كنا نزور مدينة »بروج« التي يطلقون عليها في بلجيكا »فينسيا الشمال« إذ تحيطها المياه من عدة اتجاهات علي غرار مدينة فينسيا الإيطالية.. ويرتاد البلجيكيون بروج لقضاء الاجازات لهدوئها وروعة مبانيها المعمارية ويستقل أغلب سكان المدينة الدراجات والمراكب والعربات التي تجرها الخيول بينما تكاد تختفي السيارات من شوارعها.. كان المطر يسقط مداعباً وبرودة منعشة تتسلل فنقفز فرحاً برذاذ المطر علي وجوهنا.. نحن الذين اكتوينا بنار القاهرة وسخونة أحداثها. وحين عبرت عن اعجابي لمرافقتنا البلجيكية وأننا نقول في مصر »الماء والخضرة والوجه الحسن« قالت أنتم لديكم ميدان التحرير وسأخطط لزيارة القاهرة في اجازة أعياد الميلاد لأري هذا الميدان الذي صار رمزاً للحرية. لم تعرف محدثتي أن ميدان التحرير تحول إلي ساحة للباعة الجائلين والبلطجية وانتشرت فيه عربات الكشري والكبدة والفول والذرة المشوي والمقاعد البلاستيكية وأرصفته يعلوها المقاهي العشوائية وأن رائحته صارت تزكم الأنوف وأرصفته يعلوها التراب والقمامة.. لا أعرف لماذا لا تتوقف المظاهرات لنعطي فرصة للرئيس الجديد.. ولماذا لا يتم اخلاء الميدان من السادة البائعين.. ولماذا لا يبدأ جهاز التنسيق الحضاري مشروعه لإعادة تنسيق وتخطيط الميدان وإقامة نصب تذكاري لتخليد شهداء الثورة.. وإعادة استغلال مساحة مبني الحزب الوطني المحترق.. لماذا لا نرد الاعتبار لميدان التحرير ونضعه علي الأجندة السياحية!.