مع اعلان أمريكا والدول الاوروبية رفع العقوبات المفروضة علي إيران تنفيذا للاتفاق النووي الموقع في يوليومن العام الماضي، تزايدت المخاوف من استغلال طهران الحرية السياسية والاقتصادية التي ستتمتع بها بعد رفع العقوبات في نشر مزيد من التوتر في المنطقة العربية.. وهوما لم يستبعده بعض من شيوخ الدبلوماسية الذين استطلعت رأيهم «الأخبار» بينما رأي آخرون أن إيران تعلمت الدرس وستلجأ للتهدئة. السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية اﻷسبق توقع أن تكون تداعيات رفع العقوبات الدولية عن إيران متوقفة علي توجهات النخبة الحاكمة في طهران سواء باعتبار ذلك فرصة لفتح صفحة جديدة مع العالم واعتبار المفاوضات الطريق لحل الازمات في المنطقة أواتخاذ رفع العقوبات مقدمة لممارسة الهيمنة علي الدول المحيطة، مؤكدا ان الدول العربية ﻻ تفضل الدخول في صراعات مع إيران ﻷن اي صراع لن يكون في صالح أي طرف سوي صناعة السلاح في روسياوأمريكا، ودعا إلي اتباع سياسة هادئة تجاه إيران تتعامل مع الاطراف العاقلة في النظام الإيراني. وعلي الجانب الاقتصادي استبعد بيومي ان تصبح إيران منافسا اقليميا في مجال جذب الاستثمارات مؤكدا ان مليارات الدوﻻرات الإيرانية التي سيرفع تجميدها قد تستغلها إيران في اقامة استثمارات في مصر ودول المنطقة كما ان إيران ستكون دولة مصدرة للاستثمار، بينما رأي ان اسراف طهران في انتاج البترول سيقلل من اسعاره وهوما يضر الدول العربية المنتجة للبترول. من جانبه يري السفير احمد فتحي ابوالخير مندوب مصر لدي الاممالمتحدة الاسبق ان رفع العقوبات عن إيران لن يحدث تأثيرا بالغا لدي اوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لان سياسات هذه الدول ثابتة ولا يحكمها النفوذ الإيراني ولكن تأثير هذا الانفتاح سوف يعود بالسلب علي علاقات إيران مع دول المنطقة العربية. واضاف ابوالخير ان إيران ستكون يدها مطلقة بالنسبة للمناورات السياسية، مشيرا إلي ان مخاوف دول الخليج من السياسات الإيرانية قديمة ومازالت قائمة. واعتبر السفير احمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية اﻷسبق ورئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية ان علي مصر القيام بدور الوسيط بين السعودية وإيران ﻷن ليس من مصلحة الدول الاسلامية الاستمرار في تلك الازمة التي اعتبرها مفتعلة ونتيجة مخطط صهيوني من أمريكا واسرائيل لضرب المسلمين ببعض وترويج ان إيران عدوالعرب وليس اسرائيل علي حد قوله، مشيرا إلي ان الاعلام الغربي يؤكد تبني تلك السياسة للايقاع بين الدول الاسلامية. وأضاف الغمراوي ان تصريحات وزير الخارجية الإيراني تؤكد ان طهران ستغير سياساتها وتبتعد عن اثارة المشكلات بعدما وصلت لهدفها في فك القيود عن اقتصادها وأرصدتها في العالم. وقال السفير كمال عبد المتعال مساعد وزير الخارجية الاسبق ان دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن إيران يجعل يدها مطلقة في المنطقة العربية وهو جزء من المخطط لاعادة رسم خريطة المنطقة بتصاعد النزاعات والصراعات بين السنة والشيعة. واشار عبد المتعال إلي ان المنطقة العربية يجب ان تتكاتف لتكون وحدة ضد زيادة النفوذ الإيراني.