تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورًا عديدة لتمثال منحوت ينسبونه إلى الزعيم مصطفى باشا كامل، الذى سبق أن اكتتبت الأمة المصرية بجميع طبقاتها خلال عام 1910 من أجل صنع تمثال للزعيم المصرى فى منطقة وسط القاهرة، لمكانته الخالدة فى قلوب الشعب المصرى لمحاربة الاستعمار والوقوف فى وجه قوى الاحتلال والتنديد بهم فى المحافل الدولية، خاصة بعد مذبحة دنشواى، لكن مع هوجة التماثيل العصرية، التى ضربت ميادين مصر وقراها ومدنها ونجوعها خلال الشهور الماضية تم نصب هذا التمثال عند مدخل قرية دنشواى بمركز الشهداء فى محافظة المنوفية، وهو يرتدى بالطو بنى وبدلة وطربوش، ويشير بيديه إلى الأمام والابتسامة مرسومة على صفحات قناع وجهه وتحيط به الأسلاك الشائكة، ومن خلفه شجر الكافور فى قلب الريف المصرى بصورة أقرب ما يكون فيها إلى شخصية المخبر فى الأفلام المصرية القديمة. وهذا ما كان محل انتقاد وسخرية عدد من النشطاء، على خطى انتشار ظاهرة التماثيل المصرية المشوهة والمقلدة بصورة أقرب ما تكون إلى"المسخ" التى تزايدت خلال الأيام الماضية ليتم نصبها على مداخل المحافظات وعدد من المدن المصرية بطريقة نحت أثارت سخرية واستهجان الجميع من رواد السوشيال ميديا، كان أبرزهم للملكة الفرعونية "نفرتيتى" فى ميدان سمالوط بالمنيا، وتمثال الكاتب "عباس العقاد" الأقرب إلى شخصية أحمد التباع، وتمثال لأحد المدرسين عبر صورة مشوهة له فى عرض أشبه إلى "كمال أجسام" و"قبضة مازنجر" أمام المدرسة العسكرية الرياضية على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، حتى جاء الافتتاح الأخير لمحافظ سوهاج عبر تشغيل مجسم الكرة الأرضية من تصميم جهاز الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع عند مدخل كوبرى أخميم، وتمثال للرئيس عبدالفتاح السيسى ببدلته العسكرية وبجواره سيدة طويلة ترتدى الفستان الأخضر أمام مجمع التحرير، وصولًا إلى ترميم تمثال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بميدان باب الشعرية وتلوينه بشكل مزر ودهنه باللونين الزيتى والأصفر بصورة أقرب ما تكون إلى تغطيته بكريمة الشيكولاتة. أحدهم عبر عن رفضه لإهانة الزعيم مصطفى كامل بسخريته اللاذعة من الواقع، وما أصاب فن النحت المصرى من تشويه فى غمرة ما تمر به مصر من أحداث متتالية حتى وصل به الاستهجان والغضب الشعبى إلى محاولة معرفة رد فعل "فرعونى قديم ركب آلة الزمن وشاف الحكومة واللى بتعمله النهاردة فى الرموز والشخصيات التاريخية العريقة" بدرجة دفعته لتمنى الهجرة من هذا البلد بعد أن طفح به الكيل من هول ما يرى. ودوّن آخر ساخرًا أن "ده بتاع عرقسوس والزعيم مصطفى باشا كامل تقريبًا كان مستعجل قام لبس الهدوم مبلولة من على الحبل، وبالنسبة للأسلاك الشائكة دى عشان النمل ولا إيه يخرب بيت التخلف"، فى حين يرى أحدهم أن هذا هو تمثال أحمد التباع متنكر فى زى الزعيم مصطفى كامل ودى قمة الفن التجعيدى"، قائلًا: هو اللى جابه لنفسه والله لو كان يعرف إن أحفاده هيعملوا له تمثال زى ده كان غير مقولته الشهيرة إلى لو لم أكن مصريًا لارتحت نفسيًا"، وعلق عليه آخر "عاملين الزعيم مخبر والله لو كان عايش كان هيبقى لسان حاله: لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مخبرًا".