ماتقوله الهجمات الارهابية التي وقعت بالامس في بلجيكا.. هو نفس ماتقوله الهجمات الخسيسة التي تشهدها ارض سيناء.. وهو ان الحرب ضد الارهاب صعبة وطويلة. وانه لابديل عن المواجهة الشاملة، وأن أي تأخير في هذه المواجهة سيكون ثمنه فادحا. كان هذا موقف مصر من البداية.. حتي عندما كانت تقف في مواجهة الارهاب وحدها، بينما كان البعض يغمض عيونه عن الخطر، وكان البعض يعاقب مصر «!!» لأنها تواجه الارهاب، ويفرض الحصار عليها خدمة للجماعات الهمجية، ويعتبر اسقاط حكم الاخوان الفاشي.. خطيئة ينبغي أن نحاسب عليها!! ويتصور أنه قادر باستخدام هذه الجماعات ان يعيد الحياة لمخططاته لتمزيق المنطقة والتي كان تحالفه مع الاخوان والدواعش جزءا اساسيا فيها!! الآن يضرب الارهاب الاسود بكل حقارة في بلجيكا، وقبلها كانت الضربة في فرنسا وتونس. وتمتد الضربات الارهابية من قلب افريقيا الي شرق آسيا. من ظنوا انهم قادرون علي حصار الارهاب في العراق وسوريا، أو حتي في المنطقة العربية، يدركون اليوم صحة موقف مصر منذ البداية حين نبهت الي أنه مالم تكن هناك حرب شاملة ضد جماعات الارهاب كلها.. فإن الخطر سيمتد الي كل انحاء العالم.. أما نحن في مصر فنعرف اكثر من اي وقت مضي قيمة ما فعلناه حين اسقطنا حكم الاخوان الفاشي في 30 يونيو، وحين قاتلنا جماعات الارهاب التي كانت ومازالت تتلقي الدعم الخارجي من قوي اقليمية ودولية مازالت تتوهم انها قادرة علي كسر ارادة مصر. واليوم واكثر من اي وقت مضي ندرك ان دم شهدائنا الأبرار لم ولن يذهب هدرا، انه الثمن الغالي الذي تدفعه مصر لكي لايأخذها الارهاب الاسود الي مجاهل التخلف وظلام العصور الوسطي، ولكي نحافظ علي استقلال الوطن ووحدة اراضيه وكرامة ابنائه. نعرف ان المعركة صعبة وطويلة، ولكننا نثق في أن استئصال الارهاب سيتم وان جيشنا الوطني قادر علي حسم الامر، والقصاص لشهدائنا الابرار، وانهاء أي وجود لعصابات الارهاب مهما اختلفت راياتها، أو تنوعت مصادر دعمها بالمال والسلاح. جيشنا قادر علي حسم المعركة والشعب كله هو السند لاتهاون في القصاص لشهدائنا، ولاتخاذل او اختلاف ونحن في قلب الحرب لامصالحة مع قتلة ابنائنا كما يروج العملاء. ولاتسامح مع اي طرف داخلي او عربي أو دولي يقدم الدعم لعصابات الارهاب الخائنة للوطن والدين. المجد لشهدائنا الابرار. والمساندة الكاملة لجنودنا البواسل وهم يواجهون عدوا خسيسا. والنصر لمصر التي تعرف جيدا كيف تتوحد في مواجهة الخطر.