اشتعال أسعار الذهب الآن.. عيار 21 سيصدمك    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي للرئيس الأنجولي    منال عوض تلتقى مع المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا لبحث سبل التعاون    الإعلام الحكومي بغزة: 12 شهيدا ومفقودا جراء المنخفض الجوي وانهيار المباني    الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان    بالصور.. أحدث ظهور للفنان تامر حسني بعد وعكته الصحية الأخيرة    مصر وقبرص تمضيان قدمًا في تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين في قطاع الطاقة    شروط بطاقة ترامب الذهبية لدخول الولايات المتحدة    الشناوي يكشف كلمة السر في بطولات بيراميدز الأخيرة    ذا صن: تفاصيل اجتماع سري بين صلاح وهيندرسون في لندن    حمزة عبد الكريم: وجودي في الأهلي شرف عظيم.. وطموحاتي كبيرة في الفترة القادمة    ضبط 7 منشآت مخالفة بالجيزة لعدم التزامها باشتراطات الترخيص    «الزراعة» تضبط مخزن لتهريب الأسمدة المدعمة بالمحلة    نفاد تذاكر دخول المصريين للمتحف الكبير    "قصة حقيقية عشتها بالكامل".. رامي عياش يكشف كواليس أغنية "وبترحل"    أحمد كريمة: «اللي عنده برد يصلي الجمعة في البيت»    ما حجم التطوير في مستشفى قصر العيني وأهم التحديات؟..رئيس جامعة القاهرة يجيب    الأهلي يراقب 4 لاعبين في مركز الظهير الأيسر    القوات الروسية تعلن تدمر 90 طائرة أوكرانية مسيرة    سلوت: أرغب فى بقاء محمد صلاح مع ليفربول.. وأنا صاحب التشكيل    جامعة المنصورة تشارك في المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار    أسعار الفراخ اليوم تصعق المربيين.. الكيلو ب 35 جنيه    رحيل الناشر محمد هاشم مؤسس دار ميريت    9 شهداء إثر انهيارات متتالية وغرق واسع جراء المنخفض الجوي في غزة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أنت صوفى ?!    28 لاعبًا في قائمة نيجيريا استعدادًا لأمم إفريقيا 2025    الرعاية الصحية: تقديم 105 ملايين خدمة بالمرحلة الأولى للتأمين الصحى الشامل    طقس اليوم.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار على هذه المحافظات    وزير الثقافة يعلن موعد انطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر ال37 بالعريش    3 ضحايا في انهيار حفرة تنقيب داخل منزل بعزبة الحادقة بالفيوم    الحصر العددي، المرشحون الأكثر حصولًا على الأصوات في انتخابات النواب بالمنيا    انطلاق انتخابات مجلس إدارة نادي محافظة الفيوم وسط انضباط وتنظيم محكم    الحصر العددي لأصوات الناخبين في دائرة المنتزه بالإسكندرية    «الصحة»: H1N1 وRhinovirus أكثر الفيروسات التنفسية إصابة للمصريين    «المجلس الأعلى لمراجعة البحوث الطبية» ينظم ندوة لدعم أولويات الصحة العامة في مصر    وزيرة التنمية المحلية تناقش مع محافظ القاهرة مقترح تطوير المرحلة الثانية من سوق العتبة    جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائي في نسخته الخامسة    ترامب يوقع أمراً تنفيذيا لمنع الولايات من صياغة لوائحها الخاصة بشأن الذكاء الاصطناعي    الصحة: إغلاق مركز Woman Health Clinic للعمل دون ترخيص وضبط منتحل صفة طبيب    رئيس جامعة العاصمة: تغيير الاسم لا يمس الهوية و«حلوان» تاريخ باق    أيمن الجميل: أدعو رجال الأعمال للاستثمار في التصنيع الزراعي والاستفادة من النجاحات التنموية الكبرى وزيادة فرص التصدير    أمريكا تغرق.. فيضانات عارمة تتسبب في عمليات إجلاء جماعية بولاية واشنطن    انطلاق القافلة الدعوية بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء إلى مساجد شمال سيناء    طريقة عمل الأرز بالخلطة والكبد والقوانص، يُقدم في العزومات    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    القطري عبد الرحمن الجاسم حكما لمباراة بيراميدز وفلامنجو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    مصرع تاجر ماشية وإصابة نجله على أيدى 4 أشخاص بسبب خلافات في البحيرة    نتيجة الحصر العددي للدائرة ال 5 بحوش عيسى بانتخابات النواب بالبحيرة    ياسمين عبد العزيز: خسرت الفترة الأخيرة أكثر ما كسبت.. ومحدش يقدر يكسرني غير ربنا    تزايد الضغط على مادورو بعد اعتراض ناقلة نفط تابعة ل«الأسطول المظلم»    أبرزهم قرشي ونظير وعيد والجاحر، الأعلى أصواتا في الحصر العددي بدائرة القوصية بأسيوط    اللجنة العامة بأسيوط تستقبل محاضر الحصر العددي اللجان الفرعية استعدادا لإعلان النتيجة (فيديو)    فيديو.. لحظة إعلان اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات البرلمانية الجيزة    رد مفاجئ من منى زكي على انتقادات دورها في فيلم الست    رئيس الطائفة الإنجيلية: التحول الرقمي فرصة لتجديد رسالة النشر المسيحي وتعزيز تأثيره في وعي الإنسان المعاصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إحم إحم
ياعزيزي كلنا «بصاصون» !
