بمناسبة قرب انتخابات الرئاسة الأمريكية قامت مؤسسة بروكنجنز بعمل دراسة حول تأثير ثورات الربيع العربي وتداعياتها علي السياسة الامريكية. وأوضح شادي حميد صاحب هذه الدراسة انه من المتوقع ألا تحظي التطورات الضخمة التي جرت في العالم العربي والتي لقيت اعجابا عالميا بما تستحقه من اهتمام خلال معركة انتخابات الرئاسة الامريكية. وأشار إلي أن المناظرات قد تتناول كيفية مواجهة ايران أو الوضع في العراق خاصة في حالة اندلاع حرب اهلية بل قد تحدث مواجهات ساخنة حول من كان السبب في ضياع العراق. ومن الطبيعي ايضا ان يستمر الحزب الجمهوري في حملة الهجوم علي الرئيس اوباما لعدم مساندته بصورة كافية لاسرائيل.. ويقول انه لا توجد رغبة جادة في تناول الاحداث الهامة والمؤثرة في منطقة الشرق الاوسط بعكس ما حدث اثناء معركة انتخابات الرئاسة في عام 8002 حيث كانت السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط محور المناقشات التي جرت مع مرشحي الرئاسة. ففي عام 8002 جاءت انطلاقة اوباما باعتباره مخالفا تماما للرئيس بوش وسياسته سواء بالنسبة لدعم الديمقراطية أو بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي أو الوضع مع ايران.. وقد جذبت دعوة أوباما لاعادة توجيه السياسة الخارجية الامريكية اهتمام الكثيرين. إلا أن شهر العسل لم يستمر طويلا حيث تصاعدت معارضة السياسة الامريكية في المنطقة في عهد الرئيس أوباما بعد فترة قصيرة من توليه مهام منصبه وأوضحت استطلاعات الرأي العام تراجع شعبية الولاياتالمتحدة في المنطقة إلي اقل مما كانت عليه قرب انتهاء حكم بوش. واصبحت سياسة اوباما في المنطقة والتي كانت مصدرا هاما للاعجاب به عبئاً يثقل ادارته. ويري الباحث ان تعامل الرئيس أوباما مع الربيع العربي سيكون معياراً لتقييم ادائه في فترة الرئاسة الاولي. ويرجع السبب إلي أن الرئيس أوباما لم يعط لقضية الديموقراطية ما تستحقه من اولوية إلي جانب ان ثورة الربيع العربي قد داهمته وهو غير مستعد لها.. ويؤكد الكاتب ان الولاياتالمتحدة بما لها من نفوذ وقوة ملحوظة في المنطقة فإنها تستطيع بل ويجب عليها مساعدة الدول العربية في المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية. ويري ايضا ان الولاياتالمتحدة التي ساندت انظمة مستبدة علي مدي خمسة عقود عليها ان تصحح المسار لبناء الثقة مع اغلب الشعوب العربية والحكومات المنتخبة الجديدة. وهذه الحكومات المنتخبة الجديدة غالبا ما ستكون ذات توجه اسلامي وهو الامر الذي يتطلب مزيدا من التعاون. ويقول المؤلف ان قيام علاقات عمل مع التيارات الاسلامية يتطلب قيام واشنطون بتشجيعها علي احترام المصالح الامنية الامريكية مثل عزل ايران والبحث عن السلام مع اسرائيل والحفاظ علي استقرار سوق النفط والاستمرار في المشاركة في التعاون في عمليات مكافحة الارهاب. ويقدم الباحث خلاصة نصيحته للرئيس أوباما في حالة اعادة انتخابه أو انتخاب أي شخص آخر فيما يلي: وضع استراتيجية شاملة تجاه منطقة الشرق الاوسط بما يخدم المصالح الامريكية البعيدة المدي مع اعطاء اولوية لمساندة الديموقراطية. تأسيس ودعم الديموقراطية العربية بتنسيق تمويل صندوق يقدم حوافز حقيقية واضحة للدول العربية الراغبة في تنفيذ الاصلاحات الضرورية. بدء حوار استراتيجي مع الاحزاب الاسلامية الناشئة في بعض الدول الهامة. الاعتراف بأن فرصة اقامة دولتين لحل الخلاف العربي الاسرائيلي قد تلاشت والالتزام ببناء علاقات وثيقة مع القيادات الاسرائيلية والفلسطينية مع تحديد حدود واضحة بالنسبة للحدود وحق العودة ووضع القدس.