في بيانها اليوم .. الرى السودانية يعلن تراجع وارد النيل الأزرق ومناسيب المياه تبدأ فى الانخفاض    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير كورنيش شبين الكوم القديم ويفتتح الممشى السياحى    أيمن محسب ل"اليوم": خطة ترامب لإنهاء الحرب فى غزة تتويج للجهود المصرية    ترامب يحذر حماس : الموافقة على خطة السلام أو مواجهة إجراءات إسرائيلية    ترامب يعلن إنجازاته فى الأمن الدولى ويطالب بجائزة نوبل للسلام    كرة يد - في انتظار الفائز من الأهلي وبرشلونة.. فيزبريم يتأهل لنهائي كأس العالم للأندية    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    محافظة الجيزة: رفع السيارات المتهالكة وحملة نظافة مكبرة بفيصل    أردا جولر نجم ريال مدريد يتوج بجائزة أفضل صاعد فى الليجا لشهر سبتمبر    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    تأجيل استئناف 5 متهمين بتصنيع وترويج الترامادول في القطامية    في سطور.. رحلة قانون الإجراءات الجنائية في مجلس النواب    المتحف المصرى الكبير يستضيف النسخة الثالثة من فعالية "يوم الهوية".. صور    زينة أشرف عبد الباقى: أشعر بتوتر كبير فى العمل مع والدى    محافظ الجيزة يفتتح توسعات قسم الرعاية المركزة بمستشفى إمبابة العام    محافظ الغربية يتفقد الوحدة الصحية ومركز الغسيل الكلوى والحضانات بقرية أبشواى الملق    "زراعة الفيوم" تنظم ندوة إرشادية حول محصول الكانولا كأحد المحاصيل الزيتية الواعدة    تأجيل محاكمة 71 متهمًا بخلية التجمع لجلسة 24 نوفمبر    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    بعد أزمته الصحية الأخيرة محمد منير في ضيافة لميس الحديدي اليوم    وزير التربية والتعليم يصدر قرارًا وزاريًا بشأن حافز التفوق الرياضي    تقارير: مفاوضات اتحاد جدة مع يورجن كلوب تسير في اتجاه إيجابي    لأول مرة.. تشغيل جهاز قياس وظائف التنفس بعيادة السلام بمدينة بني سويف    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «واحدة من الدول الثلاث».. وزير: كوريا الشمالية قادرة على ضرب البر الرئيسي الأمريكي    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    اليوم.. النطق بالحكم في دعوى تعويض مليون جنيه ضد الفنان أحمد صلاح حسني    اتحاد الكرة يؤكد ثقته في الحكام المصريين    موعد مباراة الشارقة الإماراتي والسد القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة والقنوات الناقلة    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    صلاح أساسيا في تشكيل ليفربول المتوقع أمام جالاتا سراي    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    الجمسي.. فيلم يوثق سيرة مهندس النصر في حرب أكتوبر    مصرع 7 عناصر إجرامية شديدة الخطورة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بالبحيرة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    1.2 مليون جنيهًا تكلفة إحلال وتجديد شبكة المياه في 5 قرى ببني سويف    سعر طن الأرز الأبيض والشعير اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر فى المنيا    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    قناة مجانية تنقل مباراة منتخب الشباب ضد نيوزيلندا في المونديال    ما حكم قتل الكلاب الضالة المؤذية؟ دار الإفتاء تجيب    تعرف على العد التنازلى لشهر رمضان المبارك وأول أيامه فلكيا    مهن المستقبل.. جدارات متجددة    أرقام عماد النحاس فى دور المدير الفنى المؤقت للنادى الأهلى للمرة الثانية هذا العام    الرئيس السيسى يستقبل الأمير "رحيم" رئيس شبكة الآغا خان للتنمية ويهنئه بمنصبه ويشيد بإسهامات والده فى دعم التنمية وحفظ التراث الإسلامى.. الرئيس: حياة كريمة و100 مليون صحة تجسد رؤية مصر 2030 للاستثمار فى الإنسان    مبعوث رئيس كوريا: مصر تلعب دورا محوريا فى تعزيز سلام واستقرار المنطقة    ما حكم ما يسمى بزواج النفحة.. الإفتاء توضح    رئيس الوزراء يتفقد عددا من المنشآت التعليمية بقرية سبك الأحد    مجلس الشيوخ ينعقد الخميس 2 أكتوبر و17 أكتوبر نهاية الفصل التشريعي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-9-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فستان فرح
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 06 - 2012

إلي هؤلاء الذين وهبونا المعني وغادروا قبل أن يرتدوا حُلة الفرح.إلي كل من بذل جهدا في صنع فستان فرحها ولم يرها عروسا. وحدكم صنعتم تاريخا وشمناه في قلوبنا، بفضلكم صارت لدينا حكايات تحملها كتب التاريخ، وروايات أنتم أبطالها، كنتم نبت الأرض الذي لولاه ما عشنا، لكم وحدكم... فستان فرح. كان هذا إهداء »فستان فرح« رواية رباب كساب الجديدة التي بدأت كتابتها في عام 2010 وظنت أنها لن تكملها أبدا بعد أن توقفت عن الكتابة قبل الثورة فإذا بالثورة تأتي لتنصف العمل وتعيده للحياة مرة أخري فما كان منها إلا أن وهبت كلماتها لشهداء مصر ومصابيها من ساهموا في أن يتغير شكل مصر .

رصدته الرواية فكانت خليطا متباينا من حال مصر قبل الثورة، فساد، كوارث، إضرابات، فتن وغيرها من المشكلات التي واجهها شعب مصر بجلد كبير، حتي كانت انتخابات مجلس الشعب عام 2010 والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وشرارة ارتفعت معها الأصوات المعارضة حتي أتت تونس فألقت بياسمينها ليزهر لوتس مصر في الخامس والعشرين من يناير وذلك من خلال أبطال العمل الذين ينتمون للطبقة الكادحة من الشعب.
رصدت إخفاقاتهم في الحياة الخاصة والعامة، في الحب، العمل، الزواج.
تعرضت للفتنة الطائفية التي تلاعب بها النظام السابق لخلق ساحة مشتعلة دائما يربح من خلالها جولاته في هزيمة الشعب.
من رضوي والأهبل الذي ترتبط به بعلاقة تخاطرية غريبة دعت طبيبه لدراستها، ولجيرانهم ليتساءلوا عن سر هذا الارتباط الذي بدا جليا لهم تتفرع كل خيوط العمل، رضوي التي (بينها وبين النوافذ عشق غريب، وقفت خلف زجاج النافذة تستطلع حبات المطر المتساقطة، تلهث وتعبث ببخار الماء المتكثف علي الزجاج بحروف اسمها كالأطفال، النافذة حلم لا يتحقق ولكنه يؤكد وجوده.
النافذة براح من لا يملك البراح هكذا يخبرها هشام كلما وجدها تتجه نحو الشباك، تزيح ستائره وتنظر للفراغ دون التركيز علي شيء.)
ترتبط بصديق والدها وزميلها في العمل منير بعلاقة وطيدة، كان بديل والدها، لم تأبه يوما باختلاف عقيدتيهما كان لها مرشدا ودليلا آراؤه وحكمته سبيلها لتخطي الكثير مما كانت تواجهه في الحياة (إن لم تنقذنا الأجوبة من براثن الحيرة فخير بنا ألا نسأل.
كانت إحدي جمل منير المميزة، تذكرتها رضوي وهي تحاول أن تنجو بنفسها من براثن الحيرة التي تعيش فيها منذ اختفاء هشام وحتي رجوعه، يتصل بها يوميا حتي اضطرت لتغيير رقم هاتفها، بات يلاحقها في المدرسة، في البيت، لكن وجهها المتجهم ورفضها لمقابلته جعلاه يوشك علي الاستسلام، فكره الخاطئ جره لهذا العذاب، عذابه لها باختفائه المفاجئ يقضي شيئا فشيئا علي حبها له، إنها لا تستطيع الغفران.
يخلق منا الألم وحوشا ضارية لا تعرف إلا الافتراس ولكنه في بعض الأحيان يحولنا لحملان وديعة، كانت آخر كلماتها له : إحذرني فلم أعد أنا).
كان السفر وسيلة للهرب من المجتمع المتداعي ومن خيبات الأمل في الحياة (علي صفحة الغربة تتجلي الذكريات البعيدة للوطن المتروك عنوة، نختارها بإرادتنا لكننا نقع في براثن الحنين رغما عنا).
حلم التغيير يراود البعض لكن البعض الآخر يائس من كل شيء (بدأت حواراتهما تتخذ شكلا عدائيا، هو مفعم بالأمل ينتفض كلما وجد مصيبة من مصائب البلد تخرج من مكمنها، وهي في قمة اليأس من الإصلاح، من التغيير، إن كلمة التغيير هذه آخر ما تعتقد أنه يحدث).
وبدأت الدعوات للنور تخرج وتنادي الناس ليبدأوا في تحقيق الحلم (شعرت رضوي بشيء غريب يصيبها مع ثورة تونس التي بدأت تعرف الحرية يوم الرابع عشر من يناير، لكنها لم تقبل بتلك الدعوة التي جاءتها للقيام بثورة يوم عيد الشرطة المصرية.
كيف نقوم بثورة محددة الموعد مسبقا؟
مصر ليست تونس.
النظام غير النظام.
كل شيء معد للوريث، برلمان مجهز ليمرره ويضعه علي قمة دولة يحكمها أبوه منذ ثلاثين عاما.
تحمس هشام للدعوة وبات ينشرها ويدافع عنها، يتحمل سباب المعارضين، يحاول إقناعها، عايدة أيضا تدعوها لتشاركهم الأمل.
أمل؟!!
أي أمل هذا الذي يتحدثون عنه في بلد خامد مات أهله منذ زمن ؟!! أقصي أحلامهم أربعة جدران تضم أوصالهم المتعبة، سرير وامرأة ينفثون بداخلها غلهم وذل الحاجة.)
لكنها قامت وخرج الشعب من سباته رصدت الرواية الثمانية عشر يوما التي انتهت برحيل المخلوع (للثواني حس الساعات، للدقائق ثقل السنين، للساعات وجع القرون، انتظار مميت.
الكل متعلق بما يسد رمقه، ما يبدد عطشه، أنفاس تترقب نتيجة أكبر اختبار، لا أحد يعرف القادم، لا أحد معه النتيجة من كنترول الزمن، كل في انتظار، ترقب، أمل.
يطل من شاشة التليفزيون بوجه متجهم، جامد، في هدوء يهز الأعصاب، بكلمات قليلة نطق............
زغرودة شقت سماء الميدان انطلقت من هند، أعقبتها زغاريد كثيرة، قفزات فرح في الهواء، صراخ، ضحكات، سجدات شكر، ابتسامات، عناق، غناء.
تعيشي يا ضحكة مصر).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.