أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص مصر علي استعادة دورها المحوري في القارة الافريقية وتعزيز علاقاتها مع دول الجوار، وجدد الرئيس دعوته الي تكاتف دول العالم في مواجهة ظاهرة الارهاب التي اصبحت خطرا عالميا.. وقال الرئيس في حوار اجرته معه مجلة «جون افريك» الفرنسية المتخصصة في الشئون الافريقية بمناسبة استضافة مصر لمنتدي «افريقيا 2016» بشرم الشيخ الاسبوع المقبل ان مكافحة الارهاب تتطلب استراتيجية شاملة تتعاون فيها دول العالم، وأن مصر تعمل من أجل نشر التعاليم النبيلة للاسلام الحقيقي. ونشرت المجلة مقتطفات من الحوار وركزت علي اهتمام الرئيس السيسي بافريقيا حيث قال: «نحن نترجم خطابنا في هذا الخصوص إلي أفعال،» مشيرا إلي أن التوقيع في يونيو 2015 بشرم الشيخ علي إقامة منطقة تجارة حرة مع ثلاث مجموعات إقتصادية أفريقية.. وانعقاد منتدي إفريقيا 2016 في المدينة نفسها يهدف إلي تعزيز سياسات التعاون والمبادلات مع الأشقاء الأفارقة. وأكد أن مصر تستعيد علاقتها مع جوارها، وبما هو في مصلحة شركائها الأفارقة، وتمتلك كفاءات يمكن الاستفادة منها لتنمية القارة في قطاعات مهمة كالبنية التحتية والتعليم والصحة. وأضاف الرئيس السيسي أن مصر تتطلع كذلك لتعزيز التعاون من أجل نشر التعاليم النبيلة للإسلام الحقيقي، وذلك من خلال إيفاد أئمة جامعة الأزهر إلي الخارج واستقبال الطلبة الأفارقة بالقاهرة. وحول دور مصر في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي تتمتع مصر بعضويته لمدة ثلاثة أعوام، قال الرئيس السيسي إن العديد من البلدان حولنا والعديد من الشعوب تقع ضحية للتطرف والإرهاب الذي يمتد من مالي إلي الصومال ومن نيجيريا إلي ليبيا.. مؤكدا أن مصر ستكثف التعاون مع شركائها للتعامل مع هذه الظاهرة، لافتا في الوقت ذاته إلي أن الأمر يحتاج إلي جهود دولية أوسع ووضع إستراتيجية شاملة لمكافحة هذه الآفة. وعما إذا كانت مصر تطالب بتدخل حلف الأطلسي ضد موقع داعش في ليبيا، قال الرئيس السيسي إنه كلما استمرت الفوضي في ليبيا، ازدادت المشكلات وازدادت حلولها تعقيدا.. لافتا إلي أن الأوضاع ستتدهور أينما استقر التطرّف ولم يتم محاربته بفاعلية. وحول الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان- في حوار أجراه مع -جون افريك في نهاية 2015- إلي مصر والجزائر بالاضطلاع بمسئولياتهما في ليبيا، أي بمعني آخر التدخل ضد داعش وهل مصر مستعدة لذلك؟ قال الرئيس السيسي: «إجابتي علي ذلك بسيطة..هل فعلنا اللازم لمنع المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق من الانتقال الآن إلي ليبيا وغدا إلي أبعد من ذلك؟ ما الذي يتم فعله لتجفيف منابع تمويل وتزويد الإرهابيين بالسلاح؟ فهل مجلس الأمن سيصدر قرارا في هذا الشأن؟ إذا التزمنا بشكل حقيقي بهذه النقاط، فالوضع سيتحسن». وتابع الرئيس: «نحن ننتظر إجابات علي هذه التساؤلات.. ولا يمكننا التدخل في ليبيا طالما لم يتم بحث كل الحلول وبدون أن يكون الليبيون أبدوا بوضوح الرغبة في ذلك».. وحول ما إذا كان يري أن حلف الأطلسي لم ينه عمله في ليبيا بعد إسقاط القذافي، أجاب الرئيس السيسي: «بالطبع بعد تدخل قوات الناتو، ترك الشعب الليبي بمفرده وأصبح رهينة للجماعات المسلحة والمتطرفين. فكان يجب العمل علي استعادة مؤسسات الدولة، ومصادرة الأسلحة ودعم الجيش. ولم يتم فعل أي شيء من ذلك». وعن تنامي التهديدات الإرهابية في المنطقة، قال الرئيس : «أشعر بقلق كبير، والرئيس الفرنسي أولاند والكثير من الأوروبيين يشاركونني هذا الرأي.. فبدون تحرك سيتمدد هذا الخطر وعلينا أن نتعامل مع المشكلة بشموليتها لأن التعامل مع قضايا الإرهاب مع كل حالة علي حدة غير كاف». وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الرئيس السيسي علي موقف مصر الثابت الداعي إلي الحل السلمي للنزاع والحفاظ علي سلامة الأراضي السورية والتحذير من إنهيار مؤسسات الدولة، مضيفا أن إعادة بناء سوريا سيتطلب مئات مليارات الدولارات وأنه علي غرار ليبيا لا يمكن ترك المجموعات الإرهابية تتوسع هناك لما يمثله ذلك من تهديد لكل المنطقة. وتابع الرئيس: «لقد أهملنا هذه الأزمة لفترة طويلة والآن تعقد الوضع بشدة.. وهنا أيضا أقول أنه لو كنّا قد أوجدنا حلا منذ عامين لم نكن لنصل إلي الوضع الحالي». وكانت المجلة قد نشرت تقريرا موسعا تحت عنوان: «مصير العالم يتحدد في مصر».. وصورة احتلت الغلاف، ورداً علي الدعاية السلبية التي يروجها تنظيم جماعة «الإخوان» الارهابية عن مصر بالخارج بأموال قطرية - تركية، والتي جعلت الإعلام الغربي ينظر بعين الحيرة وربما الصمت والحياد لما حدث في 30 يونيو وما بعدها، تساءلت المجلة الفرنسية : «ولكن ألم تكن الموجة الثورية الثانية في 30 يونيو 2013، والتي أطاحت بالإسلاميين من الحكم، تحمل في طياتها الأمن والنظام اللذين فٌقدا فيما بعد 25 يناير 2011؟ ووصفت المجلة الرئيس بأن لديه تعهدا كاملا تجاه بلده وشعبه، وأنه يعمل بالفعل، كما يردد هو نفسه عن يقين، علي «حمايته وسعادته». إعداد : محمد عبدالفتاح