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 02 - 2016

هل تتخيل أن هناك بصاصين عاشوا أعمارهم وماتوا ولم يعرف أحد أنهم كذلك إلا يوم دفنهم
في كل مرة وقبل أن تقلع بنا الطائرة إلي نيويورك يدس صديق الرحلة الطويلة الأديب والصحافي المتميز مصطفي عبيد نائب رئيس تحرير الوفد في يدي مجموعة روايات يعيرني بعضها بشرط إعادتها فور هبوطنا بمطار كنيدي ومنذ عامين فوجئت بمصطفي يعيرني كتابا واحدا وهو يقول: هذه المرة ليس لك اختيار وكانت المفاجأة رواية «انقلاب» من تأليف مصطفي عبيد نفسه التي رصد فيها بأسلوبه الشيق والبديع زواج السلطة بالمال في سنوات مبارك الأخيرة.
ومنذ أن انتهيت من «انقلاب» وأنا أسأل مصطفي كلما التقيته عن روايته القادمة فيقول:هانت حتي فوجئت به منذ أيام يرسل لي بتحفته الجديدة «البصاص»والتي صدرت في طبعة أنيقة عن دار الرواق صمم لها الغلاف الروائي والمصور الرائع أحمد مراد وهي تحكي قصة كرم البرديسي المعيد بقسم التاريخ بآداب القاهرة والذي يعيش وحيدا بين براويز تحمل صورا لوالديه وصديقه الأبدي الجبرتي، بالإضافة لوثيقة تاريخية لنظام العسس في مصر مؤرخة بعام 1844ميلادية ألهمته باختيار موضوع التطور الأمني في عهد المماليك ومحمد علي كرسالة للدكتوراة، يقرأ فيها التاريخ بشكل مختلف ركز علي جوانب سلبية عن عظماء خلدهم التاريخ مثل صلاح الدين الأيوبي الذي يكن له كرم كراهية شديدة ويعتبره مثالا علي تزوير التاريخ، هل يمكن أن نغفر لقاتل أو طاغية سفكه للدماء لأنه حقق نصرا ما وهل سيغفر التاريخ لصلاح الدين أنه أمر ابنه أن يقتل الفقيه السهروردي لا لشيء إلا لأنه ما ناظر أحدا إلا غلبه!.
وقع كرم البرديسي في حب صحفية كان يتمني الارتباط بها لولا مفاجآت لا أريد أن احرقها للقراء وقد استهوته فكرة البصاصين في عصر محمد علي وكيف كان يتم إقناع البصاص بأنه يقوم بعمل وطني جليل وأنه يحمي الدولة من الأشرار المعارضين فالبصاص هو الإمام الحارس. مشكاة الدروب المظلمة وسلالم الصاعدين إلي الحقيقة، رجل الأقدار لحفظ الأمن والحفاظ علي الدولة. البصاص عين الأمة للسهر علي منافع الناس. هل تتخيل أن هناك بصاصين عاشوا أعمارهم وماتوا ولم يعرف أحد أنهم كذلك إلا يوم دفنهم! وعندما يسأله صديقه حسن عن المقابل الذي كان البصاص يحصل عليه يفاجئه كرم قائلا:لم يكونوا يحصلون علي أموال وفيرة، بل إن كثيرين كانوا يعملون تطوعا، أو خوفا من السلطان. والغريب أن بعضهم نقلوا أخبار وأقاربهم درءا للعقاب الجماعي، وشهدوا بأنفسهم إعدام أصدقائهم. وعندما يتحسر حسن قائلا: التاريخ يكرر نفسه يجيب كرم بعبارة عبقرية تقول: التاريخ لا يكرر نفسه إلا في الأمم المتخلفة.
أخشي القول أن عذوبة أسلوب مصطفي عبيد وثقافته التاريخية الكبيرة الجلية في هذا العمل قد جعلتني أحمل اعجابا خاصا لهذا البصاص الذي لا قلب له. مات ودفن يوم نذر نفسه لخدمة الإمام. لا يحب سوي من يطيع ويرضي ولا يكره إلا من يعصي ويطغي. يداه هي عذاب الله للمارقين والكفرة، يعتصر الضالين اعتصارا حتي يبوحوا ويقروا، يعذره الله فيما يفعل لأن مبتغاه الأخيرهو صون الدين وصيانة الدنيا. لذا فعليه السلام أينما حل وأذل وله المن متي أنطق واستنطق.
جميع أبطال الرواية تشعر أنها شخصيات من لحم ودم ليست بعيدة عنك في البيت والشارع والعمل، وبعضها جزء من شخصيتك، لذا أنظر يوميا في المرآة باحثا عن البصاص الذي بداخلي خاصة أن كرم البرديسي ختم رسالته بأن «كثيرًا من البصاصين لم يكونوا يعرفون أنهم كذلك»!.؛


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.