الرئيس يشهد انطلاق مشروع استصلاح 1٫5 مليون فدان من الفرافرة بحضور رئيس الحكومة وعدد من الوزراء أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي من الفرافرة أمس إشارة بدء المرحلة الأولي للمشروع القومي لاستصلاح 1٫5 مليون فدان. وتغطي مساحة 10 آلاف فدان بسهل بركة بمنطقة الفرافرة بالوادي الجديد.. تضم المرحلة الأولي ثلاث قري نموذجية تشمل مجتمعات تنموية وخدمية متكاملة تضم أنشطة زراعية وصناعية.. وقد بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ أيمن عقل، وعقب ذلك ألقي المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء كلمة أكد فيها أن مشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان في الفرافرة سيسهم في بناء مصر المستقبل ويساعد علي سد الفجوة الغذائية والحد من استيراد المواد الغذائية من الخارج، كما سيسهم المشروع في إنشاء مجتمعات زراعية وصناعية توفر الآلاف من فرص العمل وذلك لتحقيق الاستخدام الأمثل لخزان المياه الجوفية. وأضاف رئيس الوزراء أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت بإنشاء ريف مصري جديد تتوفر به كل متطلبات الحياة الحديثة للمزارع المصري وأسرته بالإضافة إلي جميع الخدمات الثقافية والطبية والترفيهية والخدمية ليكون نموذجا يحتذي به مستقبلا، مؤكدا أنه قد تم اتخاذ الإجراءات التنفيذية بإنشاء شركة لإدارة المشروع وتطويره وتكون مسئولة عن كل أنشطة المشروع من حفر آبار وبنية أساسية وعمليات تسويق أراضي المشروع، سواء لصغار المزارعين أو لكبار المستثمرين وإنشاء المجتمعات العمرانية المصاحبة واللازمة لإنشاء ريف مصري جديد.. وقال رئيس الوزراء: «إن ما تحقق اليوم من جهد مبذول وتخطيط مدروس لغد مشرق، يحمل في طياته الأمل نحو مستقبل واعد ويحقق طموحات الشعب المصري في عيش كريم وحياة أفضل».. متعهدا ببذل كل ما هو غال ونفيس نحو رفعة الوطن وعزته وكرامته. وقد قدم د.حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري شرحا موجزا أمام الرئيس السيسي لمكونات مشروع المليون ونصف المليون فدان، موضحا أن المشروع تم اختيار مواقعه بناء علي دراسات علمية بالتنسيق مع وزارة الزراعة للاطمئنان علي وجودالمياه الجوفية المتاحة، وذلك لمزيد من التنمية لهذا الجزء من الوطن، تبدأ من أسوان للوادي الجديد وقنا والمنيا والجيزة ومطروح والإسماعيلية وجنوب سيناء، لتكمل مساحة المليون ونصف المليون فدان.. وأشار مغازي إلي أنه سيتم استصلاح 280 ألف فدان في الوادي الجديد، مؤكدا أن الحكومة كانت حريصة علي ضمان حق الاجيال في استدامة مخزون المياه الجوفية، وذك أن مشروع 1٫5 مليون فدان تم تقسيمه إلي ثلاث مراحل، حيث تم الانتهاء من جميع الدراسات الفنية التي تؤكد علي إمكانية استدامة المياه الجوفية لمائة عام علي الأقل.. واضاف انه جار استكمال الدراسات التأكيدية للمرحلة الثالثة لمساحة نصف مليون فدان اخري مشيرا إلي انه تم الاعتماد في ادارة المياه الجوفية في المشروع علي خمسة محاور وهي : «تصميم الآبار، الاعتماد علي الطاقة المتجددة، التنسيق مع وزارة الزراعة لحظر زراعة المحاصيل الشرهة، استخدام نظم الري الحديثة، وضع نظام مراقبة صارم للمشروع وتقييمه بصفة مستمرة قبل القدوم علي خطوة أخري ولفت إلي انه تم تقسيم تنفيذ المشروع إلي 3 مراحل العمل في المرحلة الاولي يتضمن 1315 بئرا يليها المرحلة الثانية 1950 بئرا ثم الثالثة 1894 بئرا باجمالي 5 آلاف و114 بئرا.. مشيرا إلي ان المرحلة الأولي تشمل 6 محافظات هي الوادي الجديد- مطروح- الاسماعيلية- اسوان- قنا موضحا ان ثلث المشروع يعتمد علي مياه نهر النيل والثلثين علي المياه الجوفية. وأوضح ان المياه المطلوبة للمرحلة الاولي نصف مليار متر مكعب من المياه الجوفية مؤكدا ان تلك الكمية مؤمنة ومتوافرة لافتا إلي ان الدراسات التي تمت علي الفرافرة اثبتت توافر المياه اللازمة لزراعة 50 ألف فدان كمرحلة اولي وعدد الآبار 210 آبار تم الانتهاء من حفر 165 بئرا منوها بأن شبكة الطرق التي تنفذ حاليا تخدم المشروع وتسهل للمستثمر التحرك في كل الاتجاهات. وبشأن مدينة الفرافرة القديمة قال وزير الري ان المدينة تضم 125 بئرا مقسمة علي مجموعة من الاماكن اما منطقة الفرافرة الجديدة تضم 20 ألف فدان يخدمها 85 بئرا تم تنفيذ 50 بئرا موضحا ان نصف المليون فدان كمرحلة اولي تضم 1315 بئرا تكلفتها مليار جنيه تقريبا. وقد ألقي د. عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الاراضي الضوء علي خصائص التربة في منطقة الفرافرة بالوادي الجديد والتركيب المحصولي الافضل فيها وخطة وزارة الزراعة في المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان أو مشروع الريف المصري الجديد.. وقال الوزير انه يوجد 13 منطقة في 8 محافظات معظمهم في الصعيد مشيرا إلي انه تم اختيار هذه المناطق طبقا لاجتماعات تمت في الهيئة الهندسية في وجود المتخصصين من وزارتي الري والموارد المائية والزراعة.. وأوضح ان نسبة الري السطحي في المرحلة الاولي 34٬4٪ أي 172 ألف فدان والريف الجوفي 65٬6٪ لافتا إلي ان مناطق غرب الدلتا التي تبلغ 250 الف فدان ستقوم وزارة الكهرباء بعمل مزرعة الرياح بها وجار تبديل هذه المنطقة بمناطق اخري في امتداد ترعة الحمام وغرب واحة باريس وغرب اسنا وارمنت وامتداد في الداخلة.. واضاف انه توجد بعض المحاصيل الواعدة التي ستنجح في هذه المناطق منها 70٪ حقلية و30٪ بستانية وان هذا يتم طبقا لاحتياجات البلد لانه توجد فجوة غذائية في بعض المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والفول البلدي والذرة الصفراء منوها بأن المحاصيل البستانية التي تم اختيارها في هذه المناطق تتفق مع درجات الحرارة والملوحة في المياه ولها قيمة مضافة يدخل فيها تصنيع غذائي أو تصدير ومن ضمنها البطاطس وهي صادرات مهمة تتم بين مصر والعديد من الدول.. واشار إلي انه من ضمن المحاصيل المهمة في هذه المنطقة هو الشعير لانه يحسن من خصائص التربة ويتخلص من الاملاح كما يقوم بزيادة المادة العضوية في التربة بالاضافة إلي الفول البلدي موضحا ان التوسع في زراعة الشعير يقلل من الفجوة الغذائية وذكر انه من ضمن الزراعات في هذه المنطقة محاصيل تصنيعية وتصديرية اي ثنائية الغرض مثل النباتات الطبية والعطرية منوها بأن الصادرات فيها واعدة ومن الممكن زيادة القيمة المضافة لعمل مصانع للتعبئة واستخلاص الزيوت وتنقسم إلي ثلاثة اقسام «الشتوية والصيفية والمعمرة». وتابع الوزير ان من ضمن المحاصيل البستانية العنب . وأكد د. مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ان المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان يهدف إلي تحقيق التنمية المتكاملة حتي تصبح مصر دولة متقدمة ومنافسة علي المستوي العالمي ذات اقتصاد يعتمد علي فكر الاستدامة.. وقال إن مهمة هذا المشروع هي أن يسهم مع باقي المشروعات القومية الأخري في إعادة توزيع السكان علي المناطق المعمورة بالسكان والخروج من الشريط الضيق في الدلتا ووادي النيل. ونوه بأن المرحلة الأولي للمشروع ستوفر 25 ألف فرصة عمل، والتي ستحتاج إلي 25 ألف وحدة سكنية مقسمة ما بين الوحدات الريفية والعمارات السكنية التي يتم بناؤها حاليا.. وأوضح أنه سيتم العمل علي ربط المشروع بشبكة الطرق القومية، لافتا في الوقت ذاته إلي أن المشروع يتميز بوجود مناطق سياحية ومحميات قريبة مثل محمية الصحراء البيضاء ومحمية الجلف، وأشار إلي أن السياحة البيئية ستكون مكونا من الأنشطة الاقتصادية بجانب الزراعة والصناعة.. وقد قدم اللواء اركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عرضا تفصيليا عن مشروع استصلاح وتنمية 10 آلاف فدان في سهل بركة، مشيرا إلي أن المشروع يتكون من قري زراعية وخدمية ومنطقة صناعية، بالاضافة إلي الشبكات والمرافق، كما يتكون من منطقة زراعية علي مساحة 10 آلاف فدان تم زراعة 7500 فدان منها بنظام الري الحديث بالرش و2500 فدان بالري الحديث بنظام التنقيط، ولفت إلي انه لتوفير المياه اللازمة ل 10 آلاف فدان تم حفر 40 بئرا باستخدام أحدث الحفارات في العالم التي دبرتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع حفارات الشركات المدنية وشركات قطاع البترول.. وذكر رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة انه تم انشاء 15 حوض اكسدة بسعة 22 ألف متر مكعب ثم معالجة المياه المستخرجة من هذه الآبار، منوها بأنه تم انشاء 15 غرفة طرمبات لسحب المياه في أحواض الأكسدة وضخها في شبكات الري.. وأشار إلي أن المشروع يضم قري ريفية حيث جار تنفيذ قريتين زراعيتين وقرية خدمية، مضيفا انه من المخطط أن تستوعب هذه القري من 10 إلي 15 ألف نسمة، لافتا إلي انه جار تنفيذ 2000 بيت ريفي مساحته 200 متر مربع من دور أرضي قابل للتعلية وبشأن العمارات السكنية أوضح انه تم توفير السكن للعاملين في المنشآت الإدارية والخدمية مثل الأطباء ورجال الشرطة والمعلمين باجمالي 40 عمارة تضم 480 وحدة سكنية. وقال كامل الوزير انه تم انشاء جميع المنشآت الخدمية لخدمة المزارع في الريف المصري الجديد من حضانات ومدارس ووحدات صحية وقسم شرطة وحماية مدنية ووحدة بيطرية، بالاضافة إلي أسواق تجارية وبنك زراعي والشركة الزراعية ومبني الورش اليدوية الخاص للسيدات والفتيات ومكتب بريد ومجلس قروي والاجتماعي وكذلك 9 مساجد تم توزيعها علي القري الثلاث. ونوه إلي استخدام أحدث المعدات والآليات في إنشاء القري المملوكة للشركات المدنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة حيث تم تنفيذ 2 بئر مياه وجار تشطيب محطة تحلية المياه بطاقة 4 أمتار مكعبة في اليوم و3 محطات رفع في القري الثلاث تم تنفيذ 130 كيلو مترا وربط القري بالطريق الرئيسي، جار تنفيذ 3 طرق رئيسية اخري لربطها بالطرق الرئيسية للدولة للمساهمة في توصيل جميع الخدمات للقري الزراعية، وتوصيل المنتجات الزراعية الي مدن الجمهورية وموانئ التصدير، مشيرا إلي انه سيتم تسليم القري الثلاث نهائيا في موسم الحصاد القادم.