عبدالوهاب البدر مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.. أقدم الصناديق العربية لدعم مشروعات التنمية الذي تصل استثماراته إلي 18 مليار دولار. خلال وجودي بالكويت حرصت علي لقاء الرجل ليدور حوار ودي علي مدار ساعة كاملة.. حيث أكد أن الصندوق قرر زيادة المنح والقروض المقدمة لمصر سنويا لحوالي مليار دولار لدعم مشروعات التنمية بها.. وقال ان الصندوق استضاف لقاء وزيرة التعاون الدولي سحر نصر مع 7 بنوك وصناديق وهيئات عربية لتوفير 1.5 مليار دولار قروضا ودعما لمشروع متكامل لتنمية سيناء في كل المجالات.؛ وقال : «مصر حكاية حبنا» ومصدر قوة العرب وإلي نص الحوار.؛ في البداية سألت عبدالوهاب البدر مدير الصندوق الكويتي للتنمية عن الدور الذي يقوم به الصندوق؟ وأجاب: الصندوق تم إنشاؤه قبل 54 سنة بهدف دعم اقتصاديات الدول العربية بالقروض والمساعدات لدعم مسيرة التنمية بها، وفي السبعينيات من القرن الماضي مع الصراع العربي الإسرائيلي ومحاولات استقطاب دول افريقيا، وتلبية لقرارات الجامعة العربية تم تعديل قانون الصندوق ليتمكن من منح قروض ومساعدات لدول غير عربية علي أن يكون أكثر من 50٪ للدول العربية. ويضيف: القروض والتسهيلات الائتمانية الممنوحة تخضع لشروط مبسطة وميسرة علي أن يكون السداد علي 30 سنة وفترات سماح طويلة، كما يتم أيضا منح معونات فنية ومنح لا ترد، كما أن الصندوق يمثل الكويت في مؤسسات دولية ودول أخري. مصر والصندوق وماذا عن علاقة الصندوق بمصر؟ مصر من أكبر المستفيدين من الصندوق وكنا قد توقفنا عن التعاون معها في نهاية السبعينيات.. أما الآن فالزخم مرتفع وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد حريص علي زيادة التعاون مع مصر، ومنذ إنشاء الصندوق حصلت مصر علي 40 قرضا مختلفا بقيمة 2.5 مليار دولار لمشروعات تنموية مختلفة، وكان القرض الأخير بقيمة 40 مليون دينار لتنفيذ مشروعات الجانب المصري في مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية وذلك في شهر نوفمبر الماضي، وهناك منح 16 مليون دولار لبرنامج إحلال المدارس وإعادة بناء قرية إسكانية تضررت من السيول. وأكد أن مصر هي التي تحدد الأولويات والصندوق يستجيب فورا لما يتم طلبه.. وقد تقرر زيادة المنح والقروض التي يتم تسليمها لمصر سنويا لصالح مشروعات التنمية من 180 مليون دينار إلي 300 مليون دينار حوالي مليار دولار، ويمكن ان يتم زيادة المبلغ في المستقبل، وتم أيضا الموافقة علي القرض الثاني لمشروع محطة كهرباء جنوب حلوان. الكويتوسيناء وزيرة التعاون الدولي سحر نصر بدأت زيارة للكويت الأحد لبحث تمويل 3 دول عربية لمشروعات تنموية بسيناء بقيمة 1.5 مليار دولار فما دور الصندوق الكويتي وماذا عن هذه المفاوضات؟ الصندوق الكويتي للتنمية هو من وجه الدعوة لهذه الزيارة بهدف دعم مشروعات البنية التحتية وكل أوجه التنمية بسيناء وقد استجابت 7 صناديق وجهات للوجود في الكويت وتلبية كل طلبات مصر والوزيرة لتنمية سيناء وتوفير المبالغ المطلوبة، وهذا المشروع يضم مع الصندوق الكويتي كلا من الصندوق العربي والصندوق السعودي وصندوق الأوبك وصندوق أبوظبي والبنك الإسلامي.. وكل الجهات استجابت فورا للدعوة فنحن نحرص جميعا علي تلبية أي طلبات مصرية للتنمية. وما هي المشروعات التي سيتم دعم تنفيذها في سيناء لتحقيق التنمية وتجفيف منابع الإرهاب؟ يرد عبدالوهاب البدر: هذه المشروعات تشمل دعم التعليم ببناء مدارس حديثة ودعم مشروعات البنية التحتية كالطرق والمرافق الخدمية وأيضا إنشاء مدن ومساكن جديدة ودعم وسائل النقل، وأيضا الوحدات الصحية والمستشفيات وتوفير البنية الأساسية للصناعة وتهيئة الأراضي للزراعة وحفر الابار وتوصيل الكهرباء وتربية الماشية ومزارع الدواجن.. وكلها مشروعات حددت مصر أولوياتها ونحن سنمول تنفيذها وتهدف لتحقيق خطة متكاملة لتنمية وتعمير سيناء وتحقيق السلام والتنمية بها وإغلاق المنافذ أمام الإرهاب.. والمفاوضات ستحدد المدة الزمنية اللازمة للتمويل وتنفيذ المشروعات. ونحن في صندوق الكويت للتنمية سنخصص 30٪ من الدعم السنوي الذي يقدمه الصندوق لصالح هذا المشروع وغيرها من المشروعات بمصر. ووزارة التعاون الدولي حددت الأولويات لمشروعات الصحة والتعليم والبنية الأساسية وتنمية المجتمع. مصر القوية الصندوق يطبع كتيب «مصر حكاية حبنا» فماذا تريدون أن تقولوا من خلاله؟ نحن نعترف ونعي جيدا أن ضعف مصر لن يكون في صالح أي دولة عربية.. فقوة العرب من قوة مصر، هذه قناعة أساسية لدينا، فعندما تكون مصر قوية يكون الجسد العربي قويا وسليما، وخلال السنوات الخمس الماضية كانت الأوضاع العربية سيئة والسبب الرئيسي ان مصر لم تكن مستقرة، ولهذا نعمل جميعا علي إزالة أي قيود يمكن ان تضعف مصر، فنحن نحتاج قوة مصر وتأثيرها ووجودها السياسي فهذا لمصلحة العرب جميعا، ولأننا نريد لعالمنا العربي الاستقرار والتقدم والقوة فلهذا نحرص علي قوة مصر، كما اننا نعي أن مصر بدون تنمية ووضع اقتصادي مستقر ستنشغل عن العرب، ونحن لا نريدها أن تنشغل عنا أو تبتعد عن رفع الشأن العربي، ولا نريد لمصر أن تنشغل بمشاكلها وبنفسها عن دورها العربي الحيوي والمطلوب. ولهذا عندما عرضنا فكرة مشروعات تنمية سيناء لم يتردد المسئولون عن الصناديق العربية في السعودية والإمارات عن الاستجابة، وعلي الفور حددنا موعداً اللقاء الوزيرة مجتمعين يوم الأحد الماضي بالكويت. وكيف يمكن للاقتصاد المصري أن ينطلق إلي الأمام ويتجاوز أية عثرة؟ مصر بحاجة لجذب استثمارات جديدة عربية ودولية ومن القطاع الخاص، وبفضل الله وجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي فالأوضاع السياسية والأمنية المستقرة الآن هي أكبر جاذب للاستثمارات ومشجع عليها، ولكن لا يمكن لمصر أن تكتفي بالاستثمارات العربية والمحلية فلابد من دعم القطاع الخاص وجذب استثمارات عالمية، خصوصا ان مصر لديها برامج قوية وطموحة ومشروعات عملاقة جاهزة وتحتاج للتنفيذ. وماذا عن دعم السياحة بمصر؟ الكويت لديها خطط لدعم السياحة بمصر ومشروع تنمية سيناء أحد الأسس القوية لدعم السياحة المتكاملة في شمال وجنوبسيناء. سد النهضة وكيف تري مستقبل مشروع سد النهضة الإثيوبي وإمكانية تأثيره علي مصر؟ هذا الموضوع حساس جداً.. وفي فترة من الفترات حصل فوق ما يستحقه من نقاش ورفض، وأعتقد أن الموضوع قابل للحل داخليا بين مصر وإثيوبيا والسودان إذا توافرت حسن النوايا وتحسنت العلاقات. فالموضوع أسهل مما يبدو عليه لو تم التعامل معه بهدوء وروية بعيدا عن تبادل الاتهامات، وسد النهضة لم يكن بهذا الحجم أصلا ومع زيادة الخلاف سابقا تم زيادة الحجم، والسد لا يهدف إلا لإنتاج الكهرباء وليس الري، والمشكلة الأساسية تدور حول سنوات التخزين وملء السد ويمكن حلها بين الدول الثلاث، فموضوع نهر النيل حساس لدي الدول الثلاث وأكثر حساسية بالدرجة الأولي بالنسبة لمصر. ومصر يجب أن تستعيد ثقلها الافريقي كاملا وألا تفقده. وهل يمكن أن تسهموا في تنفيذ مثل هذا المشروع؟ لا الكويت ولا الصندوق الكويتي للتنمية يمكن أن يشاركوا في أي مشروع يمكن أن يؤثر في مصر.. نحن فقط يمكن أن نشارك في أي مشروع توافق عليه مصر ويحقق مصالحها. واختتم البدر حواره بأن الصندوق الكويتي للتنمية هو الأقدم بالمنطقة وحجم الاستثمارات به تصل إلي 18 مليار دولار.؛