يقولون ان الفن مرآة المجتمع.. أي أن الاعمال الفنية التي تعرض في وقت ما تعكس طبيعة المجتمع في ذلك الوقت.. وإذا طبقنا هذه المقولة علي معظم المسلسلات والبرامج التي تعرض في الشهر الفضيل تكتشف ان المجتمع الذي نعيش فيه الآن تحول الي مستنقع لسوء الاخلاق ولرداءة اللغة وانحطاط في السلوك. لقد استخدم كتاب السيناريو في معظم المسلسلات الالفاظ البذيئة المنتشرة الآن بين الشباب.. كما تباري المخرجون في اخراج أردأ ابداعات الفنانين في لغة الجسد وطريقة الكلام حتي البرامج الترفهية التي كانت تقدم المعلومة والفكرة تحولت الي إسفاف وبجاحة فتري مذيعة تسأل ضيفها الفنان.. اي جزء من المرأة يثيرك جنسيا؟ ومتي أخذت اول قبلة؟ وهل تستخدم الفياجرا؟! وتري فنانة ترد علي المذيع بأنها لا تقيم علاقات الا مع الرجال أما السيدات لا؟ عندما سألها عن طلاقها قالت له »فشر« بالفم المليان!! وفنان آخر يقوم برنامج هايف يخطف فيه زملاءه ويروعهم.. والغريب انه في مقدمة البرنامج يعترف انه لا يقصد اشاعة البلطجة والخطف من عرض برنامجه. لقد كان التليفزيون فيما مضي يقدم الاعمال المحترمة التي تفيد المجتمع ويوضح لنا الفرق بين الخير والشر.. ويعلم الآداب العامة ويرقي الذوق العام.. أما ما يحدث الآن فهو انهيار لكل القيم وإذا كان ما يقدم من اسفاف وقلة أدب هو الفن والابداع.. اقول بصراحة »يسقط الفن والإبداع«!!