أصبح من المؤكد ان ميدان التحرير المكان الأشهر علي مستوي العالم وذلك بعد ان انطلقت منه الشرارة الأولي لثورة شباب 52 يناير المباركة والذين استخدموا الميدان بطريقة منظمة وبالتنسيق فيما بينهم بوعي وحرص علي مصلحة بلدهم ووطنهم العظيم مصر حيث كانوا يأدون الصلوات في الميدان ويعملون علي نظافة الميدان أول بأول وتخصيص اماكن للقاءات الشباب للتحاور والتناقش في الاحداث التي تشهدها البلاد حيث ظهر من اليوم الاول للمظاهرات ان شباب الميدان كان يتظاهر سلميا وبدون أي استخدام لأي نوع من الاسلحة أو أي نوع من أنواع العنف. ولكن الحال تبدل الي الاسوأ في الايام القليلة الماضية فبعد عثور الشرطة العسكرية علي 24 زجاجة مولوتوف في عقار بشارع طلعت حرب أحد الشوارع المؤدية للميدان واستخدام بعض الشباب للمتاريس والاسلاك الشائكة لغلق الميدان ومنع مرور السيارات اضافةالي المشاجرات والمشاحنات التي يشهدها الميدان بين البائعين المتجولين ومن يحتلون الميدان ويقولون انهم شباب الثورة ينذر بخطر كبير يهدد الميدان ويؤكد الاراء التي تحذرنا من الثورة المضادةالتي تحاول الاساءة للميدان ولشباب ثورة 52 يناير العظيم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة شأن هذا البلد والقضاء علي الظلم والفساد الذي يعيش فيه البلد منذ عشرات السنوات. بات الآن الميدان كأنه مولد وصاحبه غايب تجد الأجانب من مختلف الجنسيات يسيرون ويتجولون في الميدان لالتقاط الصور امام السيارات المحترقة والاسلاك الشائكة واصبح الميدان علي رأس قائمة الاماكن السياحية في مصر وهناك من استغل الفوضي في القيام بتنظيف وغسل سيارته التاكسي في الميدان في حين استغل الطلاب الذين خرجوا من مدارسهم بعد الظهر شوارع الميدان في تنظيم مباريات كرة القدم وكأن الميدان تحول الي استاد لمختلف الالعاب الرياضية. مطعم شعبي ولا يفوتنا ما قام به الباعة الجائلون في الميدان الذي حولوه عشرات الباعة الي مطعم شعبي مفتوح علي مدي 42 ساعة به كل ما تشتهيه من مختلف المأكولات والمشروبات حيث اصبح من السهل علي الفرد ان يجد الوجبة السريعة التي يبحث عنها ولكن من المفترض عليه ان يدقق ويسأل عن ارتفاع الثمن او الصلاحية أو المصدر لانها كلها سلع مجهولة الهوية وليس عليها اي رقابة صحية منهم البائع المتجول ومنهم من يقف بجوار عربة للمأكولات او المشروبات. لم تستطع حصر اعداد وانواع من يقومون بتقديم هذه المأكولات والمشروبات فهناك ما يزيد عن 51 نوعا من المأكولات والمشروبات تنتشر في ارجاءالميدان ومنها علي سبيل المثال عربات الكبدة والمخ وعربات العصير ومنها المانجو والبرتقال والتمر والمياه الغازية والمعدنية بالاضافة الي سندوتشات الفلافل والفول والجبنة البيض واللانشون التي يفترش بها الباعة الارصفة تحت حرارة الشمس ووسط الاتربة وفي الجانب الآخر عربات الكشري والحواوشي والكسكسي بالاضافة الي بائعي العرقسوس والشاي والارز باللبن والمهلبية هذا بالاضافة الي الاكلات الخفيفة كالسميط والبطاطا والتسالي كاللب والترمس والفول السوداني. كما انتشر من يحملون علب الالوان التي تمثل علم مصر »الاحمر -الاسود - الابيض« والفرشاه ويقومون بالرسم علي وجود الاطفال الصغار دون وعي لما تمثله هذه المواد الكيماوية علي صحة الاطفال هذا بالاضافة الي الاعلام والصور والملصقات التي انتشرت بكثافة علي الارصفة في مواجهة محطة المترو والمحال التجارية. وتجول في الميدان ايضا الشباب الذين يبيعون كروت الشحن وخطوط الهاتف المحمول التي ليس لها اي عقود او بيانات رسمية في الشركات والتي يصل سعرها الي 2 جنيه لخط المحمول والتي تلقي اقبالا شديدا علي الشراء لرخص ثمنها. وتحول في الاتجاه المقابل للميدان وبالتحديد امام المتحف امصري المكان الي منطقة لانتظار السيارات يقوم عليها البعض من الشباب الذين لم نعرف من اين جاءوا لينظموا وقوف السيارات انتظارا للحصول علي »الاكرامية« التي قد تصل الي 5 أو01 جنيهات للحفاظ علي السيارات ومنع اي فرد من الاقتراب منها لا نستطيع ان نقول علي ما يشهده الميدان في هذه الايام الا انه مولد وصاحبه غايب.