لم يعد الأمر مجرد تمثال مشوه هنا، أو تمثال مشوه هناك... عشرات التماثيل القبيحة تحتل مداخل المدن والمحافظات، قام بتصميمها وتنفيذها مقاولون لا فنانون، والنتيجة دائما فضيحة جمالية وإهانة للتاريخ والحضارة..بعض هذه التماثيل احتج أهالي المدينة عليها، وقاموا بالفعل بإزالتها، كما فعل أهالي مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، مع التمثال المشوه (لرأس نفرتيتي)!!.. والبعض الآخر من التماثيل، لايزال يواصل تخريبه الجمالي وتلويثه البصري (تمثال عروس البحر، في مدينة سفاجا بالبحر الأحمر.. وتمثال العقاد بأسوان..) وأحدثها كارثة تمثال الزعيم (مصطفي كامل) المقام في مدخل قرية (دنشواي) بمحافظة المنوفية.. التمثال يصور مصطفي كامل بجسمه كاملا، يرتدي بالطو وطربوشا، وابتسامة بلهاء تغطي الوجه، بينما يشير بيديه إلي الأمام، التمثال تحيط به الأسلاك الشائكة دون منطق.. التمثال بأكمله أقرب إلي اللون البني الداكن، باستثناء الطربوش الذي حرص مقاول التمثال، علي إبراز لونه الأحمر، كما حرص علي (كرمشة) ملابس مصطفي كامل (البالطو والبنطلون) بصورة لافتة وغريبة، كما لو أنه يرتدي ملابس مهلهلة وقديمة، أو ملابس مبتلة.. التمثال أقرب إلي صورة (الأراجوز) أو(المخبر) في الأفلام القديمة!! والسؤال أو المساءلة الواجبة : أين وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية ؟ أين جهاز التنسيق الحضاري ؟ أين نقابة الفنانين التشكيليين ؟ أين كليات ومعاهد الفنون الجميلة ؟ وأين الفنانون أنفسهم في مواجهة كل هذا القبح، وكل ذلك التشويه المتعمد والمستمر؟، أين دورهم ومسئوليتهم في صيانة تاريخنا الجمالي والحضاري...؟