القراءة أهم مبادئ التجربة اليابانية أعطت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لليابان، دفعة قوية للحديث عن التجربة اليابانية في التعليم، وهي التجربة التي استطاعت أن تنقل دولة حطمتها الحرب العالمية الثانية الي دولة رائدة في العلوم والتكنولوجيا خلال سنوات قليلة جدا. خلاصة هذه التجربة هي مزيج بين القيم الحاكمة للمجتمع والامكانيات المادية والمبادئ الحاكمة للعملية التعليمية، والتي في مقدمتها الاهتمام بالتعليم الابتدائي فهل يمكن استنساخ تلك التجربة في مصر؟ «الأخبار» في سعيها للإجابة علي هذا السؤال قضت يوما كاملا في احدي المدارس التي تطبق المبادئ اليابانية في التعليم، وهي واحدة من 10 مدارس تطبق تلك المبادئ ضمن بروتوكول تعاون مشترك مع منظمة «الجايكا» اليابانية كما استعرضنا خلاصة تجربة الجامعة اليابانية في مصر وكانت خلاصة النتائج التي رصدناها أن تطبيق التجربة أعمق من مجرد مبادئ شكلية إذ يحتاج وفق رأي الخبراء الي ثورة شاملة في العملية التعليمية اساسها قيم المجتمع، ثم تأتي بعد ذلك السياسات التعليمية والإمكانيات المادية. «الأخبار» تقضي يوماً مع طلاب مدرسة يابانية بالقاهرة 10 مبادئ تحكم دستور التعليم.. والطلاب: تعلمنا تقدير الوقت والثقة بالنفس مدير المدرسة: نهتم بالقيم وينقصنا تطوير المناهج كانت البداية في مدرسة الشهيد عماد علي كامل بإدارة الوايلي التعليمية، حيث يبدأ طابور المدرسة في تمام الساعة السابعة والنصف صباحا.. خمس دقائق يحسبها الطلبة بالثانية يبحثون في فناء الطابور عن أي مهملات أو أوراق شجر متساقطة ويحملونها إلي صناديق القمامة حتي تدق الساعة معلنة أن التوقيت الآن هو الثامنة الا ثلث، ليصطف التلاميذ بصورة شديدة التنظيم كل تلميذ يعرف مكانه، لتبدأ مراسم طابور الصباح وتحية العلم والنشيد الوطني لمدة 20 دقيقة. بعدها يقود المعلم فصله من أرض الطابور إلي محراب العلم داخل الفصل الدراسي، وقبل دراسة المنهج، يتولي المعلم تدريب الطلاب علي طلب الكلام برفع الإصبع دون تسابق، وألا يخشي التلميذ الكلام والخطأ أمام زملائه والأهم الا يسخر زملاؤه منه عندما يخطئ. اللافت للانتباه هو الجرأة الشديدة والقدرة علي الحوار التي اكتسبها الطلاب فهم لا يخشون الحوار وهو مايدل علي ثقة بالنفس يفتقدها الكثير من الطلبة في مدارسنا العادية. كان السؤال الذي وجهناه إلي الطلاب، ووصلنا من خلاله إلي هذه النتيجة، هو، ما التغيير الذي تشعرون به بعد تطبيق التجربة اليابانية في التعليم؟ علي الفور رفع التلاميذ أيديهم بمستوي منخفض أقل من رؤوسهم، والملاحظة الهامة أن الجميع رفع أيديهم بلا استثناء وهو دليل قوة الشخصية وعدم الخوف من الحوار، وتحدثت أولا آلاء عدوي طالبة الصف السادس الابتدائي التي وقفت بشكل مستقيم وقالت أن أهم ماتعلمته هو مساعدة والدتها في المنزل فقبل ذلك لم تكن تساعدها ولكن مبادئ التجربة اليابانية علمتها معني العمل والمشاركة، كما تعلمت الاستيقاظ المبكر وفائدة النوم في الثامنة مساء. وقال الطالب حسن عصام إن وجود ساعة حائط في كل فصل جعلته يقدر أهمية الوقت، والالتزام بالمواعيد المقررة، لكل حصة وتوقيتات الراحة المحددة. وجاء الدور علي ملك إبراهيم التي قالت إن التجربة اليابانية في التعليم، علمتها الثقة بالنفس وتقدير دور المعلم وأهمية المدرسة في حياتها والنظافة والمشاركة جزء من شخصيتنا وليست مجرد منحة نقدمها للآخرين. هذه السلوكيات اكتسبها الطلاب من الأنشطة لا المناهج، وهو ما يؤكده عصام أحمد عبدالقادر مدير مدرسة الشهيد عماد علي كامل الإبتدائية.. عبدالقادر قال: إن البداية كانت مع زيارة وفد منظمة «الجايكا» اليابانية للتنمية لمصر العام الماضي، وقابل كل التلاميذ وسجل استمارات استبيان عن ممارسات وعادات كل طالب يوميا، ثم قدم لنا خريطة من 10 مبادئ تمثل أنشطة وليست مناهج وتعد أساسا للعمل في المدارس اليابانية وهو ما تم الاتفاق علي تطبيقه. وبمزيد من التفصيل يشرح عبدالقادر هذه المبادئ قائلا: «أبرزها جمع المهملات قبل طابور الصباح، بخمس دقائق، عمل ترتيب ثابت لكل تلميذ في الطابور وله رقم حسب طوله يبدأ من القصير وحتي الأطول، التنسيق والمراقبة اليومية، وتتم باختيار تلميذين يتغيروا كل يوم بالتناوب داخل كل فصل يكون لهما دور تهيئة الفصل قبل دخول المدرس والحرص علي عدم وجود ضوضاء، وهو عكس الفكرة المصرية التي تعتمد علي مايسمي رئيس الفصل والوكيل، حيث تعتمد التجربة اليابانية علي تهيئة كل الطلاب للقيادة حتي الضعفاء منهم في الشخصية». ما تفعله المدرسة يهدف إلي تأسيس الطلاب علي القيم وطريقة التفكير، ولكن التطبيق الكامل للتجربة يحتاج إلي تطوير في المناهج.