مفارقة كبري ..أن يستحوذ خبر إدراج أسهم موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيس بوك" في سوق ناسداك المالي علي اهتمام وكالات الأنباء.. في اليوم الذي تزايدت فيه احتمالات خروج اليونان من منظومة اليورو وانتقال عدوي الأزمة المالية إلي إسبانيا.. استطاع مؤسس فيس بوك مارك زوكيربرج أن يحقق ثالث أكبر تقييم في التاريخ لشركته بحوالي 104 مليارا دولار.. هذا يعني أنه تحول إلي ملياردير بين ليلة وضحاها بثروة تقدر ب19 مليار دولار.!.ولكن ماذا تصنع شركة فيسبوك؟ الجواب سهل جدا: لا شيء البتة!.. زوكير برج الذي قيل انه سرق فكرة إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي بينما كان يدرس في جامعة هارفرد.. طور فيس بوك ليصبح الموقع الأشهر بعد جوجل في عالم الإنترنت.. يستخدم فيس بوك كل يوم ما يزيد علي500 مليون شخص في شتي أنحاء العالم.. وهنا تكمن قيمة الموقع الحقيقية.. هناك أكثر من 900 مليون شخص مرتبطين ببعضهم عن طريق فيس بوك.. هؤلاء يشكلون رأس مال الموقع وعلي هذا الأساس تم تقييم الشركة.. أما موارد الموقع فهي من الإعلانات وقد حقق فيس بوك دخلا إعلانيا في العام الماضي بلغ 3.7 مليار دولار.. أما وقد تحولت الشركة إلي مساهمة عامة فإنه من المتوقع أن تهيمن الإعلانات علي خدمات الموقع لتحقيق عوائد مالية عالية.. قيمة شركة فيس بوك الاسمية أكبر من الدخل القومي لمعظم دول العالم.. وبينما تستسلم اليونان وربما إسبانيا لمصير أسود ..يسارع المستثمرون إلي شراء أسهم فيسبوك ببلايين الدولارات أملا في تحقيق ربح سريع.. طرح السهم بسعر 38 دولارا وقفز إلي 44 دولارا في غضون دقائق قبل أن يتراجع قليلا.. ومن يدري فقد يصل سعر السهم في غضون عام إلي أكثر من مائة دولار.. لا تصنع فيس بوك شيئا.. علي العكس من اليونان وإسبانيا.. ومع ذلك فإن المستثمرين يضعون أموالهم تحت تصرف زوكيربرج الذي حقق ثروة خيالية في يوم واحد ..تفوق حجم الناتج القومي لاستونيا في عام كامل!.. تتراجع أسواق العالم وتتخبط الاقتصاديات الأوروبية ..بينما تحقق شركة واحدة أرقاما قياسية لأنها ربطت ملايين الأشخاص بعضهم ببعض..!