يمتد وادي النيل جنوبالقاهرة حتي الحدود الجنوبية لمصر مع السودان كما ان دلتا نهر النيل ليست هي فقط المساحة المحصورة بين فرعي دمياط ورشيد ولكنها تمتد شرقا وغربا لتضم مناطق شاسعة شرق فرع دمياط حتي الشاطئ الغربي لقناةالسويس وأخري غرب فرع رشيد، وجميعها مناطق استصلاح وتعمير، وتضم مناطق غرب النوبارية البستان السادات وامتداد المساحة غرب فرع رشيد حتي الجيزةجنوب علي عديد من محاور التنمية يمكن اعتبارها مناطق جديدة لاستيعاب كثافة سكانية علي جانبي الدلتا لامتداد وادي النيل وهذه المحاور هي: أولا: المحاور الشرقية للتنمية والتعمير شرق الدلتا: 1. المحاور الشرقية للتنمية والتعمير شمال طريق القاهرةالسويس الصحراوي عابرة طريق الإسماعيليةالقاهرة في اتجاه الشمال وتضم مناطق شاسعة شمال ترعة الإسماعيلية حتي الطريق الدولي الساحلي شمال الدلتا. 2. الجانب الغربي لقناةالسويس حتي فرع دمياط شاملا مناطق بحر البقر وسهل بورسعيد ومنطقة التل الكبير. 3. المناطق المحيطة للطريق الدولي الساحلي بدءا من بورسعيد في اتجاه الغرب عابرا البحيرات الشمالية في اتجاه غرب الإسكندرية والذي أوجد مساحة كبيرة للتنمية لهذه المنطقة الساحلية وبما تملكه من امكانات زراعية وعمرانية ومصايد اسماك وغيرها من الأنشطة. ثانيا: المحاور الغربية للتنمية والتعمير غرب الدلتا: تقع هذه المحاور جميعها غرب فرع رشيد شاملة مناطق شاسعة تضم مناطق النوبارية السادات الوادي الفارغ وادي النطرون ومساحات الأراضي الواقعة علي امتداد طريق وادي النطرون العلمين والتي يمكن أن تمتد عبر محور جديد يصل بين وادي النطرون والفيوم. ثالثا: محاور التنمية علي امتداد جانبي نهر النيل: تتواجد مناطق متفاوتة المساحة شرق وغرب مجري نهر النيل وعلي امتداد وادي النيل من الجيزة حتي حدود مصر الجنوبية يمكن اخضاعها للتنمية والتعمير بالإضافة إلي ما تم إنشاؤه من مدن جديدة شرق النيل، والملاحظ أن وادي النيل يتسع غرب النيل في مناطق شمال نجع حمادي جنوبا وحتي الجيزة شمالا كما انه يتسع في مناطق شرق النيل في كوم أمبو شمال أسوان حتي قنا كما تتواجد مساحات شاسعة في الأراضي القابلة للاستثمار غرب بحيرة ناصر وعلي حوافها وكذلك شرق بحيرة ناصر وفي مناطق حلايب وشلاتين جنوب غرب مصر. مما سبق نجد ان مساحات شاسعة من أرض مصر وعلي الرغم من قربها من دلتا نهر النيل ووقوعها مباشرة شرق أو غرب مجري نهر النيل إلا انها مازالت خارجة عن المعمور السكاني لمصر. كما ان هذه المناطق في انتظار وضع مخطط تنموي ينهض بها ويجعلها مناطق جذب سكاني وبشرط ان تشتمل سياسات التنمية والتعمير مناطق مجاورة تخوم للدلتا ووادي النيل ودراسة المشاكل الحالية التي تعاني منها هذه المناطق وتقف حجر عثرة أمام تنميتها واستغلالها بأقصي طاقة. ومن بين هذه المشاكل: 1. عدم وجود موارد مياه جوفية خاصة بالمناطق الواقعة علي طريق مصر السويس الصحراوي شمالا وجنوبا كما تقل موارد المياه الجوفية جنوب ترعة الإسماعيلية ولجأت الدولة لمد خطوط مياه أو حفر وصلات امداد لتغطية المناطق العمرانية الجديدة علي جانبي طريق الإسماعيلية. 2. زيادة ملوحة المياه الجوفية في منطقة شرق الدلتا كلما بعدنا عن فرع دمياط شرقا وكلما بعدنا أيضا عن ترعة الإسماعيلية شمالا حيث تعاني منطقة شمال شرق الدلتا من ملوحة عائقة للمياه الجوفية وارتفاع منسوب المياه الجوفية وتداخل مياه البحر المالحة كلما اتجهنا شمالا. 3. زيادة الملوحة في المناطق الواقعة جنوب وشمال الطريق الدولي وكذلك علي جانبي ترعة السلام المتجهة إلي شمال سيناء تأخذ مياهها من فرع دمياط وتخلط بمياه الصرف الزراعي بنسبة 05٪. وفي غرب الدلتا فإن المياه الجوفية تعاني من إرهاق مستودعاتها نظرا لزيادة كمية السحب عن كمية التغذية مما يزيد الماء الجوفي عمقا وملوحة فضلا عن تحويل فرع رشيد إلي مصرف لارتفاع منسوب المياه الجوفية علي جانبه الشرقي وكذلك مناطق السادات ووادي النطرون الوادي الفارغ والمساحات التي تقع فيها القري والمنتجعات السياحية الجديدة والتي تتفاني في تخريب المخزون الجوفي تحتها. لقد تدخلت الدولة وتقوم حاليا بدراسة وتنفيذ مد ثلاث ترع تأخذ مسارها غربا في اتجاه جنوب وادي النطرون من الرياح الناصري وترعة النوبارية لتعويض هبوط المنسوب الجوفي وزيادة الملوحة وسوف يؤدي هذا المشروع إلي إنهاء مشكلة المياه الجوفية بهذه المناطق بل سوف يؤدي فائض مياه الري مستقبلا إلي انعاش الخزان الجوفي تحت هذه المناطق وعلي امتداد المناطق الواقعة شرق وغرب مجري نهر النيل والتي تعاني نقص موارد المياه خاصة شرق النيل حيث ندرة المياه الجوفية كما ونوعا وذلك بالمقارنة لمناطق غرب مجري نهر النيل والتي تتواجد بها مساحات علي تخوم المناطق المأهولة حاليا يمكن ان تضاف إلي مناطق التنمية. وتجدر الإشارة إلي أهمية تنمية وتعمير مناطق وادي كوم أمبو وبعض السهول والتخوم شرق النيل في نجع حمادي وغيرها حتي مدينة أسوان. ان مفهوم التنمية التي تعتمد عليها سياسات التعمير في مناطق تخوم الوادي ودلتا نهر النيل يجب ان تكون متنوعة طبقا لظروف البيئة والمياه حتي تساهم في زيادة المعمور السكاني لمصر وإعادة توزيع السكان بها.