من جديد عادت مهن الصيف ل «تنتعش» مع ارتفاع درجات الحرارة، واقتراب عودة فصل الربيع، فبدأت الشوارع تستقبل نداءات باعة العرقسوس، ورنين صاجاتهم لجذب الزبائن، وتجملت محال العصير وهي تستعرض الوان الفاكهة وأنواع العصائر والمشروبات الباردة لإغراء العملاء الذين يحاولون الهرب من درجات الحرارة، ويطفئون عطشهم كل حسب قدراته المالية. عدسة «الأخبار» تجولت في عدد من الشوارع والميادين التي بدأت تستقبل باعة العصائر والمشروبات الطبيعية، وانتشرت بها عربات بيع «التمر هندي» والسوبيا والعرقسوس، بينما حاولت محلات العصيرالحفاظ علي عرشها من خلال المنافسة بترويج منتجاتها من عصائر القصب والبرتقال وكوكتيلات الفواكه من كل شكل ولون. محمد الحمصي صاحب محل عصير بمنطقة وسط البلد بدا أكثر نشاطاً وهو يقف أمام محله لاستقبال عشرات الزبائن الذين توافدوا مع ساعات الظهيرة بحثاً عما يروي عطشهم ويخفف من احساسهم بدرجات الحرارة المرتفعة، ويقول ان شهور الشتاء تؤدي عادة إلي تراجع محلات العصائر، التي تلجأ في كثير من الأحيان إلي الاستعانة بتقديم المشروبات الشتوية الدافئة للحفاظ علي نشاطها، بينما يمثل فصل الربيع والصيف ذروة النشاط لمحلات العصير، حيث تتنافس في تقديم أنواع العصائر المختلفة، وتقديم فواكه الصيف بصورة جذابة. الأطفال كان لهم نصيب واضح من الاقبال علي محلات العصير، فشعورهم بدرجات الحرارة أشد من الكبار، وهو ما يدفع ذويهم الي المرطبات والعصائر للتخفيف عنهم. التفاوت الاقتصادي كان واضحاً فيما تقدمه محلات العصائر والمرطبات، فبينما بدأت اسعار عصائر القصب والتمر هندي من جنيه واحد للحجم الصغير، واقبلت الطبقات البسيطة علي تلك المشروبات، لجأت الأسر الأكثر قدرة مادية علي شراء المشروبات الغازية وكوكتيلات الفواكه التي يبدأ سعر الأخيرة من 5 جنيهات وتصل في بعض المحلات الي 20 جنيها، ورغم هذا التفاوت، لكن يبقي العطش هو دافع الأغنياء والفقراء علي السواء للاقبال علي محلات العصائر، التي باتت الرابح الأكبر من ارتفاع درجات الحرارة، وهي تردد الأغنية الشهيرة للراحل فريد الاطرش «آدي الربيع عاد من تاني». أحمد عبد الهادي وجون سامي