أنستاسيادس: تعاوننا ركيزة للسلام بالمنطقة.. والإسراع بمشاورات ترسيم الحدود البحرية تسيبراس: حقول الغاز بين دولنا تغطي احتياجات أوروبا اتفق قادة مصر واليونان وقبرص علي تشكيل لجنة دائمة للتعاون والتواصل والتفاهم فيما بينهم لتدعيم أواصر الشراكة والعمل من أجل تحقيق طموحات شعوب الدول الثلاث، ومن المقرر أن تعمل هذه اللجنة بشكل دائم ومستمر وتعقد اجتماعات دورية بحضور وزراء الخارجية لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين قادة الدول الثلاث، كما تقرر أن تعقد القمة الرابعة بين مصر وقبرص واليونان العام المقبل في القاهرة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام القمة المصرية القبرصية اليونانية الثالثة أمس بأثينا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنيستاسياديس ورئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس.. وأكد الرئيس السيسي خلال كلمته في المؤتمر الصحفي استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة ويراعي حقوق كل القبارصة وفق قرارات الأممالمتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.. وأعرب الرئيس عن تقديره للحكومة اليونانية علي استضافتها وحسن التنظيم والإعداد للقمة الثالثة في إطار الآلية الثلاثية للتشاور السياسي والتعاون بين دولنا الثلاث.
إصرار والتزام وقال السيسي «إن انعقاد الآلية في العاصمة اليونانية وللمرة الثالثة علي مستوي القمة وفي موعدها المتفق عليه يدل علي إصرارنا جميعا علي المضي قدما في سبيل توفير مقومات التقدم والتنمية ليس لشعوبنا فحسب بل لشعوب المنطقة وجوارنا الجغرافي بأسره».. وأضاف السيسي أن عقد القمة الثالثة يشير إلي التزامنا القوي بالعمل معا وفقا لرؤية مشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإقليم شرق المتوسط. كما أعرب الرئيس عن تفاؤله بالخطوات العملية التي ناقشناها لتفعيل التعاون الثلاثي في مجالات متعددة تحمل فرصا واعدة وعلي رأسها مجالات الطاقة والسياحة والاستثمار والنقل البحري. وأكد تطلع مصر لأن تمثل أطر التعاون المتفق عليها في هذه المجالات وسيلة لتنفيذ مشروعات محددة تعود بالنفع علي شعوبنا في سعيها نحو مستقبل أفضل.. وشدد الرئيس علي التزامنا بمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما يضمن ترجمته إلي نتائج ملموسة علي أرض الواقع وأعرب عن امله في أن تشهد الفترة القادمة الإعلان عن تفاصيل هذه المشروعات وبرامج التعاون تباعا.. وقال السيسي إن القمة الثالثة عكست توافقا كبيرا في الرؤي إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك علي الساحتين الإقليمية والدولية. وأضاف الرئيس أنه تم الاتفاق علي ضرورة استمرار عملنا وتنسيقنا الدؤوب لمحاربة الإرهاب ووقف مصادر تمويله من منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني وإنما يشمل أيضا دحض وتفنيد الأسس الفكرية للجماعات الإرهابية، مشيرا إلي أن الدول الثلاث تعتبر منارات حضارية تاريخية في المنطقة وحاضنات لقيم التسامح الديني علي مر العصور مما يؤهلها للعب دور محوري في هذا الصدد من خلال اضطلاع مؤسساتها الدينية العريقة بمهمة تصويب الخطاب الديني. وقدم الرئيس الشكر للحكومة اليونانية علي تنظيمها لمؤتمر «التعددية الثقافية والتسامح الديني في الشرق الأوسط» في أكتوبر الماضي مشيرا إلي أن المؤتمر الذي شاركت فيه مصر علي مستوي رفيع انطلاقا من إيمانها بأهميته ونبل مقاصد الذي نتطلع لأن تتم متابعة تنفيذ توصياته في الفترة القادمة. وأوضح السيسي أنه تم الاتفاق خلال القمة علي أهمية التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في الحصول علي استقلاله وإنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدسالشرقية لافتا إلي حل القضية الفلسطينية يسهم في القضاء علي أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط الأمر الذي يتطلب من كل الأطراف مضاعفة انخراطها وجهودها نحو الاتفاق علي التسوية العادلة. حلول سياسية وأضاف الرئيس «أوضحت مناقشاتنا أهمية العمل بين كل الأطراف المعنية من أجل التوصل لحلول سياسية في كل من سوريا وليبيا للحفاظ علي وحدتيهما الإقليمية وصون مقدرات شعبيهما والحيلولة دون توطن التنظيمات الإرهابية علي أراضيهما».. وأكد الرئيس خلال الاجتماع عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة ويراعي حقوق كل القبارصة وفق قرارات الأممالمتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأشار إلي أنه تم بحث محورية التكاتف الدولي للتوصل لحلول عملية لظاهرة الهجرة المتنامية، موضحا أنه استمع لرؤية الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني باهتمام بالغ في هذا الشأن، وأنه أكد لهما أن رؤيتنا تجاه هذه القضية التي تقوم علي الدفع بأهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة من منظور شامل يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التنموية بقدر ما ينظر إليها من زاوية المعالجة الأمنية مع اقتناعنا كذلك بضرورة التعاطي الفعال مع الظاهرة من منطلق إنساني.. متوافق مع القوانين والالتزامات والمعاهدات الدولية ذات الصلة. وأعرب الرئيس عن تطلعه لمتابعة نتائج الاجتماع والعمل علي تحقيق أهدافه خلال الشهور القادمة تمهيدا لانعقاد اجتماعنا القادم في القاهرة العام المقبل لتحقيق المزيد من تدعيم أواصر الشراكة والعمل المشترك من أجل تحقيق طموحات شعوبنا في التقدم والرخاء والاستقرار. واختتم السيسي كلمته بالاشارة إلي التوصل إلي اتفاق علي تشكيل لجنة دائمة للتعاون بين الدول الثلاث، مؤكدا التطلع لأن تكون آلية مناسبة للتوصل إلي أطر تعاون فعالة وإيجابية تسهم في النمو المشترك للدول الثلاث.. ومن جانبه قال رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس إن القمة الثالثة التي عقدت تأتي في إطار التعاون الذي يربط بين اليونان ومصر وقبرص مشيرا إلي أنه عقد لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسي والرئيس القبرصي وتم التأكيد علي النمو الثابت لهذا التعاون متعدد الجوانب، موضحاً أن هذا التعاون بين شعوب تربطها علاقات تاريخية أزلية وتوجد في نفس الموقع الجغرافي ويربط بينها التفاهم المشترك.. وقال الكسيس تسيبراس إن الدول الثلاث توجد في منطقة تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار المتزايد وتواجه في المرحلة الاخيرة الكثير من التحديات. القضية القبرصية وأشار إلي أن التعاون بين الدول الثلاث سيكون ركيزة للسلام والاستقرار ويرسل رسالة سلام واستقرار في المنطقة مشيرا إلي أن القمة ناقشت التطورات الاخيرة في جميع الموضوعات الدولية في المنطقة والعالم بشكل اوسع. وأضاف أنه تم التأكيد علي ضرورة الحل السلمي للقضية القبرصية علي أساس قرارات الاممالمتحدة لأن ذلك أمر مهم للاستقرار وللشعب القبرصي، كما تم الاتفاق علي دعم جهود الاممالمتحدة في سوريا وليبيا واليمن والعراق وضرورة استمرار المساعي لتحقيق السلام في سوريا بشروط تسمح بالمصالحة واعادة تعمير سوريا ودعم المبادرات الدولية لمكافحة الارهاب وجماعات التطرف الديني مثل داعش في ضوء التحديات الاقليمية. وأشار إلي التقارب الدولي خاصة الاتحاد الاوروبي لمواجهة مشكلة اللاجئين وهذه المعالجة يجب أن تكون هادفة إلي إدارة هذه الظاهرة بشكل إنساني ومكافحة شبكة المتاجرين والمهربين للبشر ومواجهة أسباب الصدامات.. وقال الكسيس تسيبراس إنه تم التأكيد علي ضرورة التوصل إلي الحل العادل للقضية القبرصية وضمان الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط.. وأكد القادة الثلاثة ضرورة بدأ المفاوضات التي تؤدي إلي انشاء دولة فلسطينية علي حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وأوضح رئيس الوزراء اليوناني أنه تم الاتفاق علي تطوير ودعم التعاون في إطار المنظمات الدولية التي نشارك فيها جميعاً وأكدنا الفوائد المتبادلة التي تأتي من دعم التعاون بين الاتحاد الاوروبي ومصر وضرورة زيادة مساعدة الاتحاد الاوروبي لمصر لأنها دولة مهمة للاستقرار الاقليمي ومساعدتها علي مواجهة التحديات التي تواجهها لتتجه إلي الامام وتحقق التنمية المنشودة. وقال الكسيس تسيبراس إن الهدف من القمة الثالثة هو تحقيق التنمية المشتركة والرخاء لصالح شعوبنا لافتا إلي أنه اتيحت لنا من خلال القمة فرصة للحديث عن جميع القواسم المشتركة بيننا التي تستطيع أن تؤدي إلي المزيد من التعاون وتطورات خريطة الطاقة في المنطقة وحقل ظهر المصري في البحر المتوسط واستغلال الحقول القبرصية ودفع أنانبيب الطاقة من خلال اليونان وتطوير مراكز الطاقة في شرق المتوسط. ترسيم الحدود وأضاف أنه تم الاتفاق علي الاسراع بمشاورات ترسيم حدود المناطق البحرية حيثما أمكن ذلك علي أساس القانون الدولي لافتا إلي ان هذا التعاون لايأتي في إطار مفهوم اقصاء أو ضد بلد ثالث بل بالعكس دعوة مفتوحة لبلاد أخري لرسم حدود مناطق بحرية بيننا علي أساس القانون الدولي والدخول في اشكال تعاون من أجل صالح الشعوب وبلدان ذات تراث بحري وموانئ متطورة.. وأوضح أن هناك تغييرات كبيرة نتجت بعد انشاء قناة السويس الجديدة لزيادة وتنمية التعاون بين الموانئ اليونانية والمصرية والتعاون البحري بصورة كبيرة.. وأشار إلي إمكانية التعاون في مجال الاستثمارات المشتركة موضحاً أنه تم الاتفاق ايضا علي ارساء آلية دائمة للتفاهم والتعاون وسوف تعمل بشكل دائم ودوري بين وزراء خارجية الدول الثلاث للعمل علي تنفيذ وتحقيق ما يتم التوصل عليه في لقاءات القمم بيننا.. وقال إنه لن تكون القمم القادمة نظرية بل ستكون بمثابة تتويج لما يتم الاتفاق عليه وتحقيقه وتنفيذه علي أرض الواقع، مشيرا إلي أنه تلقي دعوة مع رئيس قبرص من الرئيس السيسي لحضور الاجتماع الرابع في القاهرة العام القادم. وأشار إلي أننا لن نؤكد فقط ارادتنا للتعاون المشترك ولكن سنطرح عملا متخصصا بمثابة افتتاح لعدد من المبادرات علي الارض المصرية والقبرصية واليونانية تعبر عن التعاون الثلاثي بيننا جميعاً. واختتم كلمته قائلا «التعاون الثلاثي بيننا سيحول المنطقة إلي مهد للتنمية وتحقيق السلام والاستقرار وتضع الاساس الراسخ ونتمني النجاح لأن التحديات كثيرة وعلي رأسها الارهاب». دعم الأمن والتنمية ومن جانبه وصف رئيس قبرص القمة الثالثة بأنها كانت ناجحة للغاية من أجل تعميق وتوسيع الالية الثلاثية لتشكل نموذجا للتعاون الاقليمي البناء بين مصر وقبرص واليونان.. وأضاف نيكوس أنستاسيادس أن إعلان اثينا يؤكد أن الحوار الثلاثي بيننا يساعد في تطبيق القانون الدولي ودعم الامن والسلام والتنمية في منطقة شرق البحر المتوسط خاصة في مناطق الازمات الحالية في سوريا وليبيا والعراق.. وأشار إلي أن التعاون بيننا حقق تقدما مهما خلال الفترة الماضية في اطار الالية الدائمة التي سوف تنفذ بالفعل ما يتم الاتفاق عليه خلال القمم السابقة وألا يتم الاكتفاء فقط بالتصريحات. وأكد رئيس قبرص أهمية الاستمرار في دعم العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ومصر خاصة في الموضوعات التي تساعد علي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ومحاربة الارهاب ومواجهة الازمات وأفواج المهاجرين. وأضاف: أننا نهدف من التعاون بيننا مواجهة الارهاب والتطرف والتعاون لتحقيق الامن والسلام في الشرق الاوسط.. وأضاف نيكوس أنستاسيادس أنه تم التأييد المستمر من أجل ايجاد حل دائم للقضية القبرصية علي أساس قرارات الاممالمتحدة وأنه يجب ان يكون القرار معتمداً علي المكتسبات الاوروبية وضرورة ابتعاد قوات الاحتلال وانهاء نظام الضمانات.. وقدم رئيس قبرص الشكر بصفة خاصة إلي الرئيس السيسي لقيامه خلال المؤتمر الاسلامي بتشكيل مناخ مختلف مما أدي إلي اصدار قرارات منذ سبتمبر الماضي متطابقة مع قرارات الاممالمتحدة تعبر عن تأييدها للنظام غير القانوني لما يحدث في قبرص. . وأشار إلي أن اكتشاف مصر لحقل ظهر بالبحر المتوسط سيكون عاملا مساعدا للتعاون الاقليمي في المنطقة وألا تكون الثروة الطبيعية سبب نزاعات أو احتكاكات.. وقال رئيس قبرص إننا لانريد ان نعزل أحدا ولا نتجه ضد أي دولة وحقول الغاز هذه بيننا يمكن أن تغطي احتياجات أوروبا لافتا إلي اننا بحثنا التنسيق والتعاون في المنطقة المتوسطية لتشكل لجنة لبحث موضوعات الاقتصاد البحري والتعاون في النقل البحري والبحوث والتكنولوجيا والابتكار والسياحة.