خلال 144يوما هي عمر مجلس الشعب المنحل مؤخرا انشغل نواب الأحزاب المدنية والمستقلون من ممثلي التيار الليبرالي بالهجوم علي الأغلبية الإسلامية ممثلة في حزب الحرية والعدالة والنور ، وتفرغوا لمعارضتهم في غالبية القضايا التي تمت مناقشتها تحت قبة المجلس بدأ الصدام بين الأغلبية والأحزاب المدنية والمستقلين مع الجلسات الأولي للمجلس والمتعلقة بتشكيل اللجان النوعية بالمجلس ، وجاء الصدام الثاني عندما اعترض الليبراليون علي وصف الأغلبية للمتظاهرين في محيط وزارة الداخلية بالبلطجية ، وبعد ذلك أعلن الليبراليون رفضهم لإصرار الأغلبية علي اقحام المجلس في صراعات سياسية مع الحكومة وأكدوا رفضهم محاولات الإخوان سحب الثقة من حكومة د.كمال الجنزوري علي الرغم من رفضهم لبيانها ، وجاء انسحاب الليبراليين من الجمعية التأسيسية الأولي نتيجة لنهجهم الدائم في معارضة الأغلبية الإخوانية ، وأدي انسحاب العديد من المؤسسات والجهات من تلك التأسيسية لتدعيم موقف الليبراليين في معارضتهم لسيطرة الأغلبية علي كافة المواقع ، أما المستقلون فقد تباينت مواقفهم واختلف أداؤهم خلال فترة الانعقاد فمنهم من تبني مواقف الأغلبية ومنهم من دأب علي الهجوم عليها ، ومنهم من لعب دور المدافع عن الحكومة والمجلس العسكري. اداء مقبول من جانبها عقدت الأحزاب المدنية بالمجلس ومنها المصريين الأحرار ، والمصري الديمقراطي ، والتجمع ، والإصلاح والتنمية ، وتحالف الثورة مستمرة ، وعدد من المستقلين اجتماعا الأسبوع الماضي لتقييم ادائهم في المجلس ، وخلص الاجتماع الي ان الاداء السياسي جاء مقبولا بينما جاء الأداء التنظيمي والاتصالات بين تلك الأحزاب سيئ ، وأكدت الأحزاب خلال الاجتماع إلي أنه كان ينبغي عليها تكثيف اتصالاتها خلال انعقاد البرلمان وعقد العديد من الاجتماعات للاتفاق علي موقف سياسي موحد تجاه قضايا معينة ، كما توصلت إلي أنه كان ينبغي عليها تشكيل هيئة برلمانية موحدة و اختيار ممثل عنهم للحديث باسمهم أمام المجلس علي غرار زعيم الأغلبية . ويري د.يسري العزباوي خبير الشئون البرلمانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن أداء الأحزاب المدنية الليبرالية كان محبطا لأنها لم تقدم صورة المعارضة الحقيقية في مواجهة الأغلبية الإخوانية ، وقال إن نواب حزب الوفد انقسموا لثلاثة تيارات .. الأول تبني وجهة نظر الإخوان ، والثاني حاول أن يلعب دور المعارض لكنه لم يستطع لعدم تماسك الكتلة الوفدية ، أما الثالث فلم يكن له دور والتزم الصمت . موقف عدائي في حين ظهر حزب المصريين الأحرار ككتلة غير متماسكة فكريا مما سهل انقسام اعضائه علي انفسهم ، وانشغل الحزب بالهجوم علي الإخوان كفصيل سياسي وليس علي أساس الأراء والسياسات ، وأتخذ الحزب موقفا عدائيا من الإخوان قائما علي الأيدلوجية ، وأكد د.العزباوي أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي كان أكثر تماسكا وموضوعية في معارضته للإخوان. ومن جانبه أكد د.حسام عيسي أستاذ القانون بجامعة عين شمس أن أداء الليبراليين كان متفاوتا من حزب لآخر، وقال ان موقف حزب الوفد كان غامضا وبلا هوية وكان اداؤه الأضعف علي مستوي الأحزاب الليبرالية ، ولم يتضح ما إذا كان معارضا للإخوان او حليفا لهم ، وأوضح د.عيسي أن الوفد لعب دورا في تشتيت مواقف المعارضة لصالح الإخوان ، وأشار إلي أن موقف حزبي المصريين الاحرار والمصري الاجتماعي الديمقراطي جاء جيدا وأتفق مع مفاهيم الليبرالية، واهتم الحزبان بالدفاع عن الدولة المدنية والوقوف ضد محاولات المساس بها، وكان أبرز تلك المواقف انسحابهم من الجمعية التأسيسية.