضمون إليها من يرون من الخبرات المصرية للتباحث بشأن مختلف القضايا الوطنية والتحديات التي تواجه الدولة المصرية، مع طرح سُبل التصدي لتلك التحديات علي أرض الواقع. وأوضح الرئيس أنه سيلتقي بالحاضرين بعد شهر لمناقشة ما تم التوصل إليه من توصيات في هذا الشأن، مشدداً علي إيمان الدولة المصرية بأهمية الحوار والمشاركة المجتمعية، ومنوهاً إلي أنه لا احتكار للسلطة في مصر، فرئيس الدولة ذاته هو اِبن من أبناء مصر.