سائقو القطارات يتحدثون لمحرر «الأخبار» «اهل السكة الحديد أدري بمشاكلها».. انطلاقا من هذا المبدأ نزلت «الاخبار» الي محطة رمسيس للسكك الحديدية، حيث استمعت لسائقي القطارات وعدد من الفنيين والمهندسين بالمحطة، الذين كشفوا وجود العديد من المشكلات التي تعانيها الهيئة منذ عقود وغياب آليات التطوير وعجز منظومة التحديث كما انتقدوا تحميلهم وحدهم المسئولية عن حوادث القطارات. والذي اشار الي ان هناك اسبابا عديدة ومتراكمة منذ سنوات ادت إلي تدني مستوي منظومة السكك الحديدية منها عدم الصيانة الحقيقية للاشارات والسيمافورات المتواجدة علي طول القضبان الحديدية واعطالها المستمرة، مؤكدا ان العديد منها لا يعمل رغم سير القطارات عليها ليل نهار، فضلا عن سوء حالة القضبان نفسها في بعض المناطق لتأثرها بالمياه وانتهاء عمرها الافتراضي فضلا عن حالة الجرارات السيئة القديمة والمتهالكة، فعلي سبيل المثال وقت الرحلة المستغرق بين محطة رمسيس والاسكندرية ساعتين ونصف، وبسبب حالة اَلات الجر السيئة والقضبان والاعطال بالاشارات والسيمافورات وضعت الهيئة 45 دقيقة كوقت تأخير اضافي للرحلة، وبالطبع اي سائق قطار لا يكفيه وقت الرحلة المحدد لها . إهدار المال العام ويقول قاسم عبد السميع قائد قطار درجة اولي ان هناك تخبطا واهدارا للمال العام راسخاً بالهيئة منذ سنوات، ومنها علي سبيل المثال ان الهيئة تستعين بشركات مقاولات خاصة لتعديل واصلاح القضبان الحديدية ذات الحالة السيئة، ويتم اصلاحها بالفعل ، ثم تم إنهاء التعاقد مع هذه الشركة والتعاقد مع شركة اخري والتي تقوم نفس القضبان التي اصلحتها الشركة السابقة بحجة ان الصيانة لم تتم بالشكل المطلوب وهكذا تسير الامور وهو ما يعد اهدارا للمال العام دون اي محاسبة،واشار الي انهم ابلغوا المسئولين بالهيئة آلاف المرات بالعوائق التي يواجهونها خلال رحلاتهم بالقطارات،ولكن لا أحد يستمع لهم ، فتحدث الكارثة ويتم القاء المسئولية علينا اوعلي عمال الصيانة . اكتر واحد بيكون حريص علي توصيل الركاب في السكة الحديد هو سائق القطاراً هكذا بدأ ابراهيم محمد سائق قطار بدرجة اولي مميزة مؤكدا ان وزير النقل بالفعل اجتهد وقام بتطويرات كثيرة في الهيئة متمثلة في عربات القطارات نفسها وتجهيزها علي اعلي مستوي، كما اننا التقينا به اكثر من مرة واخبرناه بما تحتاجة منظومة التشغيل، ولكن للأسف ليس هناك اي جديد، فلم ينظر او يهتم اي مسئول حتي الان بأزمة الجرارات ونقصها وعدم جاهزيتها للعمل والمعرضة للاعطال في اي لحظة، وفي نفس الوقت يتم تحميل السائق المسئولية عن آلاف الارواح خلال قيادته القطار،ورغم ادراكنا لسوء حالة الجرارات الا اننا نتعامل معها بحرفية عالية لخبرتنا الطويلة في المهنة ولكن «ليس كل مرة تسلم الجرة» . وقال حسن عيسي السائق بالسكك الحديدية منذ 36 عاما أن سبب الاهمال في السكة الحديد وفي الهيئة بالكامل هو عدم تحمل أي مسئول للمسئولية أو محاسبته عند حدوث حوادث ينتج عنها قتلي ومصابون ويتم تحميل المسئولية فقط علي السائق أو علي أي عامل آخر.. وأضاف ان عدد الرحلات اليومية لقطارات الهيئة لا تقل عن 1000 رحلة علي مستوي الجمهورية والهيئة يعمل بها 3800 سائق ومساعد والمفروض الا يقل هذا العدد عن 5700 سائق ومساعد لتغطية هذه الرحلات ولكن يحدث عجز باستمرار وهذا العجز يتحمله السائق علي حساب راحته الجسدية. كما تحدثت الاخبار مع عدد من المهندسين وعمال الصيانة بمحطة قطار رمسيس ، وق رفضوا نشر أسمائهم - وذلك بعد ان رفضت نجوي البير مديرة مكتب رئيس الهيئة اصدار تصريح للتحدث مع عمال الصيانة وعمل جولة بالمحطة بحجة انه لا يوجد مسئولون بالمحطة بسبب الحادث، وطلبت تأخير مهمتنا ليوم آخر .. ويقول احد المهندسين المسئولين بورش التجهيز ان المشكلة التي يعانون منها هي نقص العمالة الفنية المدربة بالورشة، بالاضافة الي عدم وجود قطع الغيار لآلات الجر وما نقوم به في عمليات الصيانة ما هي الا عمليات «ترقيع»، ثم اشار لي بيده علي احد الجرارات الموجودة بالورشة وقال: هذه الجرارات من احدث الجرارات الذي قامت الهيئة بشرائها من امريكا ولا يتوفر له قطع غيار في مصر سوي في دولة المنشأة، مشيرا إلي انه يحتوي علي 14 رشاشاً،وثمن الرشاش الواحد 30 الف دولار،وفي حالة تعطله يتم تخزين الجرار لحين شرائها من دولة المنشأة وهي العملية تستغرق وقتاً من عام الي عامين، واضاف المهندس ان الازمة التي تعاني منها السكك الحديدية هي نقص الجرارات،مؤكدا وجود جرارات يصل عمرها لاكثر من 40 عاما ومازالت تستخدم في السفر لمسافات طويلة وفي نفس الوقت لا يوجد لها قطع غيارسواء داخل مصر اوخارجها ،لان العالم الان يعتمد علي آلات جر حديثة علي عكس ما نسير نحن في مصر . واوضح احد عمال الصيانة ان الاشارات والسيمافورات المعطلة بطول شريط السكك الحديدية تعطي ما يطلق عليه «عدسة»،وعندما تتحول الاشارة الي عدسة فتصدر امراً الي جهاز موجود بالجرار أشبه «بالصندوق الاسود» بتقليل السرعة الي 15 كيلو في الساعة ولا تزيد عن ذلك، ونظرا لكثرة الإشارات المعطلة يقوم السائق باطفاء الجهاز الموجود بمقصورة الجرار لكي يتمكن من السير بالقطار لانه اذا لم يقم بذلك فسيقابل ضد الاف الركاب بسبب توقفه اوسيره ببطء. وأضاف ملاحظ التحكم الآلي ويعمل بالهيئة منذ 20 سنة أنه من ضمن المشاكل نقص العمالة ولا يوجد تعيينات لعمال جدد ونعمل في منظومة منذ عام 2005 قال عنها الالمان انها انتهت ولم تعد موجودة لديهم في بلدهم وهي منظومة التحكم الآلي، والحل هووجود شركات متخصصة تدير العمل ويكون لديها الرؤية الجيدة التي تمكن الهيئة من النهوض وتجعلها تعمل بدون وقوع حوادث وتوفر الأمان للسائقين والعاملين بالهيئة